وطن بحجم التوبة
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
شمسك والموت حياتك والإيماء | وحياة الموت عليك نماء | ذابت في الضوء بقايا الحلم | ليالي النشوة والإيحاء | وحرير التيه بكل سماء | صلّت نجمتك العصر | وهل القمر على خديك وضاء | وانعطف الزمن | وسال رحيق الشوق دماء | في إحساسك سكن المطر | وصوتك جاء | بضياء الأنس يرف حنيناً | يسطع مثلك في العلياء | لو شجن الكون الطالع من | أثواب المحرومين زهاء | لو هذا الصحو يلبي فرحي | مثل دعاء | أو يتسلق كوكب صرحي | مثل هواء | أو مثل صفاء | قد عشش يوما في إطراقي | في أعماقي | في ناصية الخير بهاء | لو أن الغيمة حين ترج | سكون القلق المولع بالضوضاء | تفتح أبواب الغيث الجارف | غضب الحرقة والبيداء | وضجيج العصب النائم | بين الحافة والرمضاء | لانشطر الهم الأكبر عن إحساسي | لانهزم الجرح ومات الداء | لونك يندس بكل نهار | يسكن في أوراد التوبة | في أعشاب الصبر | المترع بالإعياء | صبرك والمجلس والنيران | وكأس المد وصدر الماء | يطلع من كل فؤاد يشرب | من مقدرة الجذب | سحاب الجدب | سراب الخضرة والإيفاء | هزاني حسنك حين تساقط | ورد العزة بين ضلوعك كاستقراء | وسباني الساحل والإشفاق الأخضر | من رئتيك | ومن آثار المفقودين عطاء | عنقود الحب عليك وفاء | يا جبلاً يسكن جب الأرض | يشق زجاج الصبر رجاء | يا سحراً يفتح صدر البدء نماء | مثلك مسدول النافذتين بكل فضاء | و بكل رصيف يربط بين الفجر | وبين القمر النائم قربك | في الأرجاء | مثلك يقتسم القبس الحالم | بالسراء وبالضراء | قولا يستثني الصلح حضور الجسد | الغائب عن أودية المأرب حين يبين .. | قد يسقط كل الزيف | ولا يندلع حريق النشوة | حين الشمس تبيع الظل | لكل سجين | من قطف النجمة | دس السم بقلب الطين ؟! | من حجب الليل | ومنع الحزن عن التدخين | من رسم الأرض حدوداً تخرج من | أعماق الصمت طنين | من جعل الدفء يعيد بناء الحس | الواهب رحم العز بنين .. | من أحدث ثقباً فوق الخاطر | لوّن في جدران العشق أنين ؟ | هذا الطالع من أضلاع النهضة | حين تحين | وحين تهل وحين تطل | وحين يظل السر دفين | حبلت يا وطني أشرعتي | وُهِبَ التاريخ إليك جنين | من أقراص المد يديه | ومن أجراس الشجن الأسمر | في عينيه | صمت عصبي ورنين | سلم ميراثي يا وطني | فسنين عبرت وسنين .. | حياك البارق فاستدعي | إقدام يهب التمكين | نسجتك القامة والتقوى | أكتاف الأفق وشجر التين | قّواك الفتح | ونور الخلوة والإلهام | وبيت الدين | من ذاكرتي كان الأعظم | بحر الشوق ونهر التوق .. | وخيط حنين | المطر القابع في ورقي | في شفق الصمت وفي التكوين | والحد الفاصل بين هروبك | واستسلامي .. كان يقين .. | كان يقين. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (معز عمر بخيت) .