أساطير
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أساطير من حشرجات الزمان | نسيج اليد البالية | رواها ظلام من الهاوية | وغنى بها ميتان | أساطير كالبيد ماج سراب | عليها وشقت بقايا شهاب | وأبصرت فيها بريق النضار | يلاقي سدى من ظلال الرغيف | وأبصرتني والستار الكثيف | يواريك عني فضاع انتظار | وخابت منى وانتهى عاشقان | ** | أساطير مثل المدى القاسيات | تلاوينها من دم البائسين | فكم أومضت في عيون الطغاة | بما حملت من غبار السنين | يقولون : وحي السماء | فلو يسمع الأنبياء | لما قهقهت ظلمة الهاوية | بأسطورة بالية | تجر القرون | بمركبة من لظى في جنون | لظى كالجنون ! | ** | وهذا الغرام اللجوج | أيريد من لمسة باردة | على إصبع من خيال الثلوج | وأسطورة بائدة | وعرافة أطلقت في الرمال | بقايا سؤال | وعينين تستطلعان الغيوب | وتستشرقان الدروب | فكان ابتهال وكانت صلاة | تغفر وجه الآلة | وتحنو عليه انطباق الشفاة | ** | تعالي فما زال نجم المساء | يذيب السنا في النهار الغريق | ويغشى سكون الطريق | بلونين من ومضة واطفاء | وهمس الهول الثقيل | بدفء الشذى واكتئاب الغروب | يذكرني بالرحيل | شراع خلال التحايا يذوب | وكف تلوح يا للعذاب | ** | تعالي فما زال لون السحاب | حزينا .. يذكرني بالرحيل | رحيل | تعالي تعالي نذيب الزمان | وساعة في عناق طويل | ونصبح بالأرجوان شراعا وراء المدى | وننسى الغدا | على صدرك الدافئ العاطر | كتهويمة الشاعر | تعالي فملء الفضاء | صدى هامس باللقاء | يوسوس دون انتهاء | ** | على مقلتيك انتظار بعيد | وشيء يؤيد | ظلال | يغمغم في جانبيها سؤال | وشوق حزين | يريد اعتصار السراب | وتمزيق أسطورة الأولين | فيا للعذاب | جناحان خلف الحجاب | شراع .. | وغمغمة بالوداع !! | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (بدر شاكر السياب) .