ما زال في الأرض حبّا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أيّ خطب دها فبات المهجر | مثل حقل مرّت عليه صرصر |
ضربت عقد زهرة فتبعثر | و مشت فوق عشبه فتنكر |
بعد أن كان عبهريا نديّا | |
* | |
قد سمعنا ، يا ليتنا لم نسمع | نبأ زعزع القلوب و ضعضع |
فجزعنا ، و حقنا أن نجزع | لفراق الفتى الأديب الألمع |
وذرفنا دمعا سخينا سخيّا | |
* | |
قد بكينا كما بكى لبنان | و حنّتنا كأرزه الأحزان |
ليس بعد الأمين ثمّ مكان | غير مستوحش و لا إنسان |
ذو وفاء لم يبك ذاك الوفيّا | |
* | |
ألمهيّ قد غاب تحت الرغام | إنّما لم يغب عن الأفهام |
فهو باق فينا مدى الأيّام | فعليه تحيتي و سلامي |
عاش حرّا ، و مات حرّا أبيّا | |
* | |
لم يعفّر جبينه في التراب | لم يوارب في موقف ، لم يحارب |
لم يبع قومه من الأغراب | لم يسر في سوى طريق الصواب |
لم يكن خائنا و لا إمعيّا | |
* | |
عاش في الأرض مثل زهر البنفسج | كلّما زاد فركه يتأرّج |
و كنجم في برجه يتوهّج | لا يبالي أحبّه من أدلج |
أم أحبّ اللّيل البهيم الدجيّا | |
* | |
فابسمي فوق قبره ، يا نجوم | و ترنّم من حوله ، يا نسيم |
فالدّفين الذي هناك يقيم | بطل مصلح وروح كريم |
و لسان تخاله نبويّا | |
* | |
و تنصّت إذا رأيت الأقاحي | جاثيات في هيكل الأرواح |
قائلات بلهجة النصّاح | أيّها النّاس ، بعض هذا النذواح |
" فأمين " ما زال في الأرض حيّا |