في طريق الليل |
ضاع الحادث الثاني وضاعت زهرة الصبار |
لا تسل عني لماذا جنتي في النار |
جنتي في النار |
فالهوى أسرار |
والذي بغضي على جمر الغضا أسرار |
يا الذي تطفي الهوى بالصبر لا باللّه |
كيف النار تطفي النار؟ |
يا غريب الدار |
إنها أقدار |
كل ما في الكون مقدار وأيام له |
إلا الهوى |
ما يومه يوم...ولا مقداره مقدار |
لم نجد فيما قطار العمر |
يدنو من بقايا الدرب من ضوء على شيء |
وقد ضج الأسى أسراب |
والهوى أسراب |
كنت تدعونا وأسرعنا |
وجدنا هذه الدنيا محطات بلا ركاب |
ثم سافرنا على أيامنا أغراب |
لم يودعنا بها إلا الصدى |
أو نخلة تبكي على الأحباب |
يا غريبا يطرق الأبواب |
والهوى أبواب |
نحن من باب الشجى |
ذي الزخرف الرمزي والألغاز والمغزى |
وما غنى على أزمانه زرياب |
كلنا قد تاب يوما |
ثم ألفى نفسه |
قد تاب عما تاب |
كل ما في الكون أصحاب وأيام له إلا الهوى |
ما يومه يوم.... |
ولا أصحابه أصحاب |
نخلة في الزاب |
كان يأتي العمر يقضي صبوة فيها |
ويصغي للأقاصيص التي من آخر الدنيا |
هنا يفضي بها الأعراب |
هب عصف الريح واه يوماه يوم |
وانتهى كل الذي قد كان من دنيا |
ومن عمر ومن أحباب |
هاهنا ينهال في صمت رماد الموت |
يخفي ملعب الأتراب |
كم طرقنا بابك السري في وجد وخوف |
لم تجبنا |
وابتعدنا فرسخا هجرا |
فألفيناك سكران جوابا |
فلم نغفر ولم تغفر كلانا مدع كذاب |
كل غي تاب |
إنما غي وغي فيك قد غابا |
وراء النرجس المكتوب للغياب |
قد شغلنا ليلة بالكأس |
والأخرى بأخت الكأس |
و الكاسات إن صح الذي يسقيك إياها |
لها انساب |
يا غريبا بابه غرب الحمى |
مفتوح للربح والأشباح والأعشاب |
قم بنا نفخ الخزامى طاب |
ننتمي للسر |
لا تسل لماذا ألف مفتاح لهذي الباب |
لا تسل |
من عادة أن تكثر الأقوال |
في من ذاق خمر الخمر في المحراب |
لم يقع في الشك |
إلا إنه من لسعة الأوساخ |
تنمو خمر الأعناب |
لم يقل فيها جناسا أو طباقا إنما إطلاق |
نبه العشاق |
مدفن أودى بلا هجر ولا وصل بباب الطاقة |
مرهق من خرقة الدنيا على أكتافه |
لم تستر الأشجان والأشواق والإشراق |
لم يكن أغفى |
وحبات الندى سالت على إغفائه شوطاً |
ودب الفجر في أوصاله رقراق |
آه مما فزمن إغفاءة لم تلمس الأحداق |
أي طير لا يرى إلا بما يجاب عن ترديده البني |
سعف النخل والأعذاق |
موغل في السر مندس بنار الماء في الأعماق |
يا طائر يحكي لماء أزرق بالوجد في الأعماق |
ما أبعد الأعماق |
ما أبعد الأعماق |
لم يطق يوما ولم يأبه بمن قد فاق |
مشفق مشتاق |
كله إطراق |
أثملت الخمر صحوا |
فانبرى يبكي |
وأطفال الزمان الغر ضجوا |
حوله سخرية في عالم الأسواق |
قل لأهل الحي |
هل في الدور من عشق لهذا المبتلى ترياق |
بأمة في العشق تكفي |
نقطة تكفي |
فلا تكثر عليك الحبر والأوراق |
كل من في الكون تنقيط له إلا الهوى |
فاحذر بالتنقيط(نهوي) |
واسأل العشاق |
هناك كأس لم يذقها شارب في هذه الدنيا |
موشاة بحبات الندى سلطانها سلطان |
إنها جسر الدجى للمعبر السري فلتعبر |
ولا تنصت لمن أعيادها الإدراك والإدمان |
لم يكن إيوان كسرى مثلما إيوانها إيوان |
إن كأس اللّه هذي مسكها ربان |
هذا درب وقد يفضي إلى بوابة البستان |
إنما انفض الندامى والمغتني |
فاتئد في وحشتي |
يا آخر الخلان |
********* |
ولكن كلها خلل |
ذئاب كلما سمت جريحا |
بينها أجل |
أطالت من مخالبها |
وصارت فيه تقتتل |
بمدأبه كذلك |
كيف دعوى |
يسلم الحمل |
وكيف يقال أن الحكم |
للأغماد ينتقل |
سفاهات...وأسفهها |
ضمير تحته عجل |
يفلسف ثم ينقض |
ثم لا عقم |
ولا حمل |
مزالق في مزالق |
يرتشي فيها |
وما زلل |
بمختصر العبارة |
أنه عهر تركب فوقه دجل |
طباق أو جناس...أو مراحل |
كلها حيل |
فإن لم تقدحوا نارا |
فكيف يراكم الأمل |
فإن قدحت فكونوا لبها |
فتظل تشتعل |
ففي ليل كهذا الضوضاء ...والجمل |
وما نظروا هذا الحضيض |
وهذه العلل |
قضيتنا وإن عجنوا..وإن صعدوا..وإن نزلوا |
لها شرح يسيط واحد..حق |
لم الهبل؟ |
لماذا ألف تنظير |
ويكثر حولها الجدل |
قضيتنا لنا وطن |
كما للناس في أوطانهم نزل |
وأحباب..وأنهار..وأجداد... |
وكنا فيه أطفال...وصبيانا |
وبعض صار يكتهل |
وهذا كل هذا الآن محتل ومعتقل |
قضيتنا سنرجع أو سنفني..مثلما نفنى |
ونقصف مثلما قصفوا..ونقتل مثلما قتلوا |
فإرهاب بعنففوق ما الإرهاب ثوري |
يمينا هكذا العمل |
أقول ويمنع الخجل |
بشج العين يكتحل |
وكيف عروسكم حصص |
وحصتكم بها نغل |
أعولتم على جمل بمكة |
تسلمون ويسلم الجمل |
غفا جرح فأرقه |
بماذا قد غفا كهل |
وأنب قلبه |
ما كان عشق فيه يكتمل |
وكاد لما تصبى وإلتقت في روحه السبل |
تطيب بريقه القبل |
وأطيبهن تتصل |
ولكن في قرارته |
هموم ما لها مقل |
كما قطط ولائد في عماها |
والعمى كلل |
تذكر أهله فطوى |
فكابر دمعه الخضل |
وكاد يجوب لولا |
تمسك الآمال والحيل |
وعاتب صامتا |
لو كان يحكي إنما املل |
فما أحبه يوما بأحباب |
ولا سألوا |
وما مسحوا له دمعا |
كما الأحباب |
بل عزلوا |
ونقل قلبه لكنهم كانوا |
هم الأول |
فلم يعدل بنخلة أهله الدنيا |
فنخلة أهله الأزل |
وماؤهم الذي يروي |
وماء آخر بلل |
وحبره الذي نصف الهوى في قلبه |
وحل |
يخط عدوه من وطنه له شبرا |
فينتقل |
طباق.. أو أجناس...أو مراحل |
كلها حيل |
قضيتنا وأن نفخوا الكلى وشرارهم جبل |
وصاغوا من قررات وإن طحنوا...وإن نخلوا |
لها درب مضيء واحد رب |
فا هبل...ولا لات..ولا عزى...ولا لف |
ولا جدل |
قضيتنا لنا أرض قد أغتصبت |
وكنا عزلا لا نعرف السوق البرجوازية في الدنيا |
ولا ما تصنع الأموال والحيل |
وطالبنا فكان قرار تقسيم |
وطالبنا فصرنا لاجئين وخيمة جربا تنتقل |
كم اغتصبت عروس من مخيمنا |
وكم جعلنا عرينا كم خجلنا |
ثم طالبن فأصبح كل شبر مساخا |
أما الآن لا طلبا ولكن |
تحكم السكين..تختزل |
لعنتم أطبقوا الفكين إطباقا على لوز الملوك |
وأرسلوا السكين تختل |
يمينا إنه درب إلى "حيفا" غدا يصل |
تعافى جرحه من طهره وبدى سيندمل |
ولكن نشأة فطرته |
حتى كاد يشتعل |
فغص بدمعه مضضا |
وكابر حيث يحتمل |
وعلل نفسه وتعله |
فيما انتهى محل |
فما شيء كعشق ينتهي |
لا يرتجى أمل |
أعدله فينخذل...وأخله فيعتدل |
تغلب طبعه عن ثابت فيه |
وينتقل |
فبعض عاشق يصحو |
وبعض عاشق ثمل |
وكاد لولا كاد |
لا دبر ولا قبل |
وأمسكه هوى لبلاده ما |
بعده غزل |
عراقي هواه وميزة فينا الهوى |
خبل |
يدب العشق فينا في المهود |
وتبدأ الرسل |
ورغم تشردي |
لا يعتريني بنخلة خجل |
بلادي ما بها وسط |
وأهلي ما بهم بخل |
لقد أرضعت حب القدس |
وائتلفت منابرها بقلبي |
قبل أن تبكي التي قد أرضعتني |
وهي تحكي كيف ينتزع التراب الرب |
من قبضات من رحلوا |
وتغتصب الذوائب ثم ترمى |
فوق من قتلوا |
وكيف مشت مجنزرة |
على طفل ...وكيف مسيرها مهل |
وكيف تداخلت شرفاتها بعموده الفقري في حقد... |
وصار اللحم في الشرفات ينتقل |
فلم يسمع له صوت |
وفي خديه ما زالت ظلال المهد |
والقبل |
وجاءت أمه تمشي بكفيها |
على ما تترك الشرفات من لخم تنزت حوله القبل |
تعثر صوت أمي |
واعترى كلماتها اشلل |
وقلت لي قضيتنا...وغصت بالدموع |
فقلت يا أمي :قضيتنا الدمار |
أو التراب الرب |
لا وسط ولا نحل |
قبيل ذهابكم للمسلخ الدولي وفدا |
أرسلوا السكين وفدا |
إنها أمل |
سيسمع صوتها |
وتشق دربا للرجوع |
وينتهي الخطل |
بذلت الروح حتى قيل يا مولاي يبتذل |
وقد صار الفراق هوا جديدا |
وهو متصل |
فما أدري سلوت أم ابتدأت |
تشابه الزعل |
وإن من الهوى ما ليس عشق إنما سبل |
وشاغلتني مخجلة ببيت في العراق |
لائم فيها الفم العذري |
إغفاء شديد الوصل بين الحاجبين |
تمائم مكتوبة للنهد |
نصف شراسة في الحلمتين |
أطالة في الخصر ما طال الهوى |
خصر وحزن توأمين |
وطقس ليس يعتدل |
ورغم تشردي لا يعتريني بدجلة خجل |
فلست أرى ليومي |
إنما ما بمحض الأمل |
فما جوعي مذلي أو وعيد |
كاهنا طفل |
وأشهر كل ظفر في كياني |
حينما النهار يرتجل |
وقد يفتي بنفيي من هنا فأظل أفنيهم |
وأرحل |
أغيط بكل نهاز وجندي...وهم شلل |
قضيتنا سلام بالسلاح... |
فثم سلم حفرة |
وسلامنا جبل |
وإن العنف باب الأبجدية |
في زمان عهره دول |
قبيل ذهابكم للسلخ الدولي وفدا |
أرسلوا السكين وفدا |
ينتهي الخلل |