إنا فهمنا عنه أمثالالنا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
إنا فهمنا عنه أمثالالنا | هو ضارب فينا بخلق أكمل |
لم نضرب الأمثال نحن له ولم | نعدل عن النهج القويم الأعدل |
يرحمهم دوما وهم في عمى | عنه حمير بالغت في النهيق |
ولهم ضربنا قوله الأمثال في | حق الذين تقدموا فتأمل |
ظنونهم فيها احتقار لهم | من غير علم عندهم في الطريق |
لا تضربوا الأمثال لله الذي | قد قال ذلك في الكتاب المنزل |
كل امرئ منهم يظنّ الردى | هو الهدى والظنّ بئس الرفيق |
فالله يعلم والبرية كلهم | لا يعلمون بمجمل ومفصل |
ومتى رأينا عالما في صورة | كونية قلنا هو الحق الجلي |
سكران من خمر جهالاته | يا ليته لو كان يوما يفيق |
يا ويح قوم شبهوا ربهم | وقيدوه وهو وهو الطليق |
رام الظهور بصورة في عمله | وبها توجه للحضيض الأسفل |
يؤذونه سبحانه بالذي | قد نسبوه وهو ما لا يليق |
والكل وذ علم ولو بحقيقة | فيما مضى والآن والمستقبل |
والحق عنها قد تنزه قبلها | وهو المنزه بعدها عنها العلى |
وكم شريك أثبتوه له | به فخرّوا من مكان سحيق |
كذا له صاحبة أثبتوا | وولدا قل ذاك عبد رقيق |
والحكم فيها قد أتى منه على | ما كان منها في القديم الأول |
وهو الذي ما زال عن إطلاقه | وهي التي عن نفيها لم ننزل |
وعبدوا الأصنام جهلا وقد | خرّوا إليها سجدا بالحقيق |
وعلقوا بالبيت أصنامهم | ودنسوا البيت الحرام العتيق |
لكنها ثبتت به منه له | كشفا بعلم ليس بالمتحول |
والنار أيضاً عبدوها كما | هم يعبدون الشمس ذات الشريق |
وتخصصا بإرادة وتقدّرا | بالقدرة القصوى عن المتأمّل |
فاشهده منها مطلقا في نفسه | ومقيدا بخصوصها المتأثل |
ويعبدون العجل من جهلهم | وكفرهم بالله وهو المحيق |
وهكذا يؤذونه دائما | وهو صبور ماءهم لا يريق |
أو شئت فاشهدها به معدومة | لما تزل وهو الشهيد لها الولي |
كما حكى القرآن هذا لنا | وكان ما قد كان من كل ضيق |
إن لشهادةا والولاية كانتا | للحق حتى صارتا بالحق لي |
حتى أتى الله بنور الهدى | وزال عن إشراقه ما يعيق |
وأسفر الفجر وفاحت به | حدائق الورد وروض الشقيق |