-1- |
في المقهى المزدحم النائي, في ذات مساء |
وعيوني تنظر في تعب, |
في الأوجه والأيدي والأرجل والخشب : |
والساعة تهزأ بالصخب |
وتدق- سمعت ظلال غناء |
أشباح غناء |
تتنهد في الحاني, وتدور كإعصار |
بال مصدور |
يتنفس في كهف هار |
في الظلمة منذ عصور |
** |
-2- |
أغنية حب أصداء |
تنأى وتذوب وترتجف |
كشراع ناء يجلو صورته الماء |
في نصف الليل .. لدى شاطئ إحدى الجزر |
وأنا أصغي .. وفؤادي يعصره الأسف : |
لم يسقط ظل يد القدر |
بين القلبين ؟! لم أنتزع الزمن القاسي |
من بين يدي وأنفاسي |
يمناك ؟ وكيف تركتك تبتعدين كما |
تتلاشى الغنوة في سمعي نغما نغما؟! |
** |
-3- |
آه ما أقدم هذا التسجيل الباكي |
والصوت قديم |
الصوت قديم |
ما زال يولول في الحاكي |
الصوت هنا باق أما ذات الصوت: |
القلب الذائب إنشاداً |
والوجه الساهم كالأحلام فقد عادا |
شبحا في مملكة الموت- |
لا شيء- هنالك في العدم |
وأنا أصغي وغداً سأنام عن النغم ! |
أصغيت فمثل إصغائي |
لي وجه مغنية كالزهرة حسناء |
يتماوج في نبرات الغنوة كالظل |
في نهر تقلقه الأنسام |
في آخر ساعات الليل |
يصحو و ينام |
أأثور ؟ أأصرخ بالأيام وهل يجدي ؟ |
إنا سنموت |
وسننسى في قاع اللحد ؟ |
حباً يحيا معنا ويموت ! |
** |
-4- |
ذرات غبار |
تهتز وترقص في سأم |
في الجو الجائش بالنغم |
ذرات غبار ! |
الحسناء المعشوقة مثل العشاق |
ذرات غبار ! |
كم جاء على الموتى والصوت هنا باق - |
ليل ونهار !! |
هل ضاقت مثلي بالزمن |
تقويماً خط على كفن |
ذرات غبار ؟!؟ |