وقوفا : يقول التراب |
وقوفا : تقول الحجارة ، |
طعمُ الحياة لذيذ كطعم الممات |
دفاعا عن الأرض ، |
عن نخلة في السجون تقدم خاتم خطبتها |
للذي إن دعته الزنازن لم يتردد |
وإن دعته المشانقُ لم يتردد |
( شهيد الهوى ) |
للذي لا يساوم في لحم اطرافها |
للذي لا يخون دماء التراب |
****** |
أيها المستحمون بالوحل |
صوتُ الهوى في دم العاشقين كتاب من الحلم يفضحكم |
العيونُ المليئة بالصمت خلف المشانق تفضحكم |
جسدُ العاشق المتأرجح في زحمة الليل يفضحكم |
أين ؟ |
أين تولون أدباركم ؟! |
ساعة الدم دقت |
وطفل يسمونه العدل |
طفل يسمونه الغد |
ينمو ، |
على شجر الدم تمتد اذرعه |
وتصيرُ له عضلات من الصخر |
ها هو ذا قادم |
كلما ارتفعت في الميادين مشنقة زاد عنفا |
وتخضر أحلامه في الزنازن |
لا تفرحوا |
إن موت المناضل نصر له |
إن سجن المناضل وعد بوصل المطر |
**** |
أيها المتعجلُ قتلي |
لماذا يطاردني حقدُك الهمجي |
ويرعبني ظلك المتوحش ؟!! |
إن سلاحي هو الحرف والكلماتُ الحزينةُ |
في ساحة الحب أعزفُ لحنا من الورد ، |
أعزف لحنا من الشوق |
هل تتذكر ما الحب يا قاتل الشجرات العظيمة ؟ |
للحب أشرعة وطيور من النور |
أسرابها تتجول في ليل عينيك |
تكتب من دمها في جدار العشيات : |
( إن غاب وجهي |
وغيبني حقدك الهمجي |
فإن الأغاني ستذبل |
أما أنا فسأبقى |
وتبقى دمائي تدق نوافذ كل القلوب |
تحاصر حقدك عبر جميع الجهات |
وتمنعُ عنك التنفس ، والماء ، والغفوات |
وإن لم تمت فزعا |
سوف تقتلك الكلمات..) |
**** |
يخلع الدمُ صك عبوديتي ومراسيم خوفي |
وأنا المتدثرُ بالحزن يغسلني فرح خالدُ |
كلما دقت الساعة الدم |
أعلنت مبتهلا رافع الكف : |
إن صلاتي لله .. للشعب .. للفقراء دمي |
كل قطرة دمع ترقرقُ من عين أرملة |
تتحول مشنقة وقبورا |
تدق بأحزانها ساعة الدم |
فانتظري أينا الزبد الطفحُ |
ولتعلمي أينا سوف يطرده الله من عطفه |
وإذا مات من ستلاحقه لعنةُ الدم |
من سوف ينمو على قبره شجرُ اللعنات ؟! |