تموز جيكور
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ناب الخنزير يشقّ يدي | و يغوص لظاه إلى كبدي | و دمي يتدفق ينساب | لم يغد شقائق أو قمحا | لكنّ ملحا | عشتار و تخفق أثواب | و ترف حيالي أعشاب | من نعل يخفق كالبرق | كالبرق الخلب ينساب | لو يومض في عرقي | نور فيضيء لي الدنيا | لو أنهض لو أحيا | لو أسقى آه لو أسقي | لو أن عروقي أعناب | و تقبل ثغري عشتار | فكأن على فمها ظلمة | تنثال علي و تنطبق | فيموت بعيني الألق | أنا و العتمة | ** | جيكور ستولد جيكور | النور سيورق و النور | جيكور ستولد من جرحي | من غصة موتي من ناري | سيفيض البيدر بالقمح | و الجرن سيضحك للصبح | و القرية دارا عن دار | تتماوج أنغاما حلوة | و الشيخ ينام على الربوة | و النخل يوسوس أسراري | جيكور ستولد لكنّي | لن أخرج فيها من سجني | في ليل الطين الممدود | لن ينبض قلبي كاللحن | في الأوتار | لن يخفق فيه سوى الدود | ** | هيهات أتولد جيكور | إلا من خضة ميلادي ؟ | هيهات أينبثق النور | و دمائي تظلم في الوادي ؟ | أيسقسق فيها عصفور | و لساني كومة أعواد ؟ | و الحقل متى يلد القمحا | و الورد و جرحي مغفور | و عظامي ناضحة ملحا | لا شيء سوى العدم العدم | و الموت هو الموت الباقي | يا ليل أظلّ مسيل دمي | و لتغد ترابا أعراقي | هيهات أتولد جيكور | من حقد الخنزير المتدثّر بالليل | و القبلة برعمة القتل | و الغيمة رمل منثور | يا جيكور | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (بدر شاكر السياب) .