يا ضياء الحقول ياغنوة الفلاح في الساجيات من أسحاره |
أقبلي فالربيع ما زال في الوادي فبلي صداك قبل احتضاره |
لا تصيب العيون إلا بقاياه و غير الشرود من آثاره |
دوحة عند جدول تنفض الأفياء عنها و ترتمي في قراره |
و على كل ملعب زهرة غيناء فرت إليه من أياره |
** |
في المساء الكئيب و المعبر المهجور و العابسات من أحجاره |
مصغيات تكاد من شدّه الإصغاء أن توهم المدى بانفجاره |
أرمق الدرب كلما هبّت الريح وحف العتيق من أشجاره |
كلما أذهل الربى نوح فلاح يبث النجوم شكوى نهاره |
صاح يا ليل فاستفاق الصدى الغافي على السفح و الذي في جواره |
فإذا كل ربوة رجع يا ليل و نام الصدى على قيثارة |
أين منهن خفق أقدامك البيضاء بين الحشيش فوق اخضراره |
مثل نجمين أفلتا من مدارين فجال الضياء في غير داره |
أو فراشين أبيضين استفاقا يسرقان الرحيق من خماره!! |
** |
أنت في كل ظلمة موعد و سنان ما زال يومه في انتظاره |