تعالي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تعالي نتعاطاها كلون التبر أو أسطع | ونسقي النرجس الواشي بقايا الراح في الكاس |
فلا يعرف من نحن ولا يبصر ما نصنع | ولا ينقل عند الصّبح نجوانا إلى الناس |
تعالي نسرق اللذات ما ساعفنا الدهر | وما دمنا وما دامت لنا في العيش آمال |
فإن مرّ بنا الفجر وما أوقظنا الفجر | فما يوقظنا علم، ولا يوقظنا مال |
تعالي نطلق الروحين من سجن التقاليد | فهذي زهرة الوادي تذيع العطر في الوادي |
وهذا الطير تياه فخور بالأغاريد | فمن ذا عنّف الزهرة أو من وبّخ الشادي؟ |
أراد الّه أن نعشق لما أوجد الحسنا | وألقى الحبّ في قلبك إذ ألقاه في قلبي |
مشيئته... وما كانت مشيئته بلا معنى | فإن أحببت ما ذنبك أو أحببت ما ذنبي؟ |
دعي اللاحي وما صنّف والقالي وبهتانه | أللجدول أن يجري وللزهرة أن تعبق، |
وللأطيار أن تشتاق أيارا وألوانه، | وما للقلب ، وهو القلب، أن يهوى وأن يعشق؟ |
تعالي ، إنّ ربّ الحب يدعونا إلى الغاب | لكي يمزجنا كالماء والخمرة في كاس |
وبغدو النور جلبابك في الغاب وجلبابي | فكم نصغي إلى الناس ونعصي خالق الناس |
يريد الحبّ أن نضحك فلنضحك مع الفجر | وأن نركض فلنركض مع الجدول والنهر |
وأن نهتف فلنهتف مع البلبل والقمري | فمن يعلم بعد اليوم ما يحدث أو يجري ؟ |
تعالي ، قبلما تسكت في الروض الشحارير | ويذوي الحور والصفصاف والنرجس والآس |
تعالي ، قبلما تطمر أحلامي الأعاصير | فنستيقظ لا فجر، ولاخمر، ولا كاس |