هي قامت بنفسها لذويها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هي قامت بنفسها لذويها | ليس في كاسها ولا الكاس فيها |
خمرة تذهب العقول وتفنى | كل شيء لكل من يجتليها |
هاتها يا نديم واترك سواها | فسواها هي التي نعنيها |
لا تقل إنها هي الكون جهلا | إنما الكون نشو أمر يليها |
أمرها كن فكان عند سواها | وسواها اثباته ينفيها |
ليس معها شيء ومع كل شيء | هي فافهم إن كنت شهما نبيها |
هي تهدي بها لها من أرادت | فتزيل التكييف والتشبيها |
وتضلّ الذي أرادت فسلم | أمرها فيك والزم التنزيها |
واتبع الشرع مذعنا وتوسل | بعباداتها التي ترتضيها |
لا يريك الحق المبين سواها | خلّ عنك الجدال والتمويها |
قم بها دائما عليها وجاهد | صادقا في القيام تدنو إليها |
فتراها بها ولا أنت معها | إنما أنت كالحجاب عليها |
وهي ليست محجوبة فتحقق | بالفنا في البقا وأنت لديها |
لك نصحي بذلت إن كنت ممن | وفقته إن يقبل النصح فيها |
لا تظنّ التوحيد بالعقل مقبو | لا وحاذر نصر بذاك سفيها |
نعم العقل كان للشرع أصلا | بينما الشرع فيه صار بديها |
ثم أغنى بحكمه الشرع عنه | حيث أن التوحيد بالعقل عيها |
وهو شرك إذا تأملت فيه | فقد خفى عنك فاطلب التنبيها |
إن توحيد كل عقل إذا لم | يك بالشرع لا يكون وجيها |
مثل إبليس وحد الله عقلا | تاركا أمر ربه تشويها |
ليس توحيده الإله بمقبو | ل ولو كان فيه حبرا فقيها |
حيث عن أمر ربه حاد فسقا | وعلى ما نهاه كان شريها |
فهو زنديق كل شرع فحاذر | صفة فيه لم يزل يقتفيها |
قائلا إنني لغيرك لا أس | جد طعنا في الأمر عجبا وتيها |
مثل ما قالت الزنادقة الشر | ع لمن كان غافلا تمويها |
يدّعون التوحيد توحيد إبلي | س يرون الأحكام شيئا كريها |
فعليهم طول المدى وعليه | لعنة الله إن ونت قيل إيها |