سلمى ايضاً او وردة بين اشواك!
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أسلَمي لي سَلمى وحسبي بقاكِ | إنَّ فيه بقاءَ من يَهواكِ |
يستجدُّ الحياةَ للمرء مرآك | ويُحي ذكرى الشباب غِناك |
جذبتني عيناكِ حتى إذا ما | الهبَتْني تحرَّكَت شفتاك |
ولقد هانت الصبابةُ لو أنّى | أتتْني تَعِلةً من لُماك |
وأرتْني يداكِ يبتدران الرَّقصَ | أضعافَ ما أرتْ قدَماك |
تلتوي هذه كما التَبسَ الخَيْطُ | وتلتَفُّ تلكَ كالشُبّاك |
تعتريني خواطرٌ فيكِ أحياناً | فأرتدُّ باديَ الإِرتباك |
تتحّرى كفّاي تقليدَ كفيَّكِ | وتحكي خُطايَ وقعَ خُطاك |
فانا في انقِباضةٍ وانبساطٍ | تارةً وانفراجةٍ واصطكِاك |
وانتقاضٍ طَوراً كما انتقض الطائرُ | من وَقفةٍ على الأسلاك |
ويراني من ليس يدري كأني | بِيَ مسٌ وقد أكونُ كذالك |
أنا أهواكِ لا أريدُ جزاءً | غيرَ علمٍ بأنني أهواك |
اطلُبيني بين الجموعِ على حينِ | احتشادٍ ما بينهم واشتباك |
تعرفيني من دونهم بسِماتي | والتفاني وحيرتي وانهماكي |
رُبَّ يومٍ فيه تصيَّدني الهمُّ | كما صيِد طائرٌ بشِراك |
وكأني أرى الحياةَ بمسودِّ | زُجاج فكلُّ شيءٍ باكي |
ملءَ نفسي وغرفتي يتراءى | شَبَحُ الهمَّ لي وملءَ السِكاك |
لم تكن سلوةً لقلبي عمّا | أنا فيه إلا بأنّي أراك |
قد شكوناكِ لا لذمٍّ ولكن | ليس يخلو الغرامُ إلا لشاكي |
لي قلبٌ لو جاز نسيانهُ صدريَ | يوماً لجازَ أنْ ينساك |
يتنزَّى طولَ الليالي ولا مِثلَ | تَنزيِّه إن جَرَت ذكراك |
ويَرَى تارة من اليأس من لُقياكِ | مستسلماً بغَير حرَاك |
أنتِ سلمى – وُليِّتِ مُلكاً فسوسيه | برفقٍ بحَق من وَلاّك |
وهبَيه عهدَ اقتطاعٍ وكانتِ | لك في الحكم أُسوةٌ بسِواك |
فارعَيِ القلبَ حرمةً مثلما | تَرعَيْن مُلكا – يُجْنى من الأملاك |
افتحي لي بابَ السرور فقد سُدَّ | وبابُ السرور لي شفتاك |
واطرُدي هذه الهمومَ وسَلِّي | حُزن وجهي بوجهك الضحّاك |
في يَديك الجميلتَينِ إذا شئتِ | ارتهاني ومن يَديَك فَكاكي |
إن رأيتِ الحديثَ يمتازُ بالرقةِ | والُلطف فيكِ عمَّن عَداك |
والقوافي يَلَذُّها السَمْعُ من دونِ | قوافٍ تشدو بحسن سواك |
فلأني أُجِلُّ حبَّك عن أنْ | يُتَلقَّى الا بقَلبٍ ذاكي |
ولأن الشعورَ يُوريهِ ابداعُكِ | وَرْيَ الزِنادِ بالإحتِكاك |
ان هذا الجمالَ سَلمى غذاءُ الروُح | لولاهُ آذَنَتْ بهَلاك |
وأرى مَن يلومُ فيه كمن يرشِدُ | ذا بُلغةٍ الى الإِمساك |
أو كساعٍ يَسعى لتجفيف ماءِ | النَهر إشفاقةً على الأسماك |
الرَعاعُ ، الرَعاعُ ؛ والجََدَل الفارغُ | اني من شَرّهم في حمِاك |
ضايقتْني حتى بادراكيِ الحسنَ | نفوسٌ ضعيفةٌ الادراك |
تقتضي الناس أنْ يكونوا صدى الأهواءِ | منها كما تكونُ الحواكي |
قال لي صاحبي يزهِّدُني فيكِ | بهذي المُغالَطاتِ الرِكاك |
لكَ فيها مُزاحِمون وما خيرُ | غَرامٍ يكونُ بالاشتراك |
قُلت: اخطأتَ لا أبالي وهَبْها | وردةً في منابِتِ الأشواك |
اتُراني أعافُها ثم هَبْني | أنني في عواطِفي – إشتِراكي |
أنا هذا أنا – وما كنتُ يوماً | في شُعوري ونَزعتي بمَلاك |
ثم إني أجَلُّ من ان أُماشي | في مذاقي جماعةً وأُحاكي |
أنا أهوى ما اشتّهيه ومن لا | يرتَضيني قامَتْ عليه البَواكي |
انا مذ كنتُ كنتُ ما بين نفسي | والسخافاتِ هذِه في عِراك |