يمَّنَ اللهُ طلعة المهرجان صم كلَّ يمنٍ على الأميرِ الهِجانِ
مدة
قراءة القصيدة :
27 دقائق
.
يمَّنَ اللهُ طلعة المهرجان صم كلَّ يمنٍ على الأميرِ الهِجانِ | وأراه السرورَ فيه خصوصاً |
وعموماً في سائر الأزمان | مارأت مثل مهرجانك عينا |
أردشيرٍ ولا أنوشروانِ | مهرجانٌ كأنما صوَّرتهْ |
كيف شاءت مُخيراتُ الأماني | عانياً دَهْرهُ بحبِّ حبيب |
وفؤادي ببُغْضِك الدهر عاني | لو تراءى لجنَّة ِ الخلد صَبَّتْ |
واشرأبت بجيدها الحُسَّانِ | خُلِقتْ للأمير فيه سماءٌ |
لم يكن بدْءُ خلقِها من دخانِ | ونجومٌ مسعودة ٌ لم يُصبْها |
نحسُ بَهرام لا ولا كيوان | وأدُيل السرورُ واللهو فيه |
من جميع الهموم والأحزان | لبِستْ فيه حَلْي حَفْلتِها الدُّنْ |
يا وزافت في منظرٍ فتان | وأذالت من وشْيها كُلَّ بُردٍ |
كان قِدماً تصونُه في الصِّوان | وتبدَّتْ مثل الهَدِيِّ تهادَى |
رادع الجيْب عاطرَ الأبدان | فهْي في زينة ِ البَغيِّ ولكن |
هي في عفة ِ الحَصَان الرزَّان | كادت الأرضُ يوم ذلك تُفشي |
سِرّ بُطنانها إلى الظُهران | فتُحلّي ظهورَها مايواري |
بطنُها من معادن العقيان | وتُري فاخِر الزبرجد واليا |
قوتَ حَصْباءها بكل مكان | وتبوحُ البحارُ بالدُّرَ بَوْحاً |
وبما أضمرتْ من المَرْجان | ويرُدُّ الشبابُ في كل شيخٍ |
ويدِبُّ النشورُ في كل فاني | ويجوز الخريفُ وهو ربيعٌ |
وتَسورُ المياهُ في العيدان | وتُحيّي متونَها بثمارٍ |
يانعاتٍ قطوفهُنَّ دواني | وتَغنَّى الحمامُ بعدَ وجوم |
بفنون اللحون في الأغصانِ | وتعود الرياضُ مقتبلاتٍ |
ناعماتِ الشَّكير والأفنان | حِفلة ً بالأمير من كل شيءٍ |
واحتشاداً له من المهرجان | عجباً كيف لم يكن ذاك فيه |
وائتلافُ المياه والنيران | عجباً كيف لم يكن ذاك فيه |
واصطلاحُ الأنيس والجِنَّان | أيهذا الأميرُ أسعدك اللَّ |
هُ وأبقاكَ ماجرى العصران | ليرى المهرجانُ فيك سُلوّاً |
فله فيك أعظم السلوان | إن عداه الربيعُ واستأثر النيْ |
روزُ من دونه بذاك الأوان | فلذكر الأمير أطيبُ نشراً |
من خُزامى الربيع والأقحوان | ولَكفُّ الأمير أحمدُ منه |
أثراً في النبات والحيوان | ولَوجهُ الأمير أحسُن مما |
يكتسيه من وشيه الألوان | إن عيدا يكون حَلْياً عليه |
يكُ عن كل ماسواك لَغان | مااستبنا فقدَ الربيع عليه |
لا ولا فقدَ صوبه الهتان | ماخلا من محاسن الزهرِ الغضْ |
ضِ ولا من مَطايب الريحان | ليس فقدُ الربيع مادمتَ حياً |
ياربيعَ الأنام بالمستبان | خلَفَتْ كفك الربيعَ فجادت |
بنداها حتى التقى الثريَّان | شَبَّب المهرجانَ لهوك فيه |
فغدا من غَطارف الشبان | وكذا النيروزُ رُدَّ عليه |
بك شرخُ الشباب ذي الريعان | ولذكَّرْتَ ذا وذاك جميعاً |
سنَنَ الملك في بني ساسان | عُمِرا برهة ً على دين كسرى |
وهما الآن بعده مُسلمان | لم يكونا ليرضَيا غيرَ دينٍ |
يرتضيه الأميرُ في الأديانِ | وبعزِّ الأمير في الناس عزاً |
فيهم إذْ هما له موليانِ | فعلا منظريهما هيبة ُ العِزْ |
زِ ونور الإسلام والإيمانِ | وأَحَبَّاك حُبَّ مولى شكورٍ |
فهما وامقان بل عاشقان | كل يومٍ وليلة ٍ فَرْطُ شوق |
ونزاع إليك يطلعان | فبهذا وذاك حتى لحينا |
غُلة فَوق غُلة الظَّمآنِ | لو أصابا إلى الغِلاط سبيلا |
غالطا الحاسبين في الحُسْبان | أو يُخلي عنان ذاك وهذا |
سبَقا موقتيهما في الزمان | ولوّد إذا هما بك حَلاَّ |
لو يقيمان ثم لا يرحلان | وعزيزٌ عليهما أن يكونا |
عنك لولا الإزعاج يرتحلان | لو أطافا هناك للدهر قسراً |
حارَنا سابقَيْه أَيَّ حِرانِ | ولكادا من التنافس في وج |
هكَ خير الوجوه يجتمعان | ولَهمَّ الوردُ المُظاهَرُ والنَرْ |
جِسُ شُحاً عليك يلتقيان | وإخالُ الإيوانَ لو كان يسعى |
جاء سعياً إليك قبل الأذان | ولوافاك كي تُمهْرِجَ فيه |
غير أنْ ليس ذاك في الإمكان | وحقيقٌ في الحكم أن يوجَب ال |
إيوانُ حقَّ ابن صاحب الإيوان | فصلُ مجدِ الأمير في المجد يحكي |
فضلَ ذاك البنيان في البنيان | لاتخادع فإنما يومُ نُعم |
يومُ نُعْم الأمير لا النعمان | لو رآه النعمان أو مِلك النعْ |
مان مااستنكفا من الإذعانِ | زُخرفتْ يوم نُعمه حُجراتٌ |
جِدُّ موطوءة ٍ من الضيفان | طال غشيانهم حراها إلى أنْيمَّنَ اللهُ طلعة المِهرجانِ |
كلَّ يمنٍ على الأميرِ الهِجانِ | وأراه السرورَ فيه خصوصاً |
وعموماً في سائر الأزمان | مارأت مثل مهرجانك عينا |
أردشيرٍ ولا أنوشروانِ | مهرجانٌ كأنما صوَّرتهْ |
كيف شاءت مُخيراتُ الأماني | عانياً دَهْرهُ بحبِّ حبيب |
وفؤادي ببُغْضِك الدهر عاني | لو تراءى لجنَّة ِ الخلد صَبَّتْ |
واشرأبت بجيدها الحُسَّانِ | خُلِقتْ للأمير فيه سماءٌ |
لم يكن بدْءُ خلقِها من دخانِ | ونجومٌ مسعودة ٌ لم يُصبْها |
نحسُ بَهرام لا ولا كيوان | وأدُيل السرورُ واللهو فيه |
من جميع الهموم والأحزان | لبِستْ فيه حَلْي حَفْلتِها الدُّنْ |
يا وزافت في منظرٍ فتان | وأذالت من وشْيها كُلَّ بُردٍ |
كان قِدماً تصونُه في الصِّوان | وتبدَّتْ مثل الهَدِيِّ تهادَى |
رادع الجيْب عاطرَ الأبدان | فهْي في زينة ِ البَغيِّ ولكن |
هي في عفة ِ الحَصَان الرزَّان | كادت الأرضُ يوم ذلك تُفشي |
سِرّ بُطنانها إلى الظُهران | فتُحلّي ظهورَها مايواري |
بطنُها من معادن العقيان | وتُري فاخِر الزبرجد واليا |
قوتَ حَصْباءها بكل مكان | وتبوحُ البحارُ بالدُّرَ بَوْحاً |
وبما أضمرتْ من المَرْجان | ويرُدُّ الشبابُ في كل شيخٍ |
ويدِبُّ النشورُ في كل فاني | ويجوز الخريفُ وهو ربيعٌ |
وتَسورُ المياهُ في العيدان | وتُحيّي متونَها بثمارٍ |
يانعاتٍ قطوفهُنَّ دواني | وتَغنَّى الحمامُ بعدَ وجوم |
بفنون اللحون في الأغصانِ | وتعود الرياضُ مقتبلاتٍ |
ناعماتِ الشَّكير والأفنان | حِفلة ً بالأمير من كل شيءٍ |
واحتشاداً له من المهرجان | عجباً كيف لم يكن ذاك فيه |
وائتلافُ المياه والنيران | عجباً كيف لم يكن ذاك فيه |
واصطلاحُ الأنيس والجِنَّان | أيهذا الأميرُ أسعدك اللَّ |
هُ وأبقاكَ ماجرى العصران | ليرى المهرجانُ فيك سُلوّاً |
فله فيك أعظم السلوان | إن عداه الربيعُ واستأثر النيْ |
روزُ من دونه بذاك الأوان | فلذكر الأمير أطيبُ نشراً |
من خُزامى الربيع والأقحوان | ولَكفُّ الأمير أحمدُ منه |
أثراً في النبات والحيوان | ولَوجهُ الأمير أحسُن مما |
يكتسيه من وشيه الألوان | إن عيدا يكون حَلْياً عليه |
يكُ عن كل ماسواك لَغان | مااستبنا فقدَ الربيع عليه |
لا ولا فقدَ صوبه الهتان | ماخلا من محاسن الزهرِ الغضْ |
ضِ ولا من مَطايب الريحان | ليس فقدُ الربيع مادمتَ حياً |
ياربيعَ الأنام بالمستبان | خلَفَتْ كفك الربيعَ فجادت |
بنداها حتى التقى الثريَّان | شَبَّب المهرجانَ لهوك فيه |
فغدا من غَطارف الشبان | وكذا النيروزُ رُدَّ عليه |
بك شرخُ الشباب ذي الريعان | ولذكَّرْتَ ذا وذاك جميعاً |
سنَنَ الملك في بني ساسان | عُمِرا برهة ً على دين كسرى |
وهما الآن بعده مُسلمان | لم يكونا ليرضَيا غيرَ دينٍ |
يرتضيه الأميرُ في الأديانِ | وبعزِّ الأمير في الناس عزاً |
فيهم إذْ هما له موليانِ | فعلا منظريهما هيبة ُ العِزْ |
زِ ونور الإسلام والإيمانِ | وأَحَبَّاك حُبَّ مولى شكورٍ |
فهما وامقان بل عاشقان | كل يومٍ وليلة ٍ فَرْطُ شوق |
ونزاع إليك يطلعان | فبهذا وذاك حتى لحينا |
غُلة فَوق غُلة الظَّمآنِ | لو أصابا إلى الغِلاط سبيلا |
غالطا الحاسبين في الحُسْبان | أو يُخلي عنان ذاك وهذا |
سبَقا موقتيهما في الزمان | ولوّد إذا هما بك حَلاَّ |
لو يقيمان ثم لا يرحلان | وعزيزٌ عليهما أن يكونا |
عنك لولا الإزعاج يرتحلان | لو أطافا هناك للدهر قسراً |
حارَنا سابقَيْه أَيَّ حِرانِ | ولكادا من التنافس في وج |
هكَ خير الوجوه يجتمعان | ولَهمَّ الوردُ المُظاهَرُ والنَرْ |
جِسُ شُحاً عليك يلتقيان | وإخالُ الإيوانَ لو كان يسعى |
جاء سعياً إليك قبل الأذان | ولوافاك كي تُمهْرِجَ فيه |
غير أنْ ليس ذاك في الإمكان | وحقيقٌ في الحكم أن يوجَب ال |
إيوانُ حقَّ ابن صاحب الإيوان | فصلُ مجدِ الأمير في المجد يحكي |
فضلَ ذاك البنيان في البنيان | لاتخادع فإنما يومُ نُعم |
يومُ نُعْم الأمير لا النعمان | لو رآه النعمان أو مِلك النعْ |
مان مااستنكفا من الإذعانِ | زُخرفتْ يوم نُعمه حُجراتٌ |
جِدُّ موطوءة ٍ من الضيفان | طال غشيانهم حراها إلى أنْ |
أشكلوا من حُلولها القُطان | حُجراتٌ متَيَّمَاتٌ بناها |
من فضول المعروف أكرمُ باني | لم يكن يبتني المساكن حتى |
يتقن المجدَ أيَّما إتقانِ | فأُذيلت فيها تهاويلُ رَقْمٍ |
قائماتٌ بزينة ِ المُزْدان | ثم قام الكماة ُ صفَّين من كُلُ |
لِ عظيمٍ في قومه مَرْزُبان | كلهم مُطرقٌ إلى الأرض مُغضٍ |
وعلى سيفه هنالك حاني | هيبة ً للأمير مامنْ عرتْهُ |
بِمِلوم ملامة الهَيَّبانِ | بسطَ العُذرَ أنَّ ذاك مقامٌ |
مثلُه استَوْهل الجريء الجَنانِ | وتجلَّى على السرير جبينٌ |
ذو شعاع يجول دون العيان | يُمْكِنُ العينَ لمحة ً ثم يَنْهى |
طرفَها عن إدامة اللحظانِ | فله منه حاجبٌ قد حماه |
كلَّ عينٍ ترومه بامتهانِ | عُقِدَ التاجُ منه فوق هلالٍ |
ليس مثلَ الهلال في النُّقصان | بل هو البدرُ كلّلته سعودٌ |
طالعاتٌ في ليلة ٍ إضحيانِ | فاستوى فوق عَرْشِه بوقارٍ |
وبحلم من الحُلوم الرِّزان | وأصاخت له السماواتُ والأرْ |
ضُ ومن فيهما من السكانِ | ثم قام المُمجَّدون مثولاً |
ضاربين الصدورَ بالأذقانِ | ليس من كبرياءَ فيه ولكن |
كلُّ وجه لذلك الوجه عاني | فَثَنَوا سؤدد الأمير وعَدُّوا |
فيه آلاءه بكل لسانِ | حين لم يجشموا التريُّد لا بل |
ماتعدَّوْا ماحصَّل الكاتبانِ | جَلَّ مايحْمِلُ السرير هُناكم |
منه واسمٌ نُقله الشفتان | فقضوْا من مقالهم ماقضوْه |
ثم آبوا بالرِّفدِ والحُمْلانِ | بعدما أرتعُوا الأنامل فيما |
لاتعدَّاهُ شهوة ُ الشهوان | من خِوان كأنه قِطع الرَوْ |
ض وإن كان في مثال خوانِ | فوقه الطيرُ في الصِّحافِ وحاشا |
ذلك الذي من جفاء الجِفانِ | مارأى مثله ابنُ جُدعانَ لابل |
مارأى مثله بنوالديَّانِ | ثم سام الأميرُ سوم الملاهي |
وخلا بالمُدامِ والنُّدمان | لاالمدامُ الحرامُ لكن حلالٌ |
سُورُ نارٍ يحُثّها طابخانِ | شارك الخمرَ في اسمها ليس إلا |
أن أداموه مثلها في الدنان | وحكاها في اللون والريح والطع |
مِ ولطفِ الدبيب في الجُسمان | فهو لاخمرَ في الحقيقة لكن |
هو خمرٌ في الظن والحسبان | لم تُلْحه النارُ التي طبختْه |
بل أفادته صِبغة َ الأُرجوان | وقيانٍ كأنها أمهاتٌ |
عاطفاتٌ على بنيها حواني | مُطفِلاتٌ وما حملن جنيناً |
مرضعاتٌ ولسن ذات لَبانِ | مُلقماتٌ أطفالهَنُّ ثُدِياً |
ناهداتٍ كأحسنِ الرمان | مفعَماتٍ كأنها حافلاتٌ |
وهي صفرٌ من دِرَّة ِ الألبان | كلُّ طفلٍ يُدعى بأسماءَ شتى |
بين عودٍ ومِزْهَرِ وكِرانِ | أمُّهُ دهرَها تُتَرجمُ عنه |
وهو بادي الغنى عن الترجمان | غير أن ليس ينطِقُ الدهرَ إلاَّ |
بالتزامٍ من أمهِ واحتضان | أوتيَ الحكمَ والبيانَ صبيا |
مثل عيسى ابن مريمَ ذي الحَنانِ | فتراه يفري الفَري بلفظٍ |
قائم الوزن عادلِ الميزانِ | لوتُسلَّى به حديثة ُ رُزءٍ |
لشفي داءَ صدرها الحَرَّانِ | عجباً منه كيف يُسلي ويُلهي |
مع تهييجه على الأشجان | يُذْكر الشجوَ مُسليا عنه والسلْ |
وانُ ممَّا يكون في النسيان | فترى في الذي يُصيخُ إليه |
أمِراتِ المحزون والجَذلانِ | لو رقا المُخبتين أصغوا إليه |
ولجرُّوا له ذيول افتتانِ | يعتري السامعين منه حنين النِّي |
ب فرَّقتهنَّ بعد اقترانِ | أو حنِينُ العُوذِ الروائم بالدهْ |
ناء أفردتهنّ من جيرانِ | فكأنَّ القلوبَ إذ ذاك يَذْكرْ |
نَ عهودا لهنَّ في أوطانِ | فنفثن السماعَ في أذْنِ خِرق |
أريحيّ عليه ثَرِّ البنان | وتَغنَّته بالمدائح فيه |
كلُّ غيداء غادة مِفتانِ | ذاتِ صوتٍ تَهزُّه كيف شاءتْ |
مثلَ ماهزَّتْ الصبا غصنَ بان | يتثنى فينفُضُ الطلَّ عنه |
في تثنِّيه مثلَ حبِّ الجمان | ذلك الصوتُ في المسامِع يحكي |
ذلك الغصنَ في العيون الرواني | جَهْوريٌّ بلا جفاءٍ على السَّمْ |
ع مشوبٌ بُغنَّة ِ الغِزلان | فيه بَمٌّ وفيه زِير من النَعَ |
مِ وفيه مَثالثَ وَمَثاني | فتراهُ يَجل في السمع حينا |
وتَراه يَدقُّ في الأحيان | رخَّمتْهُ ورقرقته وضاهَى |
فعلَها الأحمران والأسمرانِ | فهو يحكي ترقرق النِّهي في الري |
ح لعينيْ ذي غُلَّة صديان | يلِجُ السمعَ مستمرا إلى القله يمَّنَ اللهُ طلعة المِهرجانِ |
كلَّ يمنٍ على الأميرِ الهِجانِ | وأراه السرورَ فيه خصوصاً |
وعموماً في سائر الأزمان | مارأت مثل مهرجانك عينا |
أردشيرٍ ولا أنوشروانِ | مهرجانٌ كأنما صوَّرتهْ |
كيف شاءت مُخيراتُ الأماني | عانياً دَهْرهُ بحبِّ حبيب |
وفؤادي ببُغْضِك الدهر عاني | لو تراءى لجنَّة ِ الخلد صَبَّتْ |
واشرأبت بجيدها الحُسَّانِ | خُلِقتْ للأمير فيه سماءٌ |
لم يكن بدْءُ خلقِها من دخانِ | ونجومٌ مسعودة ٌ لم يُصبْها |
نحسُ بَهرام لا ولا كيوان | وأدُيل السرورُ واللهو فيه |
من جميع الهموم والأحزان | لبِستْ فيه حَلْي حَفْلتِها الدُّنْ |
يا وزافت في منظرٍ فتان | وأذالت من وشْيها كُلَّ بُردٍ |
كان قِدماً تصونُه في الصِّوان | وتبدَّتْ مثل الهَدِيِّ تهادَى |
رادع الجيْب عاطرَ الأبدان | فهْي في زينة ِ البَغيِّ ولكن |
هي في عفة ِ الحَصَان الرزَّان | كادت الأرضُ يوم ذلك تُفشي |
سِرّ بُطنانها إلى الظُهران | فتُحلّي ظهورَها مايواري |
بطنُها من معادن العقيان | وتُري فاخِر الزبرجد واليا |
قوتَ حَصْباءها بكل مكان | وتبوحُ البحارُ بالدُّرَ بَوْحاً |
وبما أضمرتْ من المَرْجان | ويرُدُّ الشبابُ في كل شيخٍ |
ويدِبُّ النشورُ في كل فاني | ويجوز الخريفُ وهو ربيعٌ |
وتَسورُ المياهُ في العيدان | وتُحيّي متونَها بثمارٍ |
يانعاتٍ قطوفهُنَّ دواني | وتَغنَّى الحمامُ بعدَ وجوم |
بفنون اللحون في الأغصانِ | وتعود الرياضُ مقتبلاتٍ |
ناعماتِ الشَّكير والأفنان | حِفلة ً بالأمير من كل شيءٍ |
واحتشاداً له من المهرجان | عجباً كيف لم يكن ذاك فيه |
وائتلافُ المياه والنيران | عجباً كيف لم يكن ذاك فيه |
واصطلاحُ الأنيس والجِنَّان | أيهذا الأميرُ أسعدك اللَّ |
هُ وأبقاكَ ماجرى العصران | ليرى المهرجانُ فيك سُلوّاً |
فله فيك أعظم السلوان | إن عداه الربيعُ واستأثر النيْ |
روزُ من دونه بذاك الأوان | فلذكر الأمير أطيبُ نشراً |
من خُزامى الربيع والأقحوان | ولَكفُّ الأمير أحمدُ منه |
أثراً في النبات والحيوان | ولَوجهُ الأمير أحسُن مما |
يكتسيه من وشيه الألوان | إن عيدا يكون حَلْياً عليه |
يكُ عن كل ماسواك لَغان | مااستبنا فقدَ الربيع عليه |
لا ولا فقدَ صوبه الهتان | ماخلا من محاسن الزهرِ الغضْ |
ضِ ولا من مَطايب الريحان | ليس فقدُ الربيع مادمتَ حياً |
ياربيعَ الأنام بالمستبان | خلَفَتْ كفك الربيعَ فجادت |
بنداها حتى التقى الثريَّان | شَبَّب المهرجانَ لهوك فيه |
فغدا من غَطارف الشبان | وكذا النيروزُ رُدَّ عليه |
بك شرخُ الشباب ذي الريعان | ولذكَّرْتَ ذا وذاك جميعاً |
سنَنَ الملك في بني ساسان | عُمِرا برهة ً على دين كسرى |
وهما الآن بعده مُسلمان | لم يكونا ليرضَيا غيرَ دينٍ |
يرتضيه الأميرُ في الأديانِ | وبعزِّ الأمير في الناس عزاً |
فيهم إذْ هما له موليانِ | فعلا منظريهما هيبة ُ العِزْ |
زِ ونور الإسلام والإيمانِ | وأَحَبَّاك حُبَّ مولى شكورٍ |
فهما وامقان بل عاشقان | كل يومٍ وليلة ٍ فَرْطُ شوق |
ونزاع إليك يطلعان | فبهذا وذاك حتى لحينا |
غُلة فَوق غُلة الظَّمآنِ | لو أصابا إلى الغِلاط سبيلا |
غالطا الحاسبين في الحُسْبان | أو يُخلي عنان ذاك وهذا |
سبَقا موقتيهما في الزمان | ولوّد إذا هما بك حَلاَّ |
لو يقيمان ثم لا يرحلان | وعزيزٌ عليهما أن يكونا |
عنك لولا الإزعاج يرتحلان | لو أطافا هناك للدهر قسراً |
حارَنا سابقَيْه أَيَّ حِرانِ | ولكادا من التنافس في وج |
هكَ خير الوجوه يجتمعان | ولَهمَّ الوردُ المُظاهَرُ والنَرْ |
جِسُ شُحاً عليك يلتقيان | وإخالُ الإيوانَ لو كان يسعى |
جاء سعياً إليك قبل الأذان | ولوافاك كي تُمهْرِجَ فيه |
غير أنْ ليس ذاك في الإمكان | وحقيقٌ في الحكم أن يوجَب ال |
إيوانُ حقَّ ابن صاحب الإيوان | فصلُ مجدِ الأمير في المجد يحكي |
فضلَ ذاك البنيان في البنيان | لاتخادع فإنما يومُ نُعم |
يومُ نُعْم الأمير لا النعمان | لو رآه النعمان أو مِلك النعْ |
مان مااستنكفا من الإذعانِ | زُخرفتْ يوم نُعمه حُجراتٌ |
جِدُّ موطوءة ٍ من الضيفان | طال غشيانهم حراها إلى أنْ |
أشكلوا من حُلولها القُطان | حُجراتٌ متَيَّمَاتٌ بناها |
من فضول المعروف أكرمُ باني | لم يكن يبتني المساكن حتى |
يتقن المجدَ أيَّما إتقانِ | فأُذيلت فيها تهاويلُ رَقْمٍ |
قائماتٌ بزينة ِ المُزْدان | ثم قام الكماة ُ صفَّين من كُلُ |
لِ عظيمٍ في قومه مَرْزُبان | كلهم مُطرقٌ إلى الأرض مُغضٍ |
وعلى سيفه هنالك حاني | هيبة ً للأمير مامنْ عرتْهُ |
بِمِلوم ملامة الهَيَّبانِ | بسطَ العُذرَ أنَّ ذاك مقامٌ |
مثلُه استَوْهل الجريء الجَنانِ | وتجلَّى على السرير جبينٌ |
ذو شعاع يجول دون العيان | يُمْكِنُ العينَ لمحة ً ثم يَنْهى |
طرفَها عن إدامة اللحظانِ | فله منه حاجبٌ قد حماه |
كلَّ عينٍ ترومه بامتهانِ | عُقِدَ التاجُ منه فوق هلالٍ |
ليس مثلَ الهلال في النُّقصان | بل هو البدرُ كلّلته سعودٌ |
طالعاتٌ في ليلة ٍ إضحيانِ | فاستوى فوق عَرْشِه بوقارٍ |
وبحلم من الحُلوم الرِّزان | وأصاخت له السماواتُ والأرْ |
ضُ ومن فيهما من السكانِ | ثم قام المُمجَّدون مثولاً |
ضاربين الصدورَ بالأذقانِ | ليس من كبرياءَ فيه ولكن |
كلُّ وجه لذلك الوجه عاني | فَثَنَوا سؤدد الأمير وعَدُّوا |
فيه آلاءه بكل لسانِ | حين لم يجشموا التريُّد لا بل |
ماتعدَّوْا ماحصَّل الكاتبانِ | جَلَّ مايحْمِلُ السرير هُناكم |
منه واسمٌ نُقله الشفتان | فقضوْا من مقالهم ماقضوْه |
ثم آبوا بالرِّفدِ والحُمْلانِ | بعدما أرتعُوا الأنامل فيما |
لاتعدَّاهُ شهوة ُ الشهوان | من خِوان كأنه قِطع الرَوْ |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ابن الرومي) . |