بحمد الله خلاق الوجود
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بحمد الله خلاق الوجود | توالى كل إنعام وجود |
وبالشكر الذي من كل شي | تمتع كل شي بالشهود |
ولكن للظهور تنوعات | بها خرج البطون عن القيود |
فسبحان المهيمن جل ربي | وعز عن المعاني والحدود |
وما زالت صلاة الله مني | تفوح مع السلام بعرف عود |
على المختار من بين البرايا | سليل الأكرمين من الجدود |
محمد الذي بالحق ساعي | إلى الغارات خفاق البنود |
كذا مع آله والصحب طرا | على أمد الزمان بلا نفود |
وبعد فإن تقوى الله زاد | لأهل السير في طرق السعود |
وتلك مراتب لم يخل عنها | أولو الإسلام من كل الجنود |
فتقوى العام من شرك وكفر | وأعمال من الطغيان سود |
وتقوى الخاص من كل المعاصي جميعا مع محافظة الحدود | ... |
فمن لم يتق شركا وكفرا | فعن تقوى المعاصي في صدود |
وترك الذنب ليس بطاعة من | ذوي الشرك المهيئ للخلود |
لأن الشرك لم يغفره ربي | له نار غدا ذات الوقود |
وكل عبادة فالشرط فيها | هو الإسلام حفظا للعهود |
ومن لم يتق هذا هذا | حميعا ما تنبه من رقود |
فكيف عن السوى تقواه ترجو | ولم تخرج سيوف من غمود |
وأول رتبة تقوى عوام البرية | في القيام وفي القعود |
وذاك أهم للإسلام فيما | نراه من النصيحة للوفود |
لأن النفس كاذبة ويخفى | عليها الشرك في طي الجلود |
وتجحده إذا عرفته حتى | تزيد الوصل في خلف الوعود |
وقال الله في القرآن إلا | وهم أي مشركون من الجحود |
وجاء الشرك أخفى من دبيب | لنمل في الحديث عن النقود |
وللشرك إنقسام منه قسم | جلي في النصارى واليهود |
وقسم في ذوي الإيمان خاف | عن الساهي من العبد الكنود |
وذلك في العوام لترك تقوى | ذكرناها لهم في ذي العقود |
فمن يعمل بتقواهم ويمشي | عليها في الركوع وفي السجود |
كفته عن الطريق بلا التفات | إلى تقوى الخواص ولا صعود |
فإن الاشتغال بترك ذنب | كفعل الذنب حجب عن ورود |
ولا نعني الهجوم على المعاصي | وترك الخوف مثل أولي الجحود |
ولكن كل مرتبة يؤدى | لها حق على رغم الحسود |
فحقك في عمومك ذا وذا في | خصوصك عند أرباب السعود |
وكن يا أيها الإنسان فيما | عملت من البطون إلى اللحود |
وهذا النصح مني للبرايا | به يستيقظون من الهجود |
وغير الله في الدنيا غرور | وليس يدوم ظل مع عمود |
وقد خص الإله رجال صدق | بما قد خص من كرم وجود |
لهم قدم الرسوخ على المعالي | تراهم في المرابض كالأسود |
وكل قد أجاز لمن سواه | على الترتيب في أخذ العهود |
إلى هذا المجاز حباه ربي | بأنواع الفتوح بلا سدود |
وقواه على فهم المعاني | وأرشده إلى طرق الشهود |
ومن عبد الغني نظام عقد | بسلك الدر من أبهى العقود |
على جيد الإجازة قد أضاءت | به نار الهدى بعد الخمود |
يروم به من المولى قبولا | لديه في الصدور وفي الورود |