تحية الوزير
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حيِّ الوزيرَ وحيّ العلمَ والأدبا | وحيِّ من أنصف التأريخَ والكتبا |
وحيِّها ضربةً للجهل قاضيةً | مجالسُ العلمِ قد عجّت لها طربا |
وحيّه ساخطاً هاجت حميَّتُهُ | وحيِّهِ ناهضاً غَيرانَ ملتهبا |
أُريد منه الذي لم يهوَهُ فنبا | وسِيمَ ما لم يُطقْ وجدانهُ فأبى |
لولاك أعدى بُراءاً داءُ دعوتِهم | وربّ عضةِ كلبٍ أورثت كَلَبا |
لم يحفظوا لأماني الشعب حرمَتَها | من أجل أن يبلُغوا من مطمعٍ أرَبا |
يا صاحب الهمّةِ الشماء حسبُكَهُ | يوماً رَعَيْتَ به الأجدادَ والنسبا |
أللهُ يجزيك والآباء مأثرةً | في اللهِ صُنتَ بها آباءَك النُجبا |
ما زلت " حباً بما شيدت في رجب " | من فوق كل شهوري رافعاً رجبا |
بصّرت بعدك من ياتي بواجبه | نحو البلاد كما أخجلتَ مَنْ ذهبا |
لو كان للشعبِ رأي في مصائرِه | حقاً اقام لك التمثالَ والنُصُبا |
هم حاولوها لأغراض مُذمَّمَةٍ | حتى إذا سُعِّرَتْ كانوا لها حطبا |
جزاء ما قد أظلته البلادُ وما | أضفت عليهم به أثوابَها القُشُبا |
عارٌ على صفحة التاريخ قيلتُه | ولطخةٌ في جبين المجدِ ما كتبا |
حسب " الحسين " الذي لاقاه مغتربا | من الشآم وما لاقاه محتربا |
هذا نتاجُ شعورٍ جاش جائِشُهُ | راعوا عواطف هذا الشعب ياغُرَبا |
أما العراقُ فقد غصت " مطاعِمُهُ " | فاستطعموا بعده بيروتَ أوحلبا |
ضاقت بما لَقيِتْ منهم مواطِنُهُمْ | لكنّما موطني من ذلةٍ رَحُبا |
وقيعة بين شعب هادئ وجدوا | كفواً لها ساقطَ الأخلاق فانتدبا |
ما كان يعلم لما أن أهاب به | شيطانُه أنْ يَجُرَّ الويلَ والحربا |
حتى إذا صَوَّحَتْ آمالهُ ورأى | أن الأماني التي غرّته عُدْنَ هبا |
عضَّ النواجذَ من غيظٍ فما نفعت | شيئاً ، وأهْوِنْ به من واجد غضبا |
كسرتَ من شوكة الطاغوتِ ما عسرت | ورُضْت من خُلُقِ الجْبّارِ ما صُعبا |
لا رحمة لغَويٍّ في الضلال هوى | ولا لعاً لِمُجِدٍّ في الشقاق كبا |
مشى يظنُّك كالماضين ذا خَوَرٍ | حتى إذا ما رأى ما لم يرَ انسحبا |
هيهاتَ في أيّ مرعى شائكٍ سفها | رعى ومن أيِّ كاسٍ عَلْقَمٍ شَرِبا |