أنا و النجم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مثلي هذا النجم في سهده | و مثله المحبوب في بعده |
يختال في عرض السّما تائها | كأنّما يختال في برده |
إن شئت فهو الملك في عرشه | أو شئت فهو الطفل في مهده |
يرمقني شذرا كأنّي به | يحسبني أطمع في مجده |
يسعى و لا يسعى إلى غاية | كمن يرى الغاية في جدّه |
كأنّما يبحث عن ضائع | لا يستطيع الصبر من بعده |
طال سراه و هو في حيرة | كأنّه المحزون في وجده |
في جنح ليل حالك فاحم | كأنّ حظي قدّ من جلده |
لا يحسد الأعمى به مبصرا | كلاهما قد ضلّ عن قصده |
ساورني الهمّ و ساورته | ما أعجز الإنسان عن ردّه ! |
ما أعجب الدهر و أطواره | في عين من يمعن في نقده ؟ |
جرّبته دهرا فما راقني | من هزله شيء و لا جدّه |
أكبر منه أنّني زاهد | ما زهد الزاهد في زهده |
أكبر منّي ذا و أكبرت أن | يطمع ، أن أطمع في رفده |
و عدّني أعجوبة في الورى | مذ رحت لا أعجب من حقده |
يا ربّ خلّ كان دوني نهى | عجبت من نحسي و من سعده |
و عائش يخطر فوق الثرى | أفضل منه الميت في لحده |
أصبح يجبني الورد من شوكه | و بتّ أجني الشوك من ورده |
أكذب إن صدّقته بعدما | عرفت منه الكذب في وعده |
لا أشتكي الضرّ إذا مسّني | منه ، و لا أطرب من رغده |
أعلم أن البؤس مستنفذ | و الرّغد ما لا بدّ من فقده |
إذا الليالي قرّبت نازحا | و كنت مشتاقا إلى شهده |
أملّك عنه النفس في قربه | خوفا من الوحشة في صدّه |
و إن أر الحزن على فائت | أضرّ بي الحزن و لم يجده |