الغيمة الغريبة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
المومس الأجيرة الحقيرة | أكثر من حبيبتي سخاءا | أتيتها مساءا | معانقا أعانق الهواءا | هبّ من القطب على الظهيرة | مقبلا عيونها الخواءا | كأنني كيشوت في الأصيل | يركض خلف ظله الطويل | و يطعن السنابل الكسيرة | يظنها الأعداء | ضممت منها جثة بيضاءا | تكفنت من داخل و قبرها | في جوفها تناءى | حملت منها صخرة صماءا | تشدني إلى الثرى | أرفعها لتلثم الجوزاءا | الحب أن تبذل أن تنال ما تريد | كالنبع إذ يدفق لا كالبئر | كالنار تطوي نحوك السماءا | لا شرر الزناد | أستزيد | فألتقى دمعي كغيمة تعيد نفسها للبحر | أتعلم السحابة المرعدة المبرقة المجلجلة | بأن ماءها سيستحيل غيمة إليها مقبلة | تبذله في الفجر | و تلتقي به قبيل العصر | أريد أن أضمّ أن أقّبل | الدم الذي ينبض في الشفاة | كأنما القلب الذي يقّبل | الجسد الموات لا يحس شهقة الإله | تغور كالمدية حين تقتل | فتبعث الحياة القتيل | أريد أن أحرق كالحريق من أخيل : | في القلب و اليدين و الكعبين | و يأكل النار لظى في عيني | لو كان ما تحسه الحبيبة | الألم الدوار لا الخواءا | ماكنت مثل غيمة غريبة | ترعد حتى تشعل الهواءا | رعدا | و تأبى الأرض أن تجيبه . | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (بدر شاكر السياب) .