ليل الأشواق
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ربّ ليل نجومه ضاحكات | مثل أحلام غادة في صباحها |
لمست إصبع السكينه أشوا | في فهبّت مذعورة من كراها |
كطيور في الأسر تبغي انعتاقا | قبل أن يفسد الإسار لغاها |
أبق النوم ، فانطلقت إلى النّهر | بنفس كادت تسيل دماها |
و معي صاحب رقيق الحواشي | تجد النّفس في رؤاه رؤاها |
إن دجت ليلة أراك ضحاها | أو ذوت زهرة أراك شذاها |
... | |
قال : ما أجمل الكواكب ! ما | أحلى سناها ! فقلت : ما أحلاها ! |
قال : لا شوق ، لا صبابة لولا | ها ! فتمتمت قائلا : لولاها ! |
قال : هل تشتهي الوصول إليها ؟ | قلت : إنّي لا أشتهي إلاّها ! |
... | |
كان طرفي يجول في العالم الأ | على وروحي تجول في مغناها |
و جليسي يظنّ في الشهب قصدي | و أنا أحسب الجليس عناها |
قال : و النهر كم طوى من صبابا | ت ! فأطرقت أستشفّ المياها |
فإذا النهر فيه رعشة روحي | حين يدوّي فيها صدى ذكراها |
قال : و اللّيل ... قلت : حسبك إعنا | ت لنفسي ، و حسب نفسي دجاها |
فانقطعنا عن الكلام و بتنا | كلّ نفس لذاتها نجواها |
... | |
خلت أنّي إذا بعدت سأنسا | ها و يطوي الزّمان سفر هواها |
و توهّمت أنّني سوف ألقى | ألف ليلى و ألف هند سواها |
فإذا الحبّ كالفضاء ، و قلبي | طائر في الفضاء ضلّ وتاها |
قد نشقت الأزهار في كلّ أرض | يا شذاهنّ لست مثل شذاها ! |
كيف أنسى و أينما سرت في الد | نيا أراني أسير في دنياها |
و إذا ما لمحت في الأرض حسنا | فكأنّي لمحتها إيّاها |
و إذا داعب النسيم ردائي | قلت : قد علّمته هذا يداها ! |
هي أدنى من الأماني إلى قل | بي ، و قلبي يصيح : ما أقصاها ! |
لست أشكو النّوى ملالا و لكن | طرب الرّوح أن تذيع جواها |
قال قوم : إنّ المحبّة إثم ! | ويح بعض النفوس ما أغباها |
إنّ نفسا لم يشرق الحبّ فيها | هي نفس لم تدر ما معناها |
خوّفوني جهنّما و لظاها | أيّ شيء جهنّم و لظاها ؟ |
ليس عند الإله نار لذي حبّ ، | و نار الإنسان لا أخشاها ! |
أنا بالحبّ قد وصلت إلى نفسي ، | و بالحبّ قد عرفت الله ! |