قل لمن قال عن ذوي العرفان
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قل لمن قال عن ذوي العرفان | ورجال التحقيق والإيمان |
طاعنا في اعتقادهم أوهاما | وخيالا جميع ذي الأكوان |
مثل أهل الضلال ذا منك جهل | بنصوص الحديث والقرآن |
إن أهل الضلال ليسوا بشيء | حاضر عندهم ذوي إذعان |
لينا لوا ثبوت ما غاب عنهم | بل همو بالجميع في كفران |
أين منهم أهل التحقق بالله | وأهل الكمال والعرفان |
ونجوم الهدى لكل جهول | ورجوم لعصبة الشيطان |
وإذا الشمس أشرقت لا تراها | دائم الدهر أعين العميان |
إنما الله عندنا هو حق | لا سواه والكل في بطلان |
واستمع أينما تولوا فثم ال | وجه والوجه ذاته يا معاني |
لا تقل أينما تفيد مكانا | وعليه استحال كل مكان |
إنما تلك باعتبارك إذ أن | ت مع الكل في الفنا سيان |
ما عدا الوجه فهو لا شك حق | والسوى فيه باطل باقتران |
وكذا قول ربنا كل شيء | هالك كل من عليها فاني |
وحديث النبي ألا كل شيء | ما خلا الله باطل منك داني |
ولهذا بربهم قام قومي | عابديه على تقى وعيان |
جملة العارفين في كل وقت | حسنات الدهور والأزمان |
أيها المنكر الذي ليس يدري | ما الذي فيه من غرور يعاني |
قد أضاع الزمان بالقيل والقا | ل وفرط الضلال والصغيان |
يحسب النفس منه تخلق شيئا | فهو منها يبيت أسر الأماني |
كل ما أنت فيه مع من يحاكي | ك به في اللسان أو في الجنان |
عندكم ربكم خيال ووهم | وهو شيء في عقلكم ذو معاني |
وجميع الأكوان حق وصدق | عندكم بالعيان والبرهان |
لو عقلتم تعاكس الأمر فيكم | وانجلى يا مظاهر الخذلان |
لكن البغي والتنكر منكم | أوصلاكم فينا إلى الحرمان |
ولهذا ملتم على ما سوى الله | سكارى كميلة الهيمان |
وعميتم بحبكم كل شيء | وصممتم عن الهدى والبيان |
وافتتنتم بما سوى الله جهرا | واشتغلتم بلذة الحيوان |
حيث أشقت نفوسكم شهوات | عن حصول السعادة المتداني |
فقفوا عند حدّكم لاتغطوا | خبثكم بالفجور والبهتان |
ههنا غابة بها أسد حرب | مشرعات رماحهم للطعان |