لتسقط آخر الأشجان
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لولاك يا وطن السماحة | ما خطوت إلى الأمامْ | لولاك ما كان الصباح مظلة ً | للعابرين من الظلام | لولاك ما دارت فصول الأرض | أو رحل الغمام | لولاك ما عرف الهوى | معنى العواطف و الغرام | لولاك | ما هلّت نجوم السعد عندي | أو توارى خلف ظلّي | كل بدر للتمام | لولاك ما اكتمل الصفاء الخير | في الناس انسجام | لولاك ما عانقت بيتاً للقصائد | أو حملت الوحي بيني | في وئام | لولاك ما صدحت | طيور الشعر عشقاً | أو تداعى الحزن | و ائتلق المقام | لولاك ما أوفيت وعدي | و احتملت صبابة النجوى سماحاً | ثم ألغيت الكلام | لولاك ما سجعت طيور مودتي | في شاطئيك بشاشةً | أو أحاطت قدرتي | كفيك و انطلق الحمام | في كل أودية الصباح | وفي امتداد الشوق | في صدر الأنام | لولاك ما كان المدى | بوابةً للشوق | قبلة عاشقيك | و نسمةً | من وارف البيت الحرام | *** | لما رأيتك أيها البحر المهاجر | بين حبات المياه .. | تهب الندى ذهب الحقول | و تستحم على بحيرات الحياة | سالت جراح الأرض عشقاً دامعاً | بلغ الضياء بنور قدرك مُنتهاه | لك تستقيم عصاة موسى | دهشةً | و هواك يسكن في عصاه | للقاك يرتحل المساء بركبه | يصطف عظماء الزمان ِ | أمام حسنك في انتباه | *** | لك أيها الوعد الذي حتماً سيأتي بيننا | يهب التـآلف والصفاء العذب | يصدح كالرنين | لك أيها المطر المسافر في دمائي | صرح حبٍ لا يلين | لك من صمود الناس في وطني حنين | لك احتفائي بالحياة توهجاً | و قصيدةً في كل حين | بك أستعيد توازني | و أظل احتضن النقاء | بوجنتيك تواصلاً | حتى شروق الشمس في فلك السنين | فأصير عند الصبح في كفيك سنبلةً | تغازل ساعديك و تستكين | و تطل في دنيا هواك هنيهةً | حيناً تلوح و تستبين | بين أغصان النضارة | في حقول الصمت لوحة نشوتي | للقاك تسكب آهة | في جنحها المسكون حباً زاهياً | و غداً رزين | فيفارق الإعصار بيتي | ثم ينتحر الأنين | بك منتهاي و فرحتي | بك آخر الأشجان تسقط | أيها الوطن الأمين. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (معز عمر بخيت) .