الوطن والشباب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أتت زمراً فهدَّدت البلادا | خطوبٌ هزَّت الحجرَ الجمادا |
فيا وطناً تناهبتِ الرزايا | حُشاشتَه وأقلقتِ المهادا |
برغمي أنَّ داءك لاأقيه | وجرَحكَ لاأطيق له ضمادا |
وأنْ يِردوا مياهَكَ صافياتٍ | مرقرقةً وأنْ أرِدَ الثمادا |
وأن تصفو مواردُهم فتحلوا | لهمْ وبنوكً لا يَجِدونَ زادا |
تدفقْ ماءَ دجلة فاخترقْها | سهولاً طبنَ مرعىً أو وهادا |
وجلّلْها عميمَ النبت واخلعْ | عليها الحُسْنَ وافرُشْه وسادا |
وقُلْ للزارع المسكين يزرعْ | ويتركه إذا بلغ الحصادا |
أراد السوطُ أن نشقى ليهنوا | وماضٍ حكم "سوطٍ " إنْ أرادا |
وسيّدُ نفسه شعبٌ ولكنْ | قضى الفردُ المسلَّطُ أن يُسادا |
ألا ساعٍ ولو بخيال طيفٍ | يبشّر أنَّ عصَ الظلم بادا |
أخُلانَ العبادِ على استواءٍ | لِمن وعلى مَ اسلَمْتِ العِبادا |
رأوا في الرافدين ثرىً خصيباً | يروقُ العين فانتشروا جرادا |
سل النشءَ الجديدَ حماه ربي | أيقدِر أنْ يُبلّغنَا المرادا |
أيقدر أن يُري التاريخ سعياً | متى نمرُرْ عليه نقلْ أجادا |
وأن يسعى ليصلحها شعوباً | بنوها أوسعت فيها فسادا |
فانَّ على الوجوه سماتِ خيرٍ | حساناً تكشف الكُرَبَ الشدادا |
مدارسَنا احفظي الأولد إنا | وضعنا بين أضلعك الفؤادا |
أريهم واجبَ الوطنِ المفدَّى | لكيما يُحسنوا عنه الجهادا |
أريهمْ أننا بالعلم ننمو | كما ينمو الثرى سُقِي العهادا |
أريهم أننا نبغي رجالاً | نسود بها الممالك لا سوادا |
أشبَّانَ العراق لكم ندائي | ومثلُكُمُ جديرٌ أن يُنادى |
ألستم إنْ نبا بالشعب خطبٌ | نضيناكمْ له قضباً حدادا |
وحسب الشعبِ بالفكرِ اعتقاداً | وبعد الله بالنشء اعتضادا |
لساني نافثٌ سماً وطبعي | يلطفُه فتحسبُه شِهادا |
لئنْ غطى على كَبدي اديمٌ | فكم من جمرةٍ كُسِيَتْ رَمادا |