يدها.... |
بدايةُ ما يَضُمُّ الوقتُ |
من مطرٍ وموسيقى |
تَضُمُّ أصابعي |
.. فتسيلُ |
كانتْ آخرُ الأنهارِ في مدنِ الرمادِ |
لها النُعاسُ، طفولةُ النارنجِ، والندمُ الشفيفُ |
لها المدى، عَبقُ الحديقةِ، |
وانسيالُ الشمعِ في المحرابِ، |
أوراقُ الغيومِ الزرق، |
والغنجُ، الخريفُ... |
وما تَبَقَّى من فتيتِ الندِّ فوقَ مجامرِ الكلماتِ |
............ |
............ |
كانتْ لي يداكِ |
حَمَامةَ المنفى، مرايا الوهمِ، نافذةً تُطِلُّ |
على ارتطامِ البحرِ بالغرباءِ، |
والزَبَدَ الذي يطفو على موجِ القصيدةِ، |
ما يقولُ النجمُ عن صمتي |
وما حَلَمَتْ بصنعاءَ المراكبُ |
وهي تَحْمِلُ زادَها وبكاءَها، |
وطناً تحاصرُهُ البنادقُ |
والرمالُ... |
رأيتُ كفّكِ تستطيلُ سفائنَ الأملِ البعيدِ، |
تمرُّ في المنفى على قلبي تُغطِّيهِ بأجنحةِ الفَراشاتِ - الصباحاتِ النديَّةِ |
يُزهِرُ العُشْبُ الذي ينمو على طولِ المسافةِ |
بين كفِّكِ واغترابي، |
حينَ تقتربينَ من شفتي، طيورَ البحر، |
أظمأها البكاءُ المرُّ والسفرُ الطويلُ |
إلى جزائرِ حضرموت......... |
................ |
................ |
يدُها |
وأفتحُ ليلَ نافذتي |
على مطرٍ |
ينثُّ الأفقَ من عَبقِ اشتهائكِ |
ها هنا وَجعي على البحر المحاصرِ |
ها هنا قلبي يدثّرهُ صقيعُ يديكِ |
في البلدِ الغريبْ |
* * * |
11/10/1991 بغداد |