أرشيف المقالات

أرجوزة غنيمة المؤانس في نظم الأفراد القرآنية لابن فارس

مدة قراءة المادة : 23 دقائق .
أرجوزة غنيمة المُؤانِس في
نظم {الأَفراد القرآنية} لابن فارِس
 

الحمدُ لله العزيز الواحدِ
الصمدِ الفردِ الكريم الماجدِ

ثم الصلاةُ والسلامُ السرمدي
على النبيِّ المصطفى محمدِ

ذي الخُلُق العالي الرفيعِ الأوحدِ
وآله وصحبه والمقتدي

وبعدُ إن هذه أرجوزة
لطيفة في بابها وجيزة

سميتُها: {غنيمة المؤانسِ}
ضمنتُها "الأفراد" لابنِ فارسِ

لكونه في بابه فريدا
فرُمتُ أن أقرّبَ البعيدا

فصحَّ مني العزمُ أنِّي أنظمُ
ما فيه من خلاصةٍ فلتغنموا

وأسأل الله القَبول والرضا
والعفو عن جميع ما مني مضى

 
فصل
في سياق ما أورده من الأفراد، غنيمة للطالبين الأمجاد، وتحفة لمن استفاد
 
الأسف

والأسَفُ: الحُزْنُ، سِوى في الزخرفِ
أي: "آسفونا": أغضبونا، فاعرفِ

وقولُه: "غضبان" بعدَه: "أسِف"
تفسيرُها: المغتاظُ عندهم أُلِفْ

 
البروج

ثم البروجُ كلُّها: الكواكبُ
إلا التي لدى النسا يا طالبُ

فإنها: القصورُ دونما مِرا
لدى ثمانٍ فوقَ سبعين تَُرى[1]

 
البر والبحر

والبَرُّ قل: هو الترابُ اليابسُ
والبحرُ يعني: الماء يا مؤانسُ

سوى الذي بالروم يا خلاني
عنى: البريةَ مع العمرانِ

 
البخس

والبخسُ: نقصانٌ، سوى بيوسفا
"بثمن بخس": حرامٍ، اعرفا[2]

 
البعل

والبعل: زوج، غير ما في الذبحِ[3]
قل: صنمٌ كما أتى في الشرحِ

 
البكم[4]

والبُكْم أي: خُرْسٌ عن الكلامِ
بشأن الايمانِ[5] بذي الإنعامِ

سوى بالاسراءِ كذا بالنحلِ
"عميا وبكما" ثُم " أبكم" يلي

 
جثياً

"جِثياً" اي: جميعًا الا الجاثيهْ
معناه: تَجثو -يا أَخِيْ-كن دَاريهْ

 
حسبان - حساب

ثُمَّتَ حُسبانٌ، حِسابٌ: العَددْ
سوى بكهفٍ أي: عذابٌ قد وردْ

 
الحسرة

وَكُلُّ حسرةٍ هي: الندامهْ
إلا بموضعٍ روى العلَّامهْ

أي: قوله: "ذلك حسرة" أتى
في آل عمران لحزنٍ يا فتى

 
الدحض - الداحض

والدحضُ والداحضُ فهو: الباطلُ
سوى بذبحٍ -اعلمنْ- يا فاضلُ

"المدحضين" عندهم قد فُسِّرا
مَن قُرعوا كما أتى بلا مِرا

 
الرجز

وَكُلُّ رجزٍ فهو: العذابُ
"والرجزَ فاهجر": صنما أجابوا

 
الريب

وَكُلُّ ريبٍ فهو: الشكُّ سوى
في سورة الطور لدى مَن قد روى

"ريب المنون" قل بغير نُكْرِ:
حوادثُ الدهر، فكن ذا صَبرِ

 
الرجم

وَكُلُّ رجمٍ فهو: القتلُ، عدا
بمريمٍ، فالشتمُ ذا قد قُصِدا

 
الزور

وَكُلُّ زورٍ فهْو-يا صاحِ-: الكذِبْ
والشركُ أيضا، غيرَ موضعٍ كُتِبْ

أعني: الذي في سورة المجادَِلَهْ[6]
فإنه: كِذْبٌ[7] فقطْ يا ناقلَهْ

 
الزكاة

وما به من الزكاةِ: المالُ
سوى الذي بمريمٍ قد قالوا

فيه بأنه هُو: التَّعَطُّفُ
من ربنا الحَنَّانِ، ذاك فاعرفوا

 
الزيغ

وَكُلُّ زيغٍ فيه فهو: الميلُ
سوى بأحزابٍ أتاك النقلُ

"إذ زاغت الأبصارُ" في التفسيرِ
أي: شخصتْ مِن غير ما نكيرِ

 
السخرية

وَكُلُّ سخريَّةٍ: استهزاءُ
سوى بزخرفٍ أتتْ أنباءُ

في قوله: "سخرياً" اي: خُدَّاما
أيضاً وأعواناً، فكن عَلَّاما

 
السكينة

كُلُّ سكينةٍ به: اطمئنانُ
سوى بموضعٍ كما أبانوا

"فيه سكينة" أتت بالبقرهْ
شيءٌ بتابوتٍ كرأسِ الهرَّهْ

 
السعير

كُلُّ سعيرٍ، فهو: النار ذَكَرْ
والسُّعُرُ: العَنَاْ بسورةِ القمرْ

 
الشيطان

وَكُلُّ شيطانٍ فإبليسَ عنى
معْ جندِه والوُلْدِ أسبابِ العَنَا

سوى "إذا خلوا..." كما في البقرهْ
تفسيرُه: الكهانُ، كن ذا تبصرهْ

 
الشهادة

وَكُلُّ ما فيه مِن الشهادهْ
لِمَن بغزوٍ ماتَ يا إسعادَهْ

أو التي على أمور الناسِ
شهادةٌ من غير ما التباسِ

سِوى بموضعٍ أتى في البقرهْ
معناه: فيه: الشُّركَا قد ذكرهْ

 
أصحاب النار

وَكُلُّ أصحابٍ لنارٍ: أهلُها
سوى بآيةٍ أتاك نقلُها

وهْي التي بسورةِ المدثرِ
أصحابُها: خُزَّانُها يا عبقري

 
الصلاة

كُلُّ صلاةٍ فيه قل: عبادةُ
كذا دعاءٌ للإله رحمةُ

إلا التي في الحج دون مريةِ
فإنها: البيوتُ للعبادةِ

 
الصمم

وَكُلُّ ما فيه -اعلمن- من الصممْ
فهْو عن استماع خيرٍ استتمْ

سوى الذي في سورة الإسراءِ
فهْو: الحقيقيُّ بلا امتراءِ

 
العذاب
 

كُلُّ عذابٍ، فهو: التعذيبُ
سوى الذي بالنورِ يا لبيبُ

فإنه: الضَّربُ، وزاد شيخُنا
أعني به: الموجانَ موضعا هنا[8]

 
القنوت

كُلُّ القُنوتِ فيه، فهْو: الطاعهْ
كما روى تفسيرَه الجماعهْ

إلا الذي في الرومِ معْها البقرهْ
فهْو: مقرُّون له ذو المغفرهْ

 
الكنز

وَكُلُّ كنزٍ، فهُو: المالُ، عدا
بالكهفِ، فهو: العلمُ كن مُسدَّدا

 
المصباح

وَكُلُّ مصباحٍ به فالكوكبُ
إلا الذي بالنور يا مهذَّبُ

فإنه: السراجُ دونما مِرا
في خمسةٍ بعد الثلاثين تُرَى

 
النكاح

وَكُلُّ ما به من النكاحِ
فإنه: التزويجُ قل يا صاحِ

إلا الذي بسادسِ النساءِ
فإنه: الحُلُمُ في الأنباءِ

 
النبأ

وَكُلُّ الانباءِ هي: الأخبارُ
سوى بموضعٍ روى الأبرارُ

"عليهمُ الأنباءُ" -فاعلمْ- في القصصْ
تفسيرُها: الحُجَجُ وُقِّيتَ الغُصَصْ

 
الورود

وَكُلُّ ما فيه من الوُرودِ
فهْو: الدخولُ، ليس بالمردُودِ

إلا الذي في قوله: "لما ورد"
أي: هجمَ-اعلم- لا دُخولَه وَرَدْ[9]

 
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها-إلا ما آتاها

وقولُ ربِّ الناس: "لا يكلفُ
الله نفسا الا وسعها" اعرفوا

يعنيْ بذاك-يا أُخيَّ-: في العملْ
إلا لدى النسا فالانفاقَ نَقَلْ[10]

 
اليأس

وَكُلُّ ما فيه من اليأسِ اعلمِ
هو: القنوطُ دونما شكٍّ نُمِيْ

سوى الذي بالرعد، فالمُعنى بهِ:
العلمُ، لا ريبَ لدى طالبهِ[11]

 
 
الصبر[12]

وَكُلُّ صبرٍ فهو: محمودٌ سِوَى
بمَوضعين اثنين عند مَن رَوَى

فهْوَ من المذمومِ في الفرقانِ
ثم لدى صادٍ بلا نكرانِ

فإنه الصبرُ على الأصنامِ
عوذا بك الله من الآثامِ[13]

 
الخاتمة

هذا الذِي أتى بهِ ابنُ فارسِ
وكَم به مِن غُرَرِ النَّفَائسِ

يَصلُحُ وقتَ الدرسِ والمُذاكَرهْ
يحلُو به اللقاءُ وَالمُحَاضرهْ

ويَنْجلي به مِنَ المَعَاني
ما فيه شَحْذُ[14] الفِكْرِ والأذهانِ

هذا وكم وكم من العجائبِ
تُدهِشُ في القرآن والأطايبِ؟!

ما حيَّرَ العقول والألبابَا
مِن حُسْنها، فدُقَّ هذا البابا

وادخُلْ فسيحَ عالمِ التدبُّرِ
وفي رحابِ الذِّكرِ قلبًا عَمِّرِ

يا ربنا يا واهبَ الإحسانِ
يا صاحبَ الفضل والامتنانِ

نوِّرْ حياتنا بذا القرآنِ
واختم لنا الحياةَ بالإيمانِ

***

نظمتُها في دارِ مُصطفى الوفِي
أعني: به نجلَ الحسين المحتَفِي

في ثغر جدةٍ بيوم السابعِ
مِن شهر شعبانَ لكل سامِعِ

7-8-1439 هـ
***
 
نص الكتاب:
قال الإمام ابن فارس رحمه الله[15]:
قد ذكرت في كتاب {جامع التأويل} عامة ما قاله المفسرون في معاني القرآن وتفسيره مما أرجو أن ينفع الله عز وجل به، غير أني أثبت في هذه الورقات: أفراد ألفاظ جاءت في كتاب الله -جل ثناؤه- تصلح للمذاكرة، فمن ذلك:
أن كل ما في كتاب الله من ذكر الأسف فمعناه: الحزن؛ كقوله تعالى في قصة يعقوب - عليه السلام -:  ﴿ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ ﴾ {يوسف: 84} إلا قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا آسَفُونَا ﴾ {الزخرف: 55 }، فإن معناه: أغضبونا، وأما قوله في قصة موسى - عليه السلام -: ﴿ غَضْبَانَ أَسِفًا ﴾ {الأعراف: 150 وطه: 86} فقال ابن عباس رضي الله عنهما: "مغتاظا".
وكل ما في القرآن من ذكر البروج فإنها: الكواكب، كقوله تعالى: ﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ﴾ {البروج: 1} إلا التي في سورة النساء: ﴿ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ۗ﴾ {78 }، فإنها: القصور الطوال المرتفعة الحصينة.
وما في القرآن من ذكر البر والبحر، فإنه يراد بالبحر: الماء وبالبر: التراب اليابس
غير واحد في سورة الروم: ﴿ ظهر الفساد في البر والبحر ﴾ {الآية: 41، فإنه بمعنى: البرية والعمران.
وقال بعض علمائنا: ﴿ في البر ﴾ قتل ابن آدم أخاه، وفي البحر أخذ الملك كل سفينة غصباً.
و " البخس " في القرآن: النقص، مثل قوله تعالى: ﴿ فلا يخاف بخساً ولا رهقاً ﴾ {الجن: 13} إلا حرفا واحدا في سورة يوسف: ﴿ وشروه بثمن بخس ﴾ {الآية: 20 }، فإن أهل التفسير قالوا: بخس: حرام.
وما في القرآن من ذكر " البعل " فهو: الزوج كقوله تعالى: ﴿ وبعولتهن أحق بردهن ﴾ {البقرة: 228} إلا حرفا واحدا في الصافات: ﴿ أتدعون بعلا ﴾ {الآية: 125 }، فإنه أراد: صنما.
وما في القرآن من ذكر " البكم " فهو: الخرس عن الكلام بالإيمان ؛ كقوله:﴿ صم بكم ﴾ {البقرة: 18} [ص: 196] إنما أراد ﴿ بكم ﴾ عن النطق والتوحيد مع صحة ألسنتهم
إلا حرفين: أحدهما في سورة بني إسرائيل: ﴿ عمياً وبكماً وصمًّا ﴾ {الإسراء: 97 }
والثاني في سورة النحل: قوله - عز وجل -: ﴿ أحدهما أبكم ﴾ {الآية: 76} فإنهما في هذين الموضعين: اللذان لا يقدران على الكلام.
وكل شيء في القرآن: جثيا فمعناه: " جميعا " إلا التي في سورة الشريعة: ﴿ وترى كل أمة جاثية ﴾ {الجاثية: 28 }، فإنه أراد: تجثو على ركبتيها.
وكل حرف في القرآن " حسبان " فهو من: العدد، غير حرف في سورة الكهف: ﴿ حسباناً من السماء ﴾ {40 }، فإنه بمعنى العذاب.
وكل ما في القرآن " حسرة " فهو: الندامة ؛ كقوله - عز وجل -: ﴿ يا حسرة على العباد ﴾ {يس: 30 }
إلا التي في سورة آل عمران: ﴿ ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم ﴾ {الآية: 156 }، فإنه يعني به: " حزنا ".
وكل شيء في القرآن: " الدحض " و " الداحض " فمعناه: الباطل؛ كقوله - عز وجل -: ﴿ حجتهم داحضة ﴾ {الشورى: 16} إلا التي في سورة الصافات: ﴿ فكان من المدحضين ﴾ {الآية: 141 }، فإنه أراد: من المقروعين.
وكل حرف في القرآن من " رجز " فهو: العذاب كقوله تعالى في قصة بني إسرائيل: ﴿ لئن كشفت عنا الرجز ﴾ {الأعراف: 134} إلا في سورة المدثر: ﴿ والرجز فاهجر ﴾ {الآية: 5 }، فإنه يعني: الصنم، فاجتنبوا عبادته.
وكل شيء في القرآن من " ريب " فهو: شك غير حرف واحد وهو قوله تعالى: ﴿ نتربص به ريب المنون ﴾ {الطور: 30 }، فإنه يعني: حوادث الدهر.
وكل شيء في القرآن " يرجمنكم " و " يرجموكم " فهو الفتك، غير التي في سورة مريم - عليها السلام -: ﴿ لأرجمنك ﴾ {الآية: 46} يعني: لأشتمنك.
[16]
وكل شيء في القرآن من " زور " فهو: الكذب، ويراد به: الشرك، غير التي في المجادلة: ﴿ منكرا من القول وزورا ﴾ {الآية: 2 }، فإنه: كذب غير شرك.
وكل شيء في القرآن من " زكاة " فهو: المال، غير التي في سورة مريم - عليها السلام -: ﴿ وحنانا من لدنا وزكاة ﴾ {الآية: 13 }، فإنه يعني: تعطفا.
وكل شيء في القرآن من " زاغوا " ولا " تزغ " فإنه من: مالوا، ولا تمل، غير واحد في سورة الأحزاب: ﴿ وإذ زاغت الأبصار ﴾ {الآية: 10} بمعنى: شخصت.
وكل شيء في القرآن من " يسخرون " و " سخرنا " فإنه يراد به: الاستهزاء غير التي في سورة الزخرف: ﴿ ليتخذ بعضهم بعضا سخريًّا ﴾ {الآية: 32 }، فإنه أراد: عونا وخدما.
وكل " سكينة " في القرآن: طمأنينة في القلب، غير واحد في سورة البقرة: ﴿ فيه سكينة من ربكم ﴾ {الآية: 248 }، فإنه يعني: شيئًا كرأس الهرة لها جناحان كانت في التابوت.
وكل شيء في القرآن من ذكر " السعير " فهو: النار والوقود إلا قوله - عز وجل -: ﴿ إن المجرمين في ضلال وسعر ﴾ {القمر: 47 }، فإنه: العناد.
وكل شيء في القرآن من ذكر " شيطان " فإنه: إبليس وجنوده وذريته إلا قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿ وإذا خلوا إلى شياطينهم ﴾ {الآية: 14 }، فإنه يريد: كهنتهم، مثل: كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب وأبي ياسر أخيه.
وكل شهيد في القرآن غير القتلى في الغزو فهم: الذين يشهدون على أمور الناس
إلا التي في سورة البقرة قوله - عز وجل -: ﴿ وادعوا شهداءكم ﴾ {الآية: 23 }، فإنه يريد: شركاءكم.
وكل ما في القرآن من " أصحاب النار " فهم: أهل النار إلا قوله: ﴿ وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ﴾ {المدثر: 31 }، فإنه يريد: خزنتها.
وكل " صلاة " في القرآن فهي: عبادة ورحمة إلا قوله تعالى: ﴿ وصلوات ومساجد ﴾ {الحج: 40 }، فإنه يريد: بيوت عبادتهم.
وكل " صمم " في القرآن فهو عن: الاستماع للإيمان، غير واحد في بني إسرائيل قوله - عز وجل -:﴿ عميا وبكما وصما ﴾ { الإسراء: 97} معناه: لا يسمعون شيئا.
وكل " عذاب " في القرآن فهو: التعذيب إلا قوله - عز وجل -: ﴿ وليشهد عذابهما ﴾ {النور: 2 }، فإنه يريد: الضرب.
و " القانتون ": المطيعون، لكن قوله - عز وجل - في البقرة ﴿ كل له قانتون ﴾ {الآية: 116} معناه: " مقرون "، وكذلك في سورة الروم: ﴿ وله من في السماوات والأرض كل له قانتون ﴾ { الآية: 26} يعني مقرون بالعبودية.
وكل " كنز " في القرآن فهو المال إلا الذي في سورة الكهف: ﴿ وكان تحته كنز لهما ﴾ {الآية: 82 }، فإنه أراد صحفا وعلما
وكل " مصباح " في القرآن فهو: الكوكب إلا الذي في سورة النور: ﴿ المصباح في زجاجة ﴾ {الآية: 35 }، فإنه السراج نفسه.
" النكاح " في القرآن: التزوج،
إلا قوله - جل ثناؤه -: ﴿ حتى إذا بلغوا النكاح ﴾ {النساء: 6 }، فإنه يعني الحلم.
النبأ " و " الأنباء " في القرآن: الأخبار، إلا قوله تعالى: ﴿ فعميت عليهم الأنباء ﴾ {القصص: 66 }، فإنه بمعنى الحجج.
" الورود " في القرآن: الدخول، إلا في القصص: ﴿ ولما ورد ماء مدين ﴾ {الآية: 23 }، يعني هجم عليه ولم يدخله.
وكل شيء في القرآن من: ﴿ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ﴾ {البقرة: 286} يعني: عن العمل إلا التي في سورة النساء الصغرى: ﴿ إلا ما آتاها ﴾ {الطلاق: 7} يعني: النفقة.
وكل شيء في القرآن من " يأس " فهو: القنوط إلا التي في الرعد ﴿ أفلم ييأس الذين آمنوا ﴾ {الآية: 31}؛ أي: ألم يعلموا.
قال ابن فارس[17]: أنشدني أبي، فارس بن زكريا:
أقول لهم بالشعب إذ يأسرونني: *** ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدمِ[18]
وكل شيء في القرآن من ذكر " الصبر ": محمود إلا قوله - عز وجل -: ﴿ لولا أن صبرنا عليها ﴾ {الفرقان: 42} و ﴿ واصبروا على آلهتكم ﴾ {ص: 6 }.
انتهى ما ذكره ابن فارس-رحمه الله وطيب ثراه-.


[1] بضم التاء أي: ترى هي، وبفتحها أي: ترى أنت.
والمراد بثمان وسبعين: رقم الآية في سورة الناء.

[2] أصلها: اعرفنْ.

[3] أي: سورة الصافات، سميت بذلك لقوله تعالى فيها: "وفديناه بذبح عظيم" آية:107.
وبهذا رمز لها الإمام ابن الجزري رحمه الله في قوله في مقدمة التجويد:
84 فُصِّلَـتْ النِّسَـا وَذِبْـحٍ حَـيْـثُ مَـا *** وَأَنْ لَـمِ المَفْـتُـوحَ كَـسْـرُ إِنَّ مَــا

[4] وسيأتي الصمم فيما بعد، وكنت أرى تقديمه مع قرينه هنا, لكن التزمت بترتيب الأصل, خاصة أنه راعى ترتيب حروف المعجم أولا فأولا.

[5] بالنقل لأجل الوزن.

[6] بفتح الدال وكسرها وجهان في تسميتها.

[7] بكسر الكاف وإسكان الذال لغة.

[8] وهو قوله تعالى في سورة النساء: قال شيخ المفسرين الطبري رحمه الله: و " العذاب " الذي ذكره الله تبارك وتعالى في هذا الموضع، هو: الحد، وذلك النصف الذي جعله الله عذابا لمن أتى بالفاحشة من الإماء إذا هن أحصن - خمسون جلدة، ونفي ستة أشهر، وذلك نصف عام.
لأن الواجب على الحرة إذا هي أتت بفاحشة قبل الإحصان بالزوج - جلد مائة ونفي حول.
فالنصف من ذلك خمسون جلدة، ونفي نصف سنة.
وذلك الذي جعله الله عذابا للإماء المحصنات إذا هن أتين بفاحشة.
والضرب المقصود به: الضرب في الحد، نسأل الله السلامة والعافية.
أفادني بهذه الفائدة شيخنا العلامة الفقيه الرباني عبد الرحمن الموجان -حفظه الله ونفعنا بعلمه- عندما قرأت عليه هذا الجزء بدارهم العامرة بمكة المكرمة.
 

[9] لا يخفى الجناس البديع بين {ورد-ورد} الأولى بمعنى : هجم كما ذكر، والثانية بمعنى جاء ونُقل وأُثر.

[10] أي: مؤلف الكتاب رحمه الوهاب.

[11] واختصرت هذين البيتين في بيت واحد، وهو:
وكل يأس فيه فالقنوطُ = والعلمُ في الرعدِ بها منوطُ

[12] وحقه التقديم قبل ذكر أصحاب النار.

[13] وأيضا: الإجرامِ.

[14] وأيضا: نُورُ.

[15] وقد نقل الإمام الزركشي في {البرهان في علوم القرآن} جميع كتاب {الأفراد} بدون ذكر مقدمة الإمام ابن فارس، مع تعليقات يسيرة، واختلافات قليلة غير كثيرة في متن الكتاب، وأتبعه بإضافات مهمة، واقتصرت في أرجوزتي هذه على ما في كتاب {الأفراد} فحسب..

[16] زاد الإمام الزركشي : قلت : وقوله ﴿ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ﴾ {الكهف : 22} أي: ظنا.
والرجم أيضا: الطرد واللعن، ومنه قيل للشيطان: رجيم.


[17] هو المؤلف نفسه، وروايته عن أبيه مما يفيد بأنه نشأ في أسرة علمية وبيئة أدبية.

[18] زاد الإمام الزركشي: قال الصاغاني: البيت لسحيم بن وثيل اليربوعي.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١