قطرات من دم الجبل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كل عصر يجيء وفي كفه قطرات من الدم | في ثوبه وردةُ تتوهج | تحفظُ للشمس أشواقها للنهار . | وتمنحُ ألوانها | للنجوم الشتائية الضوء | تغسل معطف أحزانها | تتناسل في عتمات من الزمن الطبقي | شظايا .. | وتغسل أزماننا . | قطرات من الدم تخلقُ عصرا | وتهدم عصرا | وتطرح أسئلة | تتشرد عبر القرى | تنذرُ الخائفين | تجوسُ خلال الحواري العتيقة- أوردة الفقراء النبيين- | في الشارع العام تركض باحثة عن شهيد | *** | قطرات من الدم | كان يحاصرها ليل تاريخنا . | وهي تطوي القرون بخيل من الريح | تفتح بوابة وتسابق موتا | وتمتص نوح النوافذ | والشهقات التي غيبتها الزنازن | تتطلب ، في ساحة الضوء ، فوق التلال البعيدة ، وجها | وتنقش قبرا | وترسم عشب البكاء | *** | من تكونين ؟ | يا قطرات | من الدم | تصنع هذا الطريق المؤدي | لمقبرة الموت ؟ | هذا الطريق المؤدي | لنهر الزغاريد ؟ | ألمحُ في ظل عينيك صوت حبيب لنا | وأشاهد نار عصور من القلق المتوهج | أشهدُهُ .. | يُنبت الجبل البكر ضؤ أصابعه | ألف سنبلة أثمرت في الرمال ، خطاه | وألف سؤال حزين على شفة الجبل المتألم ، | خطت دماهُ | وطني ... كان | ما زال | يبقى | سخيا بأمواته | وسخيا بأحزانه | شجرُ البن | يا وطني ، كنت | أنت | الشهيد | وكنا ... صغارا على راحتيك | نداعب وجه التراب | نقبّل جدرانك الهرمات | وحين سمعنا نداء الجبال تطير به قطرات من الدم | جئنا | أفقنا | استجبنا .. | حملنا هموم القرى | وحملنا عن الجرح أحزانه | ووقفنا نناديك : | يا طالعا | من نسيج شرايننا | أنت علمتنا أن نكون | وعلمت أشجارنا أن تكون | فكانت | وكان الشهيد | وكان المطر . | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عبدالعزيز المقالح) .