ما لابن مريم في تلك الأساطين
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما لابن مريم في تلك الأساطين | من قومه غير تبليغ وتبيين |
كانت حقيقته الروح التي غلبت | على الهواء به والنار والطين |
روح مقدسة من أمر خانقها | منفوخة فيه عن توجيه جبرين |
وجاء يدعو بني يعقوب منه إلى | مثل الذي هو فيه من تحاسين |
لأنهم كلهم أولاد آدم من | جسم ورح وتغليظ وتليين |
فقام يشرح فيهم أمر نشأته | من التجلي بأنواع التلاوين |
وقال إني وإني حسبما نقلوا | عنه على مقتضى ادراك تكوين |
وقصده أن يروا أحوال أنفسهم | كما رأى نفسه عيسى بتهوين |
فيعرفوا ربهم ذات الوجود على | ذواتهم قد تجلت في الأحايين |
فيعبدوه كعيسى في عبادته | من غير نقص وجور في الموازين |
وكان مشرب عيسى في معارفه | للخائفين يسمى بالرهابين |
والكاشفون لشمس الروح طالعة | هم الشماميس أمثال العراجين |
والقس صاحب شان في تحققه | وغير ذلك مما في الدواوين |
بمقتضى لغة الانجيل واصطلحت | عليه تلك الحواريون في الحين |
كما أتى عابد في شرعنا وأتى | مقرّب وولى أهل تمكين |
وهكذا هي ألقاب محققة | للعيسويين من تلك الأساطين |
حتى لقد نسخت تلك الأمور وقد | سرى بها الكفر في طرق الشياطين |
وما بقي الآن غير الاسم وارتفعت | حقائق الوصف عن قوم ملاعين |
فراهب كافر والقس يشبهه | في زيغه عن صراط الحق والدين |
والأمر في نفسه حق وقد ورثت | مقام عيسى به أصحاب ياسين |
من هذه الأمة الغرّا جهابذة | في صولة الحال أمثال السلاطين |
فاستعملوا كل اسم في حقيقته | بالكشف والصدق لا عن حكم تخمين |
وما تحاشوا الآن الأولياء لهم | حكم الوراثة عن حق وتعيين |
وإنه مقتضى علم الحقائق لا | علم الرسوم لنفع لا لتزيين |
فحققوا ما كشفنا عنه واعتبروا | يا عصبة الحق يكفيكم ويكفيني |