أشرقت شمس الأماني |
في عيون الحق وانتفض المُحال |
وتحوّل الصمت الجريح براثنا ً |
تصطف من فوق التلال |
وهجٌ تمدد في اتجاه الريح |
فتحا ً زاحفا ً |
حف الجداول والظلال |
ماذا سنفعل ُ والهُدى |
قد تاه في بحر الخطايا |
غام في زخم الضلال.. |
مأذا سنفعل ُ في هوان الناس |
في الوطن الرحال |
الغصة الحمقاء تحمل كل آلالم اللّظى |
والطفل يفقد روعة الحس البرئ |
يساق قهرا ً للقتال |
في كل شبر ٍ حكّم الإخفاق |
نهر الحزن فينا |
في امتداد الأرض والغابات |
والليل المخيم في الجبال |
باسم الحضارة |
نهج وثبتنا الفتية |
قد تحولنا جماداً |
واكتئابا ً وانعزال |
وتمزق الوطن الجميل |
ومات إحساس الجمال |
نهشت وحوش الذل منا |
لقمة العيش الحلال |
واحترقنا في لهيب الخوف |
مات الشوق فينا |
حلم يقظتنا الأبىِّ |
ووثبة الآمال والغضب الوبال |
وتكاثر الدينار في الطرقات كالسرطان |
وابتاع القضاة الدَّين منا |
زيّن الدولار قصر المترفين |
وودّع الحق اليقين |
وباتت الشمس الجوى |
زُجّت جهارا ًفي كهوف الإعتقال |
من آمنوا بالحرب |
فازوا بالجنان |
و بالجواري |
مارسوا بالجهل فرض الامتثال |
يا فضل ظهر الموت اخرج |
من شعار الزيف |
واكشف وجهة الشيطان |
تلقى في المرايا هيكل الايتام |
يطلع من تواشيح الرجال |
لا تحسبي يا ثورة الأوراق عفوا ً |
أن غصن الحلم يوما ً |
قد تداعى واستمال |
لاتحسبي مجد المواقف قد تراخى |
أو تساقط واعز الإعزاز منا |
أو توانى |
والمداخل لم تعد بعض احتمال |
نحن من جوف الصخور النار قدْرا ً |
نملأ الطوفان موجا ً عارما ً |
يمتد في أفق الزوال |
نحن رغم الجرح والضعف الهزيل بعودنا |
أملا ًمن الوثب الجرئ |
و ماردين من العطاء |
و هاجسين من النضال |
سيسجّل الميلاد عصيان المدائن |
يشعل الإيمان ألياف البدائل |
حارة الأورام و النهج البدائي |
الخرافة والزكاة الاحتيال |
يا سلة التاريخ هل يسع اتساعك |
لاحتواء دوائر الأوهام في وطني |
ودنس الإحتلال |
هدّوا البيوت وأعدموا حس الاصالة |
أهدروا ثمرات خير الارض |
قد حرموا النهار ضياءه |
و العرس معنى الاحتفال |
مزجوا الشهادة بالهوى |
أغووا صبايا الجائعين بعرسهم |
عند الجنان |
وهرّبوا مال اليتيم |
وعزة الفقراء في أرض الكرامة |
وادعوا نور الصحابة |
والمهابة |
والجلال |
حتى الصلاة تحوّرت بوابة لخداعهم |
والليل في الأفق البعيد توشّحت |
نجماته خِرق السواد |
وتاه ضؤ الشمس |
وانتحر المجال |
والحق صار ضياعنا المرسوم |
في كل الوجوه |
وفي مياه البحر |
والنيل العظيم |
وفي الأغاني والمعاني والخصال |
وتغرّب الإنسان في كل الربوع |
وفي محيط الذل سطح مهانة الآمال |
نعش طموحنا |
والسّجع والقصص الطوال |
حتى عظام الموت في الطرقات |
سارت بين أشلاء الرمال |
والخارجون من القبور |
الداخلون جزيرة الغليان صدر النار |
جرحا ًهزّه وجع السؤال |
الريح والأمواج في شعب الجسارة |
والخطوب تطيّبت |
حين أغتسلنا بالسنا |
وتهيّب الزلزال منا والمجال |
وعدا ً بأنّا سوف نقدم خلف |
أضواء المساء |
وفوق أعراش الطليعة |
شاطى الأجراس عنقود النوال |
سنعود والتاريخ يسقط من حسابات |
الخرائط حائط الوهم المرابئ |
و احتقانات النزال |
و نسطرّ الزحف المقدس |
في دهاليز المدينةِ |
سوف نرسم في فضاء الصبر |
أقواس الكمال |
ونعود بالأحلام شعلة فرحةٍ |
ترد السهول وتمسح الآلام عنّا |
تجعل الوطن المثال |
و القدوة الحُسنى ومعنى الحق |
و النصر المؤزر والمقاصد والوصال |
و نهدّم السجن الورق |
و مذابح الليل الأرق |
و بيوت أشباح الهزيمةِ |
و المقاصل و الحبال |
و يعود للأوطان معنى أن تكون |
و أن تظل |
و أن يطوف الخير فينا صحوة |
تنمو زهاءاً فى الجنوب |
و في الشمال |
و الشرق و الغرب الرؤى |
وجزيرة النيلين ترضع |
من عصارات النوى |
وجداول الماء الزلال |
حتى الحمائم والفراشات التى قد هاجرت |
ستعود تطرق بابنا |
وببيتنا |
تلقى الوسائد |
تهتدي بالصدق |
ترسم في تواشيح الشعور |
الفجر نورا ً لا يزال |
يسمو بكل سحابة |
مرّت على وطن المواجع |
واستقت من عتمة الليل القصائد |
صدّرت للشمس عنوان المقال |
حتى توارت في الضحى الوسنان |
أنغام الشذى |
وتوحّد البركان فينا |
واستعاد الفجر هيبته الوقورة |
لم يعد في العمق |
شرخ و انفصال |
فإليك يا وطني سماح |
في عميق الأرض يرحل |
في المجّرات البعيدة ِ |
في حنايا الشوق |
والعشق الطويل |
و في التحية |
و انحناءات التجلة |
مسجدا ًلصلاة نهضتك الأبية |
أذّنت أوقاتها صدحا ً |
تؤضأ عند مقدمه هلال |
فهلم عد و احمل لنا |
من نجمة السعد المنال |
فالوعد إما أن نعيش |
على دروب الفتح خيرا ً |
او نموت على زوايا الحلم |
والصبر ابتهال |
فالحق لايُعلىَ عليه |
و لاشموس العزّ تخبو |
فى جبين البحر تسقط |
أو سماؤك تختفي |
خلف الرماد ِ |
ولا لقدرك يا بلادي |
غير عرش ٍ لا يُطال. |