يامَنْ هواه من القلوب مَكينُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يامَنْ هواه من القلوب مَكينُ | والماءُ في الوَجَنات منه مَعينُ |
ومن اغتدى وكأنه من حسنه | في كل عضو منه حُورٌ عِين |
وإذا تنفَّس نائماً أو لاثماً | فكأنما يتنفس النِّسرين |
أعليك في رمي القلوب وكَلْمها | نَذرٌ وفي منع الشفاء يمينُ |
ظبيٌ كأن كناسه مما ترى | فيه دماءَ العاشقين عَرينُ |
إني أعوذ بعَدْلك ابنَ محمدٍ | منه وأنت على الظَّلوم مُعين |
يامن غدا والمشتري جَدٌ له | والشمس رأيٌ والهلال جَبين |
والحلمُ سمتٌ والعفاف طويَّة ٌ | والبِر خِدنٌ والوفاء قرين |
ومن استفاض بعدله وبفضله | حتى استوى الجبار والمسكين |
ومن استجنَّ من الحوادث جارُه | فكأنه بعد الوِلاد جنين |
مَشْتاه في كنفيك يابن محمد | مشتى ً دفيء والمصيفُ كَنين |
طاب الزمان له ورقَّ غليظُه | فكأن كلَّ شهوره تشرين |
أقسمتُ ما وعد الرجاء بحاصل | إلا وجودُك بالوفاء ضمين |
تبدو ووجهك ضاحكٌ مستبشرٌ | عند السؤال وللبخيل أنين |
عنوانُ معروفٍ يكون وراءه | بَدءٌ وعَوْد من جداك ثخينُ |
فالبشرُ بالبدء الهنِّي مبشِّرٌ | والبدء بالعَود السنِّي رهين |
لازلتَ أفضلَ من يطيع إلهَه | ويطيعُه التعميرُ والتمكين |
أشكو إليك معاشراً ولعوا بنا | لهمُ كمينٌ في الصدور دفينُ |
جَدّوا بنا كالمازحين عَداوة ً | والجدُّ في بعض المِزاح مُبين |
فإذا ادّخرت لنا نصيبَ كرامة ٍ | خَانوا وهانَ عليهُم التخوين |
غلبتْ على ألبابهم شهواتُهم | فأرتهمُ مالا يزَينُ يزين |
من كل أَفوه قد أُمِدَّ بمعدة ٍ | حَرَّى يذوبُ لحرها الهِرْصين |
والنابُ منه على الأمانة خنجر | والظّفر من أظفاره سكين |
بطلُ الوقاحة لا الحياءِ كأنْ به | عن أن يخونَ أمانة ً تهوين |
يأبى مسالمة َ الأمانة مثله | أنى يسالمُ بطَّة شاهين |
إنا نُكاد ولانَكيد عدوَّنا | ثقة ً بكيد الله وهو متين |
إني أعيذك أن يراك مليكنا | ترضَى خيانتَهم وأنت أمين |
فكِّر وقل لهُم مقالة َ صادقٍ | يحتجُّ عند مقاله ويُبينُ |
يامن يهَوّن أن يخون أمانة ً | أقسمتُ أن سَيُهينك التهوين |
لايصغرنَّ لديك قدرُ خطيئة | إن المحاسبَ سجنُه السّجين |
ولعل ذا جهل يقول بجهله | إن المُعاتبَ في الطفيف مَهين |
وجوابُه نقدٌ لدينا حاضرٌ | وافٍ إذا نقص الجوابَ وَزين |
قولا له إن كان يعقِلُ إننا | قومٌ بحُبّ المُنعمين ندين |
من لا يَشحُّ على قليل نصيبِه | من برِّ سيده فذاك ظنين |
إن المحبَّ بمن أحب وبالذي | يُسدَى إليه وإن أقلَّ ضنين |
وأرى الكرامة حلية ً ماأُخليت | مِن غَيْرة ٍ فيها لها تحصين |
تَلقى الفتى الغيران ينفِث دونها | قِطَع الحريق كأنه التنين |
والغيرة ُ الشيءُ الذي لم يُلْغه | إلا خَصِيُّ السوء والعِنين |
أو قلتُ قولاً لست أجهل أنه | فيه لصدرِ مُرجِّم تخشين |
ولما أصبتُ به سوى مُتَعَرِّضٍ | وأخو العداء بما يَدينُ مَدين |
فليرضَ بالتهجين أو فلينصرف | عما يكون جزاءَه التهجين |
لايحسن الظنَّ اللئيمُ بنفسه | فالغثُّ غثٌّ والسمين سمين |
يا من عَطاياه لديه رخيصة | وثناءُ مادِحه لديه ثمين |
وإذا اعتصمتُ بجوده فكأنما | غدتِ العواصم لي وقنَّسرينُ |
فإذا التقى داعٍ له ومؤملٌ | سُمع الدعاءُ وشُفِّعَ التأمينُ |
ستَبرُّني وتسرُّني وتثيبني | وأقول فيك ويُحفَظ التدوين |