وإنّي لأخبرُك عنّي |
ألفتُ في صباي ألفة المحبّة |
جاريةً نشأت في دارنا |
كانت غاية في حسن الوجه |
والعقل والعفاف |
كانت قليلة الكلام |
دائمة القطوب |
تزدانُ في المنع والبُخل |
وكان للعود بين أصابعها |
عطرٌ |
وظلالٌ |
وعريٌ خفيّ |
سعيتُ وسعيتُ |
أن تجيبني بكلمةً لي وحدي |
وسعيت |
ثمّ التفت النّســاء في مقصورةٍ |
في دارنا مشرفة على بُستان |
يشرف على بيوت قرطبة |
في فاس كانت المقصورة مفتّحة الأبواب |
كنتُ أدافع عن والنّســاء كُنّ من الشّـــراجيب |
العتمات المؤدّية ينظُرّن |
إلى قوّة أن أراك كُنتُ أنا بينهنّ |
كُنتُ أذكُرُ أنّي كنتُ أقصدُ الباب الذي |
أوزّع الصّباح هي فيه اقتراباً منها |
والصّباح بمجرّد أن تراني في جوارها |
والبردُ وحده تترك ذلك الباب وتقصد غيرهُ |
يُذكّرني بأصابعي في لُطف |
وأتعمّد القصد ثانية إلى الباب |
الذي صارت إليه فتخفّ إلى |
غيـــره |
وأنا من باب إلى باب |
وعندما أمرتها سيّدتها أخذت |
العودَ وغنّت لنا معاً |
أو لي وحدي |
إنّي طربت إلى شمس إذا غربت |
كانت مغاربها جوف المقاصير |
ليست من الإنس إلاّ في مناسبة |
ولا من الجنّ إلاّ في التّصاوير |
فالوجه جوهرة والجسم عبهرة |
والرّيح عنبرةٌ والكلّ من نــور |
لم يكن المضراب يقعُ إلاّ على |
أنفاسي |
ثم شغلتني النّكبات في عهد |
هشام |
وكان الاعتقال |
وكانت الفتنة |
وأنا من باب إلى باب |
حتّى كانت جنازة بعض أهلنا |
فرأيت عشيقتي |
وارتفع الصّراخُ كان صراخي |
وما كنت نسيتُ |
اتّقدت أعضائي |
نارٌ |
تهجّج نارها |
ولوعةٌ |
تنادي على اللّوعة |