نورس .. أصطيد ووضع في قفص الدجاج |
النورس الحزين |
لم يصدق أنه في قفص الدواجن |
تذكر المحيط يلصق الدجى بصمته |
والموج شب لؤلؤا قساح فضة |
فنام في القرار هادئا كأجمل المعادن |
فضض ريشه كزهرة الثلج على احتضاره |
ولم حوله أشرعة الخيال والضباب والمدى |
وضجة السفائن |
فمات في موكبه البحري رغم سجنه الصغير وارتج على |
الدجاج أجراس الرذاذ؟ |
والنيرس الأمير يضرب الموج |
ويعلو ساحبا روح المياه خلفه |
عن جنة لجنة |
فربما ينزل من وراءه الحنائن |
بين الدجاج والنفايات وفي زوايا القفص الكئيب |
اسلم المدى الفضي روحه |
وانضت الأشرعة البيضاء والفضاء والرؤى |
فليس من يجمع شمل الجو غير طائر المفاتن |
ما أعجب المخيط |
إذ يموت راقص الأمواج والمدى |
في قفص الدجاج مثقلا |
وأن تظل عينه مفتوحة |
يسرق منها الموج أجمل الخزائن |
واستشكل الأمر على الدجاج كله |
فقرر الدجاج عقد قمة طارئة |
وسيد الدجاج قد أناب من يبيض عنه بيضة الذهب |
فأعلن الدجاج أنهم تضامنوا |
وقوق المذيع...عاشت المداجن |
دجاج مجلس الخليج جملة |
أدار للفروج في منصة الرئيس ذيله |
وأعلن الخليج جبهة |
أطلق صاروخا من الرياح |
ما تعدى جلسة الصباح |
فاهتز الحضور من ضخامة الدوى |
والرئيس طار من على كرسيه |
ومن على يمينه ومن شماله |
وانهارت المساكن |
وألحقت قضية النورس بندا لاختلاف سادة الدجاج |
فاحتد الوطيس |
طار عرف من هنا |
ومن هناك طارت الكرامات وراء درهم |
واختلت الجلسة إلا أقصر الدجاج |
ظل ضاحكا وساكن |
لم يلتفت إلا أمين بيضة الدهر إلى النورس |
غطه كما أوصي من أصحابه |
بخطبة من الأم المطاحن |
يا قمة الدجاج |
ان البحر كله نوارس |
ان البحر كله... نوارس |
ان البحر كله.... نوارس |
ويعقد اجتماعه السري في البحر العميق |
بنده الوحيد محكوم قاطبة |
تحصنوا أيها الدجاج |
فالمحيط قادم |
ترف في أعلامه الصوافين |
يا سيد المحيط لفني بأذرع الهدير |
مثلما تلفني النساء |
خلاني في لحظة القرار واللؤلؤ والفيروز |
في الصمت كالرصاص |
واندلع في الزبد الداكن |
وجه اللّه في أمواجك الزرقاء واغسل الحياة |
ممن يضعون نورسا في قفص الدواجن |
أمس ومن نافذتي |
والعمر في أغطية الصوف |
رأيت النورس الحزين عابرا فضاؤنا الميت |
في شوق إلى فضائه البعيد |
كان برد العمر في مفاصلي |
نشرت ساعدي ألقيت غطائي |
وانتشيت-مثل مثل من يريد أن يطير-قامتي |
لم أستطع |
دخلت الدوامة.... |
لم أستطع |
لكن أتى الفضاء ما بين عيوني ساجدا |
لأنني حاولت أن أصير نورسا |
واجتزت النفير والمآذن |
********* |