أيها السائر بالركبان حيّ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أيها السائر بالركبان حيّ | منزلا فيه لذات الخال حي |
واحبس العيس علينا ساعة | علّ ميت الشوق أن يصبح حيّ |
وبعهدي أنّ لي قلبا وقد | ذاب حتى قد جرى من مقلتي |
وجيوش الشوق لما هجمت | فرّ صبري ولوى عني ليّ |
ليت سكان النقى لو سمحوا | ليتهم لو عطفوا يوما عليّ |
ما لقلبي ولهم يوم النوى | أنه ضاع بذياك اللويّ |
شفني السقم ولم يشف الرجا | كبدي والروح راحت من يديّ |
وكأين من ولوع لم يفد | وكأين من دموع وكأيّ |
هذه الدار وهذا شغفي | في هوى ساكنها والصبر عيّ |
كلما شمت بريقا لامعاً | من حمى نجد شواني الشوق شيّ |
ليتني نلت مناي بمنى | ليتني من وصلهم فزت بشي |
رجع الترب إلى الترب فها | وسرى النور إلى النور فهي |
والذي أعرف لا أعرفه | واختفى مذ لاح من خلف الخبيّ |
فدنا بل فتدلى لي فغدا | قاب قوسين فمني وإليّ |
نسبة صليةأ فرعية | أرث مبعوث إلينا من قصيّ |
وهي سرّ علق الروح به | يوم لا يوم طوى الا غيار طيّ |
وطوايا السرّ بالسرّ انطوت | صحت لما انتشرت يا آل طيّ |
اسفر البرقع والوجه فما | عنه يثنيني ثلاث وثنيّ |
واحد والكل فيه واحد | حب ليلى وحنين للحميّ |
وهوى بالطرف يحوي حورا | وغرام بالذي تحت القبيّ |
وبهيفاء كبدر طالع | وبظبي مائس القدّ حليّ |
وهي أسماء لديهم سميت | والمسمى دونهم ذاك لديّ |
ينظر المحبوب من طاقته | مالنا من طاقة في ذا الهويّ |
أبعد الصبر وأدنى الشوق مذ | أمسك القلب وأجرى دمعتي |
إن بدا فيه فنينا وإذاوقريبٌ وبعيدٌ هوَ عَنْ نشأة ِ الكلِّ وَفيها متزيّ | ما اختفى عنا بقينا يا أخيّسقط بيت ص |
وهو في مكتنا كعبتنا | وبه الجسم كداء وكديّ |
لا تظنوا أننا فيه ولا | هو فينا أيّ جهل ذاك أيّ |
والمعاني كلها منا وعن | شاخص الاسم لشمس الذات فيّ |
وقرا فينا علينا ذكره | مثل طه قد قرا عند أبيّ |
بحر علم نحن فيه سفن | من يرمه للبلايا يتهيّ |
كلما شئنا غرقنا فيه عن | كل شيء ولنا الداء دويّ |
أنا للسالك أمّ وأب | فتمتع بعلومي يا بنيّ |
ولنا الحق على العرش استوى | وبنا العرش على الماء السويّ |
قبلتي الكل ونور المصطفى | في صلاتي وهو أعلى قبلتيّ |
وإذا بحت بسرّي قلت لا | ذا ولا وذاك ولكن وجه ميّ |
إن أقم قمت إلى طلعتها | متخل عن سواها متهيّ |
وإذا أومأت أومأت لها | في ركوعي وسجودي للثرّي |
وتراب لتراب ينحني | حكم أمر من سواه الرشد غيّ |
والمصلى هي بالذات لنا | رحمة عمت وخصت كل شيّ |
فعموم هي نار كثفت | وخصوص لطفت نور الضويّ |
وشمال ويمين وهما | كفتا الميزان كلتا فرقتيّ |
وفرقة تعلو وأخرى سفلت | كي يحيط الأمر بالضدّين كي |
فأناس لذة القرب لهم | وأناس عندهم بالبعد كيّ |
وكلا الفعلين منصوب له | مثل فعل نصبته لام كي |
عدة الواحد قد عجلها | وبعيد لي من الواحد ليّ |
جنة العلم الإلهيّ هنا | نحن نيها وهي أعلى جنتيّ |
وغدا في جنة القدرة من | شهوات النفس أنواع الحليّ |
ولنا في نشأتينا دائما | جنة الذات ومرقاة رقيّ |
وحياة جنة عالية | دون أهل الكفر فيها كل حيّ |
وبسمع جنة لي وكذا | بصر أقطف منها زهرتيّ |
وهنا جنة خلد للإرا | دة فيها ماصبا فيها الصبيّ |
وكلام الله عندي جنة | ذات أنهار وأشجار وفيّ |
وقصور وسرور دائم | ونعيم بمهاة فظبيّ |
فهي جنات ثمان دخلت | صورتي فيهنّ للحي تحيّ |
رؤية بالعين قد حققتها | لا خيال الفكر أو رؤيا الكريّ |
واستجابت لي بما أملته | منيتي بعدا للتيا والتيّ |
حرت في أنفس أمر حيث لي | نفس حرّ هي نور في دجيّ |
أخذت من كل شيء حظها | تتفيا بظلالات إلا شيّ |
مثل طه قد حوى بنت أبي | بكر الصدّيق مع بنت حييّ |
فادخلوا يا قوم روضي إنني | في مقام فائح منه الشذيّ |
واشربوه كأس خمر من يدي | وارضعوه لبنا من ذا الثديّ |
أنا بدر الليلة الظلماء لا | صوت إلا وهو من صوتي صديّ |
كل من صغرني كبرني | مثل تصغير عليّ يا عليّ |
والذي يجهلني يعرفني | ما بصير قدره قدر العميّ |
والذي يخرج من فكرته | علمه بالنزح ماء من طوى ّ |
ليس كالنازل فيه علمه | من سحاب الغيث سيل ذو غنيّ |
فارفع البردة من نفسك عن | وجهنا تبصرنا دون الغطيّ |
وادخل الميدان ميدان الوفا | تعرف المقدام من كل فتيّ |
لا تكن أعمى وتنفي رؤية ال | نور لا يدري الوغى إلا الكميّ |
ولبيب يرعوى من كلمة | والغبي يحتاج قرعا بالعصيّ |
بالثنا أحسنت لما أحسنوا | واللهى من شأنها فتح اللهيّ |
ثم لما عسكر العقل انقضى | جاء جيش الكشف خفاق اللويّ |
واستعدّيت لأمر نلته | وتهيأت إلى السرّ المهيّ |
وتذكرت عهودا سلفت | بالتجلي يوم إحدى نشأتي |
واللييلات التي مرّت لنا | ينقضي العمر ولا أنسي الليي |
ولعبنا بنغير الغيريا | يا عمير العقل ما فعل النعيّ |
وأماطت منيتي عن وجهها | فانتهى منيّ عن الوهم النهيّ |
كنت سفليا وعلويا بها | علويا صرت في أمر يعيّ |
ثم جاء النور بالنور خلا | فة شهم هاشميّ لا أميّ |