أحلام زرقاء.. في ظهيرة قائظة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
… بمحاذاةِ الجُدرانِ المتآكلةِ الألوانِ | أسيرُ وحيداً.. | أتفيّأُ هذا الظلَّ المُتَعرِّجَ، مُنْعَرِجاً | لشوارعَ دونَ ظلالٍ | وشوارع مغلقةٍ | وشوارع لا تؤوي الغرباءْ | وظهيرةُ تموز تصهرني كالقيرِ المائعِ.. | يا ما كنّا نركضُ فوق لهيبِ الإسفلتِ، حفاةً | نحو النهرِ… | ويا ما.. | لكنَّ النهرَ… بعيدٌ | – كطفولتنا – | مَنْ يَعرِفُ في كركوك، الرجلَ الرثَّ، المتسكّعَ | في هذا القيظِ، وحيداً… | دون صديقٍ | وكتابٍ | تلفظهُ الطُرُقاتُ | وتشويه الغربةُ، والقيظُ، وآهِ الكلماتِ، وآه… | أحياناً يجلِسُ في المقهى | وسطَ ضجيجِ الدومينو، يَكتُبُ شِعراً | يَصْفِنُ ساعاتٍ دون حراكٍ | ويُعَلِّقُ عينيه الشاحبتين على مسمارٍ.. | أو نجمٍ مصلوبٍ | .. أو امرأةٍ عابرةٍ | ثم – بلا تخطيطٍ – يدفعُ بابَ المقهى… | مندفعاً نحو الشارعِ، ثانيةً | لا يَعرِفُ – كالضائعِ، كالسائرِ في الحُلْمِ… | إلى أينَ تسيرُ خطاه التعبى.. | وشوارعُ كركوك، تأخُذُ - في هذي الساعاتِ المحروقةِ - | قيلولتَها… | حتى زهرة عَبَّاد الشمس…! | انكمشتْ في الظلِّ | لكنَّكَ – يا ابن الصائغ – تمشي مُحتَرِقاً | تأتيكَ من النافذةِ المفتوحةِ، أحياناً، | رائحةُ امرأةٍ بثيابِ النومِ… | وأحياناً، تهرشُ أمعاءَكَ رائحةُ الأكلِ | وأحياناً، تَتَلَصَّصُ في وَجْهِكَ – هذا المحفور بخارطةِ العَرَقِ، المغبرّ من التجوالِ المضني – | نظراتُ عجوزٍ، باردةٌ | أحياناً تَتَمهَّلُ – في العتبةِ – محترساً، ملتصقاً | فَيَرُشُّ ظهيرةَ وَجْهِكَ بعضُ رَذَاذِ هواءٍ بارد، | يتسرَّبُ من فتحةِ بابٍ ما…… | أترُكُ وَجْهي يتبرّدُ، مُلتذّاً – بعضَ الوقتِ – | وأَحْلُمُ… | – من خللِ البابِ المفتوحةِ للنصفِ – | بأشياءٍ زرقاء | آه……. | - يا ابن الصائغ - …… | لو…… | * * * | 7 تموز 1984 كركوك | |