حوّلوا عني من الكون لثاما
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
حوّلوا عني من الكون لثاما | وامنحوني من سنا الوجه التثاما |
يا أحبائي وبثوا نوركم | في جميعي واكشفوا عني الظلاما |
لمتى نفسي بكم نفسي كما | لم أزل لحما لديكم وعظاما |
فاجعلوني كيف ما كنت بكم | أول الأمر انمحاقا وانعداما |
حيث أنتم لا أنا لو كنت أو | لم أكن كوني بكم صار حراما |
يا جميل الوجه إحسانك لي | إن أرى وجهك بي بدرا تماما |
أنت حق وأنا الباطل لي | جولة والحق بالدولة قاما |
عن يمين الحيّ قوم نزلوا | يستظلون من القلب خياما |
أبهموا الأمر على من أبهموا | ليتني أقدر أنقى الانبهاما |
كل من يعرفهم ينكر من | نفسه معهم وجود وارتساما |
والذي يجهلهم ساء بهم | ظنه فهو على دعواه داما |
خطفوا لبيق ولم أشعر فما | حيلتي إلا الجوى والاصطلاما |
ثم منوا بتجليهم على | جملتي حالا وقالا ومقاما |
فأنا اليوم بهم انظرهم | لا بنفسي وعليه أترامى |
هذه محبوبة القلب بدت | تلبس الدهر لنا عاما فعاما |
جعلتني في ذرى هود جها | فامتلى القلب لها مني احتراما |
وتدانت فتدلت وعلت | وغلت قدرا وجلت أن تسامى |
فهي لا شيء سواها أبدا | وإن ازدادت خفاء واكتتاما |
وسواها هي في برقعها | حيث سمته خواصا وعواما |
برقع الظلمة والنور لمن | كان مأموما ومن كان إماما |
وهو أمر كيفما شاءت به | تتبدّى يقظة لي ومناما |
أيها الركب الذي ودّعنا | سائرا يقطع بيدا واكاما |
قف بسلع وروابي رامة | إن قلبي ذلك الجانب راما |
وعيوني نحوه شاخصة | تلمح البرق اعتناء واهتماما |
خذ إلى الحيّ سلامي فعسى | يبعث الحيّ إلى الميت سلاما |
وتقرّ العين بالعين وما | بيننا يرتفع البني دواما |
عظم الأمر على الأمر ولم | يكن الأمر لنا إلا كلاما |
والذي ينزل أو يصعد ما | هو إلا النقع ثبت والقتاما |
ثبت لسرا الذي كان لها | وهي كالشمس سحاب وغماما |
فترآءتها عيون هي من | ذاتها وانقسمت منها انقساما |
صدق القول فما أقربها | وهي بالعبد لنا ترمى السهاما |
عطفت سلمى عى السالم من | غيرها الوهميّ إن كان استقاما |
لا تقل يا سعد هذا جبل | إن طغى الماء به نلت اعتصاما |
واصنع الفلك بتقواك ولا | تأمن الطوفان موجا والتطاما |
كان لي في وجه سلمى أثر | من سواد فأزالته ابتساما |
وتلاقينا على النور وقد | كشفت عني الجلابيب العظاما |
صارت النفس هي القلب هنا | حيث ما زجت بها القوم الكراما |
واتحدنا واتخذنا سررا | نتكي سرّا عليها لن نضاما |
ودخلنا كلنا جنتنا | لا نرى ذلا ولا نقلى انهضاما |
فانقلوا عني وعنهم خبرا | طيبا يهدي به الله الأناما |
واذكروني عند من صلى لها | يعرف الحال ومن بالصدق صاما |
نحن إخوان الصفا نحن الأولى | نحفظ العهد كما نرعى الذماما |
عين ذاك الواحد الغيب الذي | نحن كاس الراح فيه والندامى |
نجتلي منه جمالا ظاهرا | قد فنينا فيه وجدا وغراما |
لا تلمنا أيها الغائب عن | عينه بالجفن دع هذا الملاما |
وارفع الجفن عن العين تجد | يقظة بات الورى عنها نياما |
حاجب يعلو على العين هنا | أسود يعطي اتفاقا واختصاما |
وهو حسن الوجه لا ينكره | غير أعمى عنه أو من يتعامى |
فانظروا وانتظروا الأمر الذي | هو أنتم وهو عنكم يتسامى |
حاصل الأمر جمال كله | ظاهر في الكون عفوا وانتقاما |