ملاحن فيها الهوى والألم
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
وداعاً هزار الربى والأكم | أريش الجناح وسيق القدم | يطوف بالقلب شتى المنازع | هذا يطول وهذا اقتحم | وذكرى تجيء وأخرى تمر | وليل تقضى وفجر ألم | أمسترجع أنا بعد الشباب | سني الصبا وأدكار الذمم | أفضت من الحجر فيمن أفاض | وزايلت مهدي فيمن برم | أرواح في صبية وادعين | سواسية كصغار النعم | وأغدو على البكر المشرقات | اليك وفي الحالك المدلهم | بجانحة الفجر فوق الوهاد | وغاربة الشمس بين القمم | يصعد بي خافق في الفضاء | يسوق الصبا ويقود الهرم | جناحاه يخترقان الوجود | وعيناه تقتنصان العدم | على متن هافية الصباح | مسومة ما بها من سأم | رخاء كمثل انحدار النعيم | على وجنتي رخوة المستلم | على من مقرب من سريع الخيال | وخاطرة من بهيج النعم | وسابحة من بنات الأوز | ورفاقه من بنات الرخم | وطلق من الفكر حر يطيف | بدنيا الفنون ودنيا النغم | يطير الى الدهر بي والقرون | ويوغل بي في زوايا (أرم) | وفي الفكر مركبة للنفوس | وفي الأرض مدرجة للقدم | الى (ندوة) كمطيف الرجاء | منضرة كبليغ الكلم | الى (مجلس) نطف بالدعاء | تصان الحقوق به والحرم | الى (معهد) أنت يمنى يديه | قداماه انت قسا أو رحم | تطير به صعداً للسماء | لنبع بها دافق بالحكم | لينهل من نبعها المستفيض | هدى أمماً ويقيناً أمم | تدفعه في سبيل الخلود | وتقحمه في مجال العظم | درجت بكفيك حتى انفرد | أناصب دهرى حمداً وذم | وها أنا في سروات الشاب | على جانح مستشيط أحم | أطل على فائت في صباي | فالمح بارقة من شمم | أرى لك بين الصبا المسترد | مآثر خفاقة كالعلم | وألمح فجراً من الذكريات | يبدد من جانبيه الظلم | ((حسين)) اناتك ان تستخف | وريث فؤادك ان يضطرم | نزعت مع الفكر حر الفؤاد | الى غاية فى ضمير العد | منازع ذي مذاهب في الوجود | خطير وذي شرعة في القلم | أراك تفكر..ماذا لديك | لعلك تمخر في كل يم | يطل بعينيك جو يشيع اللجاج | به ويشيع القتم | أراك تفكر..ماذا لديك؟ | أرى عثيراً في الفضاء استلم | أرى ثورة وأرى أنفساً | ظماء كآمالها..تحتدم | على عارضيك خيال المظفر | في بأسه ووقار الحكم | وفي ناظريك سهوم المفكر | آونة.. وسؤال الأصم | تحاول في الكون مجد الغزاة | وكم ذا تحاول مجداً وكم | وتحلم بالملك..بالطموح.. | ويا للسمو.. ويا للشمم | وترمي بنفسك بين الهواجس | في زاخر للأماني خضم | اذا ارتطمت موجة بالحياة | رميت بنفسك في المصطدم | * | وما تلك في جنبات الطريق | قذفت بها كانفجار الحمم | وألهبتها ثورة في البلاد | على جانبيها يشب الضرم | تأكل أغرارها الواهمين | وتسحق من كبرياء((العمم)) | تنظر نواجمها في الطباع | وعقبى نتائجها في الشيم | * | كأنى بمصر وقد لامست | يداك مقطمها والهرم | تمد يداً من وراء الحياة | وأذرعة من وراء الرجم | تعانق فيك العبقرى | وتكبر رمز الشباب القدم | وما مصر لوا عوادى الحياة | بمجدبة من دعاة الكرم | ولما اعتزمت لمصر الذهاب | وآن لرأيك ان ينحزم | جنحت الى مزهري فانتزعت | ملاحن فيها الهوى والألم | شددت بكفيك اوتارها | واودعت فيها شجى النغم | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (التجاني يوسف بشير) .