الخرطوم

مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مدينةٌ كالزهرةِ المونقَهْ | تنفح بالطيب على قطْرها |
ضفافُها السحريّة المورقه | يخفق قلبُ النيلِ في صدرها |
تحسبها أغنيةً مطرقه | نَغّمها الحسنُ على نهرها |
مبهمةٌ ألحانُها مُطلقَه | نغّمها الصيدحُ من طيرها |
وشمسُها الخمريّة المشرقه | تُفرغ كأسَ الضوءِ في بدرها |
**** | |
أحنى عليها الغُصُنُ الفارهُ | وظلّها العنقودُ من حادرِ |
وهام فيها القمرُ الرافهُ | يعزف من حينٍ إلى آخر |
قصيدةً ألهمها الإلهُ | يراعةَ الفنّانِ والشاعر |
**** | |
مدينةُ السحرِ مَراحُ العجبْ | ومُغتدَى أعينِه الساحرهْ |
تنام فيها حُجُراتُ الذهبْ | على رياضٍ نَضْرةٍ زاهره |
أضاءها الفجرُ فلمّا غربْ | أضاءها بالأنفس الناضره |
وحفّها الحسنُ بما قد وهب | وزانها الحبُّ بما صوّره |
يا لَلغرير الحلوِ من ذا أحبْ ؟ | ويا لَذاك الظبيِ مَنْ ساوره ؟! |
**** | |
أحنى عليها الغصنُ الفارِهُ | وظلّها العنقودُ من حادرِ |
وهام فيها القمرُ الرافهُ | يعزف من حينٍ إلى آخر |
قصيدةً ألهمها الإلهُ | يراعةَ الفنّانِ والشاعر |
**** | |
ماج بها الشامُ ولبنانُهُ | والمدنُ الرائحة الغاديَهْ |
طَوّقها بالحبّ غلمانُهُ | وغِيدُه اللاعبةُ اللاهيه |
أضفى عليها الحُبَّ من أفنانِه | وزانها بالأعين الزاهيه |
وفاض باللوعة فتيانُهُ | على الضفاف الحُرّةِ العاليه |
فيا لَذيّاك.. وما شانهُ | يعانق الجنّةَ في غانيه ؟! |
**** | |
مدينةٌ وقّعها العازفُ | على رخيم الجَرْسِ من مِزْهرِهْ |
ذوّبَ فيها الوامضُ الخاطفُ | سبائكَ الفِضّةِ من عُنصره |
وجادها المرهمُ والواكف | بالكوثر الفيّاض من أنهره |
وهام فيه القمرُ الرافه | يعزف من حين إلى آخرِ |
قصيدةً ألهمها الإلهُ | يراعةَ الفنّانِ والشاعر |