أرشيف الشعر العربي

سماوات للحب

سماوات للحب

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

مُحْتَرِقاً بالشِعرِ.. وبالنظراتِ الأولى..، أتسكّعُ في مدنِ الكلماتِ.. وحيداً... أفتحُ قلبي للريحِ.. تمرُّ طيورُ النورسِ زاهِيَةً بسماوات بلادي، أسألها: لِمَ يَرتعِشُ القلبُ، إذا مرَّ على دَكَّةِ محبوبتهِ، وتفوحُ الأزهارُ.. ولا يرتعِشُ العاذلُ حين يمرُّ،

يا جسرَ الكوفةِ حدّثني عن بستانِ اللوعةِ هلْ أزهرَ؟

عن آخرِ أشعارِ "كزار حنتوش"

أقول لجسرِ الكوفةِ: مُحتَرِقٌ قلبي بالشِعرِ... ومُحتَرِقٌ دمعي بالعشقِ... ومُحتَرِقٌ هذا العُمرُ على أرصفةِ العينين الماطرتين... أُفتِّشُ في أروقةِ الروحِ المهجورةِ عن خُصْلَةِ شَعرٍ تركتها امرأةٌ وارتحلتْ... عن قمرٍ منسيٍّ... عن أبياتٍ لمْ تُكْمَلْ بعدُ.

أقولُ: صباحاً.. للعينين السوداوين الغافيتين على شطآن القلبِ...

صباحاً يا "ميم" الحلوة.. يا أحلى من ورقِ الحُزنِ الشفّافِ على طاولةِ الشاعرِ.. يا ضوءَ فوانيسِ الغربةِ في روحي.. يا مطري.. يا كلماتي..

ما زلتُ – كعهدي الأولِ – أرقبُ خلف زجاجِ المقهى.. خطوتَكِ المسكونةَ بالدهشةِ.. أنسى قدحَ الشايِ الساخن.. أنسى وَجعي.. وقصاصاتِ الورقِ البيضاء على طاولتي... وأظلُّ أطاردُ خلفَ شرائطكِ الحمراء، غريباً.. كالريح..

أقولُ لقلبي: يا قلبي الضائعَ بين ضفافِ الكوفةِ حيث الفاتنة العينين، وسوقِ السراي.. أضعتُ سنيني.. ألهثُ خلف عناوين الكتبِ البرّاقةِ، بحثاً عن نجمٍ منفيٍّ لمْ يُمسِكْهُ أحدٌ.. يُدعى الشِعر.. ويُدعى……!

قلتُ لعلَّ الفاتنةَ العينين تجيءُ بفُسْتانِ الدِفْلَى... قبل مغيبِ الشمسِ.. لتتركَ فوق العُشْبِ ندى الخطواتِ الخجلى... أو تنسى فوق المصطبةِ الخلفيةِ بعضَ الحبِّ... وتتركني مُحتَرِقاً بالأحلامِ ككلِّ العشّاقِ المجنونين، بهذا العالم...

أو قدْ تنسى – أَعْرِفُ عادتَها – موعدَنا.. وتمرُّ على بيتِ صديقتِها.. لا شيء سوى تزجيةِ الوقتِ... ووحدي أبقى مشتولاً كالصَفْصَافِ، أُحدِّقُ في ساعةِ عودتِها... وككلِّ قصائدِ هذا العالمِ...

قد تأتي...

أو...

لا تأتي!!

* * *

19/6/1983 بغداد

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان الصائغ) .

مصادفة

الوطن: شمس وطوابع بريد.. وأنتِ

رحيل

مراجعات خاصة جداً...

سيدةُ البحر