على أول الذكريات |
تهب رياح الشتاء |
وفي أولاة المواسم |
تمطر شيئا على الحدس قبل المطر |
وتصعد في الجمر رائحة الكستناء |
وست البنات التي ضاجعتها الخيول |
وقاص البنفسج من روحها |
واحتواها القمر |
وشيئا فشيئا تدب الطراوة في الجفن |
يعرق ثانية |
كالمراهق حين يعالج أول منعا |
وتعبق فيه اللزوجة |
والزهرات الشتائية الأصل |
تمطر في الحدس |
تكتظ جمجمتي بالشقائق ... والفكر .. والليل |
تمطر... تواكب كشف قميصي |
ويعشوشب المفرق الأنثوي الرفيع |
المميز لامرأتي بين كل النساء |
وترغب كل الخفايا الخجولة في مغطس الليل |
حيث الحفاء الوثير |
يؤدي إلى سلم لؤلئي |
يؤدي الى حلم |
يستفيق على بركتين |
وفي البريمتين ولام |
يشف على وحشة وافتراس |
هنا نتكون |
والانتفاض اللذيذ يصير حنينا |
فتمطر والشبابيك ليست هنا |
والندى الفستقي يمسح وجها ضياعا الجنوب |
ولللتو توجها الكرم ... والتين .. والحب.. والذكريات |
على باب هذا الجنوب |
لدى كل حلم أبيت |
وكل نجوم السماء بنات |
ويشتعل الجرح الفراشات |
والنوم في برك لا نهائية |
يحبس الحسن أنفاسه |
إذا يخوض بها والقرى خلفها مطر |
وأنا في النوافذ |
أتبع طير الصدى |
ثم تخفي الطريق القديم دموعي |
وتمطر .. وتبدو كتابات روحي ثانية |
من وراء غبار الخريف |
وتورق لاماتها |
لم تزل هذه الروح كوفية الخط |
مغرمة بانتهاك الطلاسم |
بين صفات البنفسج .. والفخذين... |
وركب الخيول المنحاة صوب بخارى |
وخاتمة النوم كعبك |
يجتمع الحلم فيه |
ويترك في قراءات نوم العصافير |
ان العصافير في كرمة |
في الجنوب لشيئين |
فيما يبوحان كتمهما قد بذلت القصار |
وأقسى من البوح |
كتم يشير إليك |
بإصبعه ويدل |
وأنت ... وغيرك فيما يبوح حيارى |
وحين تنامين يلوي النشوء بأعناقه |
وتشف على بعض الغفوة |
وفي أولاة المواسم يبتدئ العشق |
بين النعاج |
ويعشق من يفسدون النعاج الرعاة |
وحين يروحون في الشرق |
أبقى وحيد وتنتشر الخلوات |
وأحلم أمي على صهوة المهر |
وأقطف تفاحة |
وأخبؤها بين نهديك خضراء |
تنضجها الشهوات |
وبين الخلائق من يخلقون النواة |
وأما الكثير فقد خلقتهم نواة |
وتلك معادلة صعبة |
وأشد الصعوبات فيها الثقاة |
وأني على مطلق الأمر |
أعرف كل نواة بتاريخها |
وكيف نمد لها اليدين الحياة |
وكنت مع الحلم أحلم |
أحمل فانوس كل نهار يجيء |
أواصل سكري بالون من غير مزج |
ويربكني أن أقوى الخمور الرديء |
وأغسل حنجرتي بالنبيذ |
ففي القلب حزن جبان وحزن جريء |
لكم عذبتني الرياح تغير وجهتها |
دون سابقة والفراق دنيء |
وكم أنت رغم الوضوح خبئ |
وكم أنت مثل جناح الفراشة |
في الحلم زاه بطيء |
وكم أنت تعشق رأس الحسين الذي فوق رمح |
ولا يستريح |
تأبى الذوائب مذ ثبتتها الدماء |
على غدة أن يزيح |
دعوتك أنت المعلم |
وان كان علم فتلك الجروح |
ألوف وراءك في السرب سارت |
لينهض شيء صحيح |
فما نام إلا الصحيح |
يباهي اليسار الصحيح بأنك في قلة قد حملت السلاح |
وغاليت في مبدأ اسمه سلطة الفقراء |
وهذا غلو صحيح |
يلومون أني أنفخ نار التراث |
أنا أرفض الخردوات من الفقراء |
ولي امة طالما كل ناس لهم مدية |
لغة طالما لغتي تشعل الأبجديات عشقا |
وصريح أحب زوايا عيون النساء |
صريح |
وأمقت من يشهرون النصوص سيوفا |
ومن يكسرون السيوف |
كلا الانحراف ريح |
وأمقت من يشهرون الحسين لغير الوصول إلى ثورة |
مثلما جوهر الأمر فيه والجنوح |
لعل الحسين إذا ما رأى طفلة في شوارع بيروت |
تنهش من لحمها الشهوات |
وثم شظايا من القصف فيها |
سينكر مأساته |
والجروح على رئتيه تطيح |
يقولون: من أمها وأبوها |
أقول: الجنوب وتاريخه ... والبيوت الصفيح .. |
وعدت أعترف |
هو الجوع أكبر من آبائنا الثائرين |
ومن كان هذا أبوه |
تغلب فيه الجموح |
متى ما يوزع هذه العمارات للفقراء |
وتجز ألف انتهازية |
والسلاح يقوم أداء لمهمته |
سيقوم المسيح |
ولست أبشر بالحب إلا عنيفا |
وان يستريح على ذلة |
وأريح |
كفاكم نزوحا وإلا فما ننتهي |
ويسد الطريق على المهطعين النزوح |
هناك فداء وليس فدائيين |
لا تخدعُ بفداء بغير سلاح وكل التعاريج في عير هذا الكفاح |
كسيح |
ومن أخطئوا ليس عيبا |
بل العيب ان تتبلي فوق ذات الصروح |
ولست أخاف العواقب فيما أقول |
فإن الشهادة من أجل قول جريء ...ومعتقد |
قبتا وضريح |
إذا كان بعض يفكر في النيل مني |
هذا أنا |
لست أملك إلا القميص الذي فوق جلدي |
وقلبي وراء القميص يلوح |
خبرت الخليقة سطحا ... وعمقا .. وطولا.. وعرضا |
فكان أكبر درس تلقيته |
ان أكون فصيح المحبة والحقد |
فالعقل زيف صريح |
متى تنهضون |
لعنتم على الركض خلف كروشَ الزعامات |
فيما الزعامات باعت ذبيحا.. وحيى |
وثم هنالك صفقة أرض |
فكونوا على حذر البندقية |
فالديك يصيح |
بحق السماوات حتى إذا الديك صاح على خطأ |
فهنالك نار |
وحين تكون الشرارة حقا وليس كلاما |
فإن الهشيم العظيم يصار |
إذا كان بعض يجيد سماع الغيوب |
سمعت انفجارا |
سيأتي ويتبع ذالك انفجارا |
رثيت الذين تتاح لهم فلتة |
ان يكونوا من الثائرين |
وناموا على صغرهم خانعا |
ويدفنهم في الجحور الغبار |
لقد سافر الحلم قاطرة |
والشبابيك لا تنتهي.. والوداع استمر |
تخالطه نكهة الشمس المتأخرة |
ثم لمحتك في آخر العربات |
ولم ينتظرني القطار .. لقد بالغ الانتظار |
ساورت شكوك الحمام |
مازلت في سكة الحلم |
أشحذ فوانيس كل القطارات حتى أطل النهار |
وفي أولاه الموسم تصبح روحي بدون سياج |
ومفتوحة لهباء الشتاء |
ولغط السواقي...... وردع الحمام |
وينزلق الدمع في القائظ من وداعين |
نما الى غير ما رجعة في الظلام |
وقد نلتقي إنما القلب |
ودع شيئا كثيرا |
وودع أكثر لما رمته المرامي |
لي اللّه في غربة |
ما خفضت الجناح لغير الأحبة فيها |
وفي يقظتي والمنام يفتشني الحزن في كل ليل |
فماذا يفتش هذا الغراب الغبي |
بهَذا الحطام |
وفيما أؤذن للجوع |
بما في الجماهير |
ان السلاح يشق الطريق |
إذا ظل تحت احتلال الشراذم |
شبر |
ومن هان أمر التراب عليه |
فكل التراب يهون ... |
فما في الضمائر ثمن .. وخمس .وعشر. .. |
************** |