إمرأة للريح و الورق
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
باعوك | يا بنت الوجاهة و الكلام | باعوك | ثم رموك | و اختاورك رمزا للسلام | حرقوا سنابل وجهك المُصفرّ بؤسا | ثم هدّوك انقسام | غطّوك بالوجه القديم | و بالشهادات العظام | بالظلم يقطر من يديك | يلف حولك كالظلام | وصموك بالعار البذىء | سقوك ذلا و انهزام | ثم افتقدت الاحترام | عنّى و عن كل المشارق | و الصداقات الوئام | حتى الفراشات البريئة | و الخنافس و الحمام | يتسابقون الى الهروب | و ينفذون مع الغروب | كيف اللجوء الى المسافة | للفراسة و الدروب | بالامس يا اشراق غرّد فى الضحى | عصفور طائرةٍ صغير | لبّى النداء و دثر الموت | التهالك و التمنع و النفير | باعوك للغول الكبير | باعوك للرعد المدافع | و الدوافع و الطلاء | باعوك رغم الإنتماء | باعوك زنبقة تصفق فى الهواء | باعوك ظلا من دماء | باعوك بالجهل المرابى | و الملاءات الملطخة افتراء | ستسافرين مع الغرابة | تستبيحين الدوار | تترنحين على الرصيف | و فوق انقاض الجدار | عبر الطواحين الصعاب | لا تحسبى | با بنت من حرق المدارك واستطاب | لا تحسبى | ان المدى ينقاد دوما بانسياب | لا تحسبى | ان القلوب لها رنين | لا تحسبى | من كان قربك يستكين | سيطوف حولك بالشذى | و يقيم صرحا للحنين | او يثقب الزمن الذى | يهتز فى عرش السنين | هو لن يعود .. | هو طاهر اسمى وانبل من وعود | هو راهب عشق الاصالة و الوفاء | هو شاعر | أقوى من الزمن الحزين | و من سراديب الشقاء | هو ماهر | يقوى على هدم الصراع | هو عاشق يهتز شوقا و التياع | هو يا (حُسين) | من تجرّع بعض كأسى مرتين | لا تأس يا ذاك الذى | نزع الغلالة و الوشاح | لا تأس من ليل الثعابين المطلة و الرياح | لا تخش تاريخا تلوّث بالقصَاص | لا تخش طلقات الرصَاص | فلقد زرعت الارتياح | نبتا على مد السماح | الله | لمّا كان لِى | مسحوق فرقعه الفقاقيع | الخرافة و النبال | ترتاد ازمنة الهطول | و تستفيق على الظلال | سبحان من سوّاك لِى | فالكف كفّى و الخطوط | و على الشواطىء اخطبوط | أعمى يتوه على الرمال | هزّته صاعقة المياه | و فتّتته على الجبال | الله ربّى | و العيون لها رقيب | تقتات من ليل المحب | على وسادات الحبيب | سبحانك اللهم ربّى | و الرياح لها شجون | عزّ الذى قد كان حولك | يصطفيك على العيون | يحبو على الليل الهجير | الله لولا أننى | يا شيخ دربى استجير | لا أنت لى بعض الوفاء | و لست لى شئ يثير | يا أنت يا هذا الذى | ذبح الحروف على السطور | ردّته لعنات الاله | وحطمته على الصخور | سأمزق اللون الذى | ترتاده زمنا | و ترفل فى النداء | سأقص حولك ذكريات البؤس | أرويك انشطارا و استياء | لك يا بن من قتل البراعم | بعض أوردة الدعاء | يتفجر الموج ارتواءً | و ارتقاءً و اهتراءْ | غفرانك اللهم ربّى لو أسير | من بعد ما ذاب الفسوق | و ردّنى ليل العبير | أنا قد ملأت غلالتى | خبزا و ماءً وانهرام | قد هدّنى هذا الذى | يندس فى سقف الظلام | برداّ ثقيل .. | صوتا من العمق المرابض سلسبيل | الله لما شدّنى | ومض اليراعات الجميل | يهفو و يرجع فى الغروب | ليعود يعبث بالمسافة و الدروب | لا لن تتوب | فالنار منك و انت ضال | قطع من الجمر التهاب و اشتعال | ياطفل من حرق الضياء | و نام فى صمت الغروب | لا لن تتوب | لا لن تتوب. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (معز عمر بخيت) .