وطنى حزنك لا ينام
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
اواجههم | اعريهم | لوجه الشمس اكشفهم | واهديهم | حقيقة امرهم جرحا | على بيت من الشعر | اميط لثامهم عنهم | و اكشف سر اعينهم | ذئاب وجهها حجرى | و لا ادرى بأى صحيفة ابدأ | بأى خرافة فيهم | بأى لغاتنا اقرا | لأى الارض انفيهم | فلا يوما لنا كانوا | نهارا قائما يذكر | و لا التعليم قوّمهم | و لا الاحساس بالمظهر | فهل يجدى | لك التنظير يا وطنى | بكل سياسة الدنيا .. | وهل يبقى لك الاحساس محلولا | بكف الساسة المُنية ؟ | و هل عمالنا كانوا | تروسا لا تواجهها | جيوب عمالة كُبرىَ ؟ | وهل زراعنا صاروا | محاريثاً تزين الارض بالخُضرة | وهل احزابنا عاشت | تضىء المجد بالفكرة | وهل حفت سواعدنا | رؤي الاجيال بالذكرى | وهل اضرابنا يبقى | نضالا يولد البشرى ؟! | !!! | فحقاً ساقنا الوجدُ | و التاريخ يتأسّف | لنهش الناس و الأعراض | للتجريح | لا يدرى لأى جزيرة يزحف | لأى حقولنا يسعى | لأى سحابة يألف | ولم تشدو حمائمنا | نشيدا ساطعا اشرف | سوى خنق الهوى فينا | وقتل الحس بالإنسان | ننحره بأيدينا | فلن يفديك يا وطنى | من لا يفقه الدرس | ولن يحميك من داء | طبيب يفقد الحس | فيا حزنى على وطنى | وياحزنى على جيل | بلا رب و لا وثن | و ياحزنى على اهلى .. | على من حطم الاحساس | عند مداخل الامل .. | وياخجلى على رؤيا نواياكم | على سعى اتيتوه | وبئس السعى مسعاكم | وبئس وشاية جئتم | وبئس القول ذكراكم | هنا مجلسْ | هنا حزبٌ | هنا جبهةْ .. | هنا كذب هنا زورٌ | هنا شُبهةْ | هنا حس بفقد هوية الوطن ِ | هنا قبر لعملتنا | هنا بحر من الشجنِ | فيا وطنى | انا اعلنت عصيانى | لأى سحابة حُبلى | بغير بنيك أو دونك | سأبدأ رحلتى جرحا | يضمّده مدى طولك | أُصلّى فيك يا وطنى | صلاة الغائب الحاضر | وابدأ منك احساسى | بجرح نازف غائر | يجوب العرض و الطولا | و يكتب للدنا صحوى | بنار جروحى الاولى | انا شمسان | تقتحمان حد الشرق و الغرب | انا من خط للانسان | شاهد اول الدرب | انا سودانى المنبع | وقمة عمقى الفرقان | لا اجثو | و لا اركع | لغير الله | و الاوطان | للاحساس بالاروع | فهل يشفع | لمن باعوك يا وطنى | الى الدولار مرهونا .. | عطاءات و تسوية | و سر مات مدفونا | ولا زالت تراقبنا | عيون الأمن و العسكر | و وزراءٌ من الموتى | و أحزاب من المنفى | ليبقى السادن الأقدر | ليبقى اللص | نفس اللص | و الشحاذ نفس الجائع الأفقر | و الأسعار فى العلياء تتألق | و الانسان بين الغاب | و الصحراء يتمزق | و ثورتنا هنا تغرق | و ليس يضيرهم وطنى | يعيش يموت أو يحرق | فليس لمثلهم حسٌ | و نحن على المدى نصغر | شعب كالح المظهر | و نقبل مالهم فدية .. | و ننسى انهم تركوا | جرحا تحته مدية | بسم الموت يتدثر | فيا وطنى | سيأتى مجلس ثانى | بعد المجلس الأول | ويأتى مجلس ثالث | بعد المجلس الثانى | و نفس يميننا الرجعى | و نفس يسارنا القانى | و نفس العسكر العسكر | ونفس الحزب | نفس القائد الملهم | و نفس الوجه والمنظر | و نفس ضياعنا المزرى | و الخطوات تتعثر | و نفس البنك و الدولار | نفس اللجنة الأولى | و الاعلام و الوجهاء | و الجهلاء باسم الدين | نفس القوم و المعشر | فيا وطنى | متى ندرى | بأن ننحاز للانسان | للتجديد والثورة | متى نلتف حول الأرض | حلف واحد الدورة | بلا حزبٍ | ولا جبهةْ | ولا ريبٍ و لا شبهةْ | بلا هم سوى السودان | ذاك الواحد الأكبر | سوى الفقراء و الجوعى | سوى الايمان يتصدر | صدر الساحة الكبرى | و كالبركان يتفجر | هو السودان فليبقى | مع الاشراق محمولا | بكف بنيه نبنيه | و بالاحساس نفديه | و فى الأعماق نحميه | فلا حزب سيحكمنا | و لا ملك و لا عسكر | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (معز عمر بخيت) .