خواطر في العلم
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
للأستاذ محمد الحليوي
العلمُ أصبحَ في أيّامنا صنماً ... وأصبح الجيل من عُبَّادِ ذا الصنم دينٌ جديدٌ بدت للِقل آيتُه ...
فآمن العقل بالآيات والكِلَمِ عصاهُ بالسحر تُنشى العُدْمَ مُعجِزةً ...
وَتبْرئُ الصخْرةَ الصَّماء من صَمَمِ وتجعَلُ في كلّ آنٍ آيةً عجباً ...
وَيَلْبِسُ الواقِعَ المشْهودَ بالحُلم فَفي الهَبَاءةِ روحُ الكَوْنِ شاَئقةٌ ...
وفي القُطَيْرَةُ آزالُ مِنَ النُّظمِ وَرةُ النّور في إشعَاعِهَا أبَدٌ ...
وزَهْرَةُ الحقْلِ لا تَخْلو من الألم كما فيه من رَحْمةٍ عمَّتْ مراحمُهَا ...
نعمْ وكم فيه من بَلْوى من نِقَم كأنهُ ربُّ (ماني)، في طبيعته ...
تصارعت آيةُ الأنوار والظلم العلمُ لا يُرتجي للحقّ يَرفَعه ...
كلا ولا هو يهدي النفْسَ للقُدسِ الغرْبُ في علمِه ساءت خلائِقُه ...
وبات في خُلقْه يمشي إلى خَنَسِ الغربُ ينعم واللَّذَّات ضاريةٌ ...
والحسَ يعرم والأفراحُ في عًرُسِ والرّوح قَفْرُ فلا إيمان يَعمُرها ...
ولا بقينَ يًضيءُ القبَسِ العلمُ هدَّم أَوْهاما مُحبَّبة ...
كانت تقيءُ لها الأرواحُ الغَلَس العلمُ هل طهَّر الأخلاق فاحترقَتْ ...
بنَارِهِ من أصيل اللوْمِ والدنَسِ العلمُ! هَلْ صَدَّ أقواماً ذَوِى حرس ...
أن يستطيلوا على قَومٍ بلا حرسِ وهل كفى أهلَهُ شتَّى مذابِحهِم ...
وكيف بات يسرْ الكَوْنِ في خرسِ؟ كفى هُراءً فإن البحر يُدهشنا ...
ونحن لَّما نزلْ في السَّاحل اليَبَسِ تونس محمد الح