وجهٌ يسـعى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وإنّي لأخبرُك عنّي | ألفتُ في صباي ألفة المحبّة | جاريةً نشأت في دارنا | كانت غاية في حسن الوجه | والعقل والعفاف | كانت قليلة الكلام | دائمة القطوب | تزدانُ في المنع والبُخل | وكان للعود بين أصابعها | عطرٌ | وظلالٌ | وعريٌ خفيّ | سعيتُ وسعيتُ | أن تجيبني بكلمةً لي وحدي | وسعيت | ثمّ التفت النّســاء في مقصورةٍ | في دارنا مشرفة على بُستان | يشرف على بيوت قرطبة | في فاس كانت المقصورة مفتّحة الأبواب | كنتُ أدافع عن والنّســاء كُنّ من الشّـــراجيب | العتمات المؤدّية ينظُرّن | إلى قوّة أن أراك كُنتُ أنا بينهنّ | كُنتُ أذكُرُ أنّي كنتُ أقصدُ الباب الذي | أوزّع الصّباح هي فيه اقتراباً منها | والصّباح بمجرّد أن تراني في جوارها | والبردُ وحده تترك ذلك الباب وتقصد غيرهُ | يُذكّرني بأصابعي في لُطف | وأتعمّد القصد ثانية إلى الباب | الذي صارت إليه فتخفّ إلى | غيـــره | وأنا من باب إلى باب | وعندما أمرتها سيّدتها أخذت | العودَ وغنّت لنا معاً | أو لي وحدي | إنّي طربت إلى شمس إذا غربت | كانت مغاربها جوف المقاصير | ليست من الإنس إلاّ في مناسبة | ولا من الجنّ إلاّ في التّصاوير | فالوجه جوهرة والجسم عبهرة | والرّيح عنبرةٌ والكلّ من نــور | لم يكن المضراب يقعُ إلاّ على | أنفاسي | ثم شغلتني النّكبات في عهد | هشام | وكان الاعتقال | وكانت الفتنة | وأنا من باب إلى باب | حتّى كانت جنازة بعض أهلنا | فرأيت عشيقتي | وارتفع الصّراخُ كان صراخي | وما كنت نسيتُ | اتّقدت أعضائي | نارٌ | تهجّج نارها | ولوعةٌ | تنادي على اللّوعة | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (محمد بنيس) .