أهل المحبة في السرور الدائم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أهل المحبة في السرور الدائم | لا يحزنون ولا بلوم اللائم |
هم كذاه في هذه الدنيا كما | هم هكذا في يوم يقظة نائم |
لهم الملاح مظاهر الغيب الذي | هو ظاهر بجمال وجه دائم |
يتنعمون به هنا وهناك لا | يخفى عليهم بالمليح القائم |
أرواحهم كالشمس في أفق السما | وجسومهم شفاقة كغمائم |
هم أهل كشف يفرحون بربهم | في كل صورة أهيف متلائم |
لهم الجمال محقق بمحاسن | تبدو الملاح بها كزهر كمائم |
ولغيرهم معنى الجلال مظاهر ال | شهوات تعشقها نفوس بهائم |
في هذه الدنيا بذاك تنعموا | وكذاك في الأخرى كطير حائم |
نفس لهم لا روح تعلمهم بمن | هو نافخ فيهم لنيل غنائم |
لا يعرفون الحظ غير بطونهم | وفروجهم شوقا بكل ملائم |
ولذاك قال الله فيها كل ما | هم يشتهون يحثهم بعزائم |
أهل الحجاب لهم نعيم جسومهم | وعذابهم أن قابلوا بجرائم |
ونعيم أهل الكشف رؤية طلعة ال | محبوب بالوجه الجميل الدائم |
هو حظهم في النشأتين من الذي | عشقوه بالقلب الطهور الصائم |
إذ لا نعيم سوى نعيم شهوده | يوم اللقا بلطائف وكرائم |
هو ظاهر لعيونهم وقلوبهم | بمباسم لعس ولين قوائم |
من كل وضاح الجبين كأنه | بدر التمام محوّط بتمائم |
يختال كالغصن الرطيب بقامة | لقلوبهم فيها غناء حمائم |
كالبرق يلمع عن وجود حقيقة | نفحاتها فاحت بطيب نسائم |