تأملات حزينة فيما يحدث
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حزين أنا .. والنهار | وشباك نافذتي .. والجدار | وصورتها .. يوشك الحزن يذبح قلب الإطار | كتابي حزين .. وهذا القلم | وعصفورة خلف بابي تنث الألم | وأشجار حارتنا والكلاب حزينة | ووجه المدينة | وفي الأفق غيمةُ حزن ترش الفضاء | تعد مشانقها للنجوم | تنقر وجه الضياء | نهارا - يقولون - ولكنه كالمساء | *** | هناك على شارع الشمس حيث الظلام الصدى | يداعب قطتنا | يحفر الليل في الحائط الأرمد | لتدفن في ظله الأسود | بنيها .. وتأكلهم ساعة المولد | هناك | قلوب كسيرة | عيون كثيرة | تحدق في ثورة عاصفة | ولكنها واقفة | وأقدامها راجفة | تريد لتمشي | لتصنع شيئا ولكنها خائفة | ********* | وفي حينا .. | يرتدي الناس أحزانهم ثم لا يهجرون البيوت | يظلون فيها عرايا كما العنكبوت | لتغزل أحزانهم نسجها الدائري | وتهدمه في انفجار صموت | موائدهم مثقلات ولكنهم دون قوت | لأن الصباح على كل عين | وفي كل باب يموت | *** | كرهتك نفسي | كرهت الحروف التي غرقت في الدماء | كرهت الجبال ، | كرهت السهول ووجه السماء | كرهت الحناجر تهتف ظامئة للظما | كرهت البصيرة مفتوحة | وكرهت العمى | أنأكل أنفسنا في المدينة | ومن حول أسوارها تتمطى العيون اللعينة؟ | أنشحذ للأقربين الحناجر؟ | ونزرع فوق البيوت المقابر | ونصلب أحلامنا في سكينة | وأعداؤنا يسلبون الديار | شموع النهار | أقول لكم إننا تافهون | وإن مدافعنا كالقلوب جبانة | نوجهها حيث يحتشد الظالمون | فترجع خائبة ومهانه | لتحصدنا .. | لتسد العيون | فلا تجتلي في الدخان رؤوس الخيانة | أغسطس 1968م | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عبدالعزيز المقالح) .