ليلة وداع
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أوصدي الباب فدنيا لست فيها | ليس تستأهل من عيني نظرة | سوف تمضين و أبقى أي حسرة | أتمنى لك ألا تعرفيها | آه لو تدرين ما معنى ثواني في سرير من دم | ميت الساقين محموم الجبين | تأكل الظلماء عيناي و يحسوها فمي | تائها في واحة خلف جدار من سنين | و أنين | مستطار اللب بين الأنجم | في غد تمضين صفراء اليد | لا هوى أو مغنم نحو العراق | و تحسين بأسلاك الفراق | شائكات حول سهل أجرد | مدها ذاك المدى ذاك الخليج | و الصحارى و الروابي و الحدود | أي ريش من دموع أو نشيج | سوف يعطينا جناحين نرود | بهما أفق الدجى أو قبة الصبح البهيج | للتلاقي | كل ما يربط فيما بيننا محض حنين و اشتياق | ربما خالطه بعض النفاق | آه لو كنت كما كنت صريحة | لنفضنا من قرار القلب ما يحشو جروحة | ربما أبصرت بعض الحقد بعض السأم | خصلة من شعر أخرى أو بقايا نغم | زرعتها في حياتي شاعره | لست أهواها كما أهواك يا أغلى دم ساقي دمي | إنها ذكرى و لكنك غيرى ثائرة | من حياة عشتها قبل لقانا | وهوى قبل هوانا | أوصدي الباب غدا تطويك عني طائرة | غير حب سوف يبقى في دمانا | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (بدر شاكر السياب) .