أرشيف الشعر العربي

ندم القرنفل

ندم القرنفل

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

مطرٌ دافيءٌ

من نُعاسِ يديكِ على عُشبِ النافذةْ

والصباحُ المشاكسُ يحشو الشوارعَ في جيبِ بنطالكِ الجينـزِ

ينسربُ العابرون وظلّي [أما كان يمكنني أنْ أشذّبَهُ؟

فلا يَفْتَحُ الزرَّ عن دفقِ البحرِ…

قلبي أنا خطئي

كلّما هذّبتْ دمَهُ حِكْمَةُ الكهلِ

أغوتهُ تجربةُ الطفلِ……]

قلتُ: تجيءُ المدينةُ

أشجارُها ندمٌ أخضرٌ يَتَفَتَّحُ تحتَ رَذَاذِ النوافيرِ،

مرتعشاً

والمصابيحُ حافيةٌ تتسلَّقُ أعلى النوافذِ

أعلى قميصكِ، منفتحاً للحَمَامِ يطيرُ إلى غابةِ السنديانْ

وأنا خلفَ دمعِ الزجاجِ الشفيفِ

أُجَفِّفُ وقتيَ بالانتظارِ

كيفَ أَجِفُّ على ورقةْ!؟

يصفّفني الناقدُ البِنْيَويُّ – على الرفِّ –

نهراً جَفتهُ الينابيعُ

ها هو وردُ الحديقةِ يَذبُلُ

قبلَ انحسارِ خريفكِ

يطمرهُ الثلجُ والذكرياتُ

أُعَلِّقُ قلبي على أيِّمَا زهرةٍ أو عمودٍ

لعلَّكِ بين المياسمِ، تكتشفينَ الطريقَ… إلى شفتي،

عبَّدَتها النساءُ بأحلامِهنَّ

وغادرنَنِي شارعاً مقفراً

يتناثرُ، بين الكلامِ، وبين الغمامِ

فلا أجدُ الآنَ لي

غيرَ طاولةٍ،

وأصابعَ من زَبَدٍ

وكتابٍ ينامُ على خدِّها،

حالِماً بالسهولِ الفسيحةِ

تحتَ رُموشِ المصابيحِ

هل غادرتكَ القصيدةُ، مشغولةً بتفاصيلها؟

أَيّها القلبُ – يا ندمي المُتكرِّرَ –

هل غادرتكَ الفتاةُ ببنطالها المترجرج،ِ مسرعةً…؟

كيفَ لمْ تنتبهْ لحماقاتها في المرايا

أنتَ لمْ تنتبهْ ليديكَ – ضجيعيكَ في القرِّ –

يرتعشانِ أمامَ بياضِ يديها

على الطاولةْ

* * *

3/4/1992 الكوفة – 17/9/1992 بغداد

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان الصائغ) .

عزلة

الثلاثون

زوبعة العطر

قطـار

تباعد