مطرٌ دافيءٌ |
من نُعاسِ يديكِ على عُشبِ النافذةْ |
والصباحُ المشاكسُ يحشو الشوارعَ في جيبِ بنطالكِ الجينـزِ |
ينسربُ العابرون وظلّي [أما كان يمكنني أنْ أشذّبَهُ؟ |
فلا يَفْتَحُ الزرَّ عن دفقِ البحرِ… |
قلبي أنا خطئي |
كلّما هذّبتْ دمَهُ حِكْمَةُ الكهلِ |
أغوتهُ تجربةُ الطفلِ……] |
قلتُ: تجيءُ المدينةُ |
أشجارُها ندمٌ أخضرٌ يَتَفَتَّحُ تحتَ رَذَاذِ النوافيرِ، |
مرتعشاً |
والمصابيحُ حافيةٌ تتسلَّقُ أعلى النوافذِ |
أعلى قميصكِ، منفتحاً للحَمَامِ يطيرُ إلى غابةِ السنديانْ |
وأنا خلفَ دمعِ الزجاجِ الشفيفِ |
أُجَفِّفُ وقتيَ بالانتظارِ |
كيفَ أَجِفُّ على ورقةْ!؟ |
يصفّفني الناقدُ البِنْيَويُّ – على الرفِّ – |
نهراً جَفتهُ الينابيعُ |
ها هو وردُ الحديقةِ يَذبُلُ |
قبلَ انحسارِ خريفكِ |
يطمرهُ الثلجُ والذكرياتُ |
أُعَلِّقُ قلبي على أيِّمَا زهرةٍ أو عمودٍ |
لعلَّكِ بين المياسمِ، تكتشفينَ الطريقَ… إلى شفتي، |
عبَّدَتها النساءُ بأحلامِهنَّ |
وغادرنَنِي شارعاً مقفراً |
يتناثرُ، بين الكلامِ، وبين الغمامِ |
فلا أجدُ الآنَ لي |
غيرَ طاولةٍ، |
وأصابعَ من زَبَدٍ |
وكتابٍ ينامُ على خدِّها، |
حالِماً بالسهولِ الفسيحةِ |
تحتَ رُموشِ المصابيحِ |
هل غادرتكَ القصيدةُ، مشغولةً بتفاصيلها؟ |
أَيّها القلبُ – يا ندمي المُتكرِّرَ – |
هل غادرتكَ الفتاةُ ببنطالها المترجرج،ِ مسرعةً…؟ |
كيفَ لمْ تنتبهْ لحماقاتها في المرايا |
أنتَ لمْ تنتبهْ ليديكَ – ضجيعيكَ في القرِّ – |
يرتعشانِ أمامَ بياضِ يديها |
على الطاولةْ |
* * * |
3/4/1992 الكوفة – 17/9/1992 بغداد |