مساكين
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مساكينُ | سامهمُ الدهرُ سوءَ عذاباتهِ | لا يريدونَ ؛ | لا يرغبونَ | ... فينعقدُ الحاجبانِ | وتمتقع البشرة الصافيةْ | يشمئزون من نَهَمِ النفطِ | في الخُشُب الخاويةْ | إنما هذه العادة الجاريةْ | مساكينُ | ماءُ الشباب يراقُ سدى | تتدلى عناقيده العاريةْ | كلُ عذقٍ متاحٌ ؛ | تعالَ فقطْ | وارمِ ما تشتهي .. | يتساقطُ تفاحُه، تينه ، لوزه | كل فعل مباحٌ | تعال فقط | وانتعلْ ما بدا لك من ناعم الجلدِ | بالثمن البخس | دراهم معدودة | ثم قم باصقا : | أيتها الغانية ! | مساكينُ | أنعم من زغب الريش | ألطف من ضحكة الطفل | أبسط من دفقة الماء | مبتذلون | بقايا الحياة الكريمة تلمع في الأعين الذاوية | في حقائب أسفارهم | يحملون المآسي بصمتٍ ونصف ابتسامة | ويخفون تحت محافظ أصباغهم | لُعباً وهدايا لأطفالهم ! | ورسائل من أهلهم ! | إنهم مثلنا .. | ............ | ....... | ... | مساكينُ | تنزف حسراتهم | في دمائهمُ البالية | ..... | يا ترى | لو أفقنا على غرةٍ | ذات يوم | فكنا مساكينَ | كم من مباح سنهرقه | في كؤوس التبذل والبؤس ؟ | هل سوف نبقى كما نحن | قوما أباة | أعزاء | محترمين ! | يحجز صبياننا طيلة الصيف | أكثر من نصف لندن | للرقص والشرب والشم والشتم والكرم الحاتميّ | يؤدون للآخرين رسالتنا | إننا أدمث الناس نقدا | وأكرمهم | " والكريم طروب " | هل سوف نبقى كما نحن | ننظر للآخرين بمخيلة ٍ | أنهم ناقصون ، ملاعين، حمقى | يدسون أوساخهم في ملاعقنا ، تحت أظفارنا ، في دفاتر أطفالنا | يقترفون خطيئاتهم عبثا في شوارعنا | أم سوف ندرك أن من الظلم | تشخيص أمراضهم مسبقا | ومن هذه الزاوية !؟ | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عبدالله السالم) .