أرشيف الشعر العربي

اقتراب أولي من البحر

اقتراب أولي من البحر

مدة قراءة القصيدة : دقيقة واحدة .

يدها....

بدايةُ ما يَضُمُّ الوقتُ

من مطرٍ وموسيقى

تَضُمُّ أصابعي

.. فتسيلُ

كانتْ آخرُ الأنهارِ في مدنِ الرمادِ

لها النُعاسُ، طفولةُ النارنجِ، والندمُ الشفيفُ

لها المدى، عَبقُ الحديقةِ،

وانسيالُ الشمعِ في المحرابِ،

أوراقُ الغيومِ الزرق،

والغنجُ، الخريفُ...

وما تَبَقَّى من فتيتِ الندِّ فوقَ مجامرِ الكلماتِ

............

............

كانتْ لي يداكِ

حَمَامةَ المنفى، مرايا الوهمِ، نافذةً تُطِلُّ

على ارتطامِ البحرِ بالغرباءِ،

والزَبَدَ الذي يطفو على موجِ القصيدةِ،

ما يقولُ النجمُ عن صمتي

وما حَلَمَتْ بصنعاءَ المراكبُ

وهي تَحْمِلُ زادَها وبكاءَها،

وطناً تحاصرُهُ البنادقُ

والرمالُ...

رأيتُ كفّكِ تستطيلُ سفائنَ الأملِ البعيدِ،

تمرُّ في المنفى على قلبي تُغطِّيهِ بأجنحةِ الفَراشاتِ - الصباحاتِ النديَّةِ

يُزهِرُ العُشْبُ الذي ينمو على طولِ المسافةِ

بين كفِّكِ واغترابي،

حينَ تقتربينَ من شفتي، طيورَ البحر،

أظمأها البكاءُ المرُّ والسفرُ الطويلُ

إلى جزائرِ حضرموت.........

................

................

يدُها

وأفتحُ ليلَ نافذتي

على مطرٍ

ينثُّ الأفقَ من عَبقِ اشتهائكِ

ها هنا وَجعي على البحر المحاصرِ

ها هنا قلبي يدثّرهُ صقيعُ يديكِ

في البلدِ الغريبْ

* * *

11/10/1991 بغداد

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان الصائغ) .

رقيب داخلي

خرجت من الحرب سهواً ..!

قصائد المطر

هي..

حصار