أرشيف الشعر العربي

يمَّنَ اللهُ طلعة المهرجان صم كلَّ يمنٍ على الأميرِ الهِجانِ

يمَّنَ اللهُ طلعة المهرجان صم كلَّ يمنٍ على الأميرِ الهِجانِ

مدة قراءة القصيدة : 27 دقائق .
يمَّنَ اللهُ طلعة المهرجان صم كلَّ يمنٍ على الأميرِ الهِجانِ وأراه السرورَ فيه خصوصاً
وعموماً في سائر الأزمان مارأت مثل مهرجانك عينا
أردشيرٍ ولا أنوشروانِ مهرجانٌ كأنما صوَّرتهْ
كيف شاءت مُخيراتُ الأماني عانياً دَهْرهُ بحبِّ حبيب
وفؤادي ببُغْضِك الدهر عاني لو تراءى لجنَّة ِ الخلد صَبَّتْ
واشرأبت بجيدها الحُسَّانِ خُلِقتْ للأمير فيه سماءٌ
لم يكن بدْءُ خلقِها من دخانِ ونجومٌ مسعودة ٌ لم يُصبْها
نحسُ بَهرام لا ولا كيوان وأدُيل السرورُ واللهو فيه
من جميع الهموم والأحزان لبِستْ فيه حَلْي حَفْلتِها الدُّنْ
يا وزافت في منظرٍ فتان وأذالت من وشْيها كُلَّ بُردٍ
كان قِدماً تصونُه في الصِّوان وتبدَّتْ مثل الهَدِيِّ تهادَى
رادع الجيْب عاطرَ الأبدان فهْي في زينة ِ البَغيِّ ولكن
هي في عفة ِ الحَصَان الرزَّان كادت الأرضُ يوم ذلك تُفشي
سِرّ بُطنانها إلى الظُهران فتُحلّي ظهورَها مايواري
بطنُها من معادن العقيان وتُري فاخِر الزبرجد واليا
قوتَ حَصْباءها بكل مكان وتبوحُ البحارُ بالدُّرَ بَوْحاً
وبما أضمرتْ من المَرْجان ويرُدُّ الشبابُ في كل شيخٍ
ويدِبُّ النشورُ في كل فاني ويجوز الخريفُ وهو ربيعٌ
وتَسورُ المياهُ في العيدان وتُحيّي متونَها بثمارٍ
يانعاتٍ قطوفهُنَّ دواني وتَغنَّى الحمامُ بعدَ وجوم
بفنون اللحون في الأغصانِ وتعود الرياضُ مقتبلاتٍ
ناعماتِ الشَّكير والأفنان حِفلة ً بالأمير من كل شيءٍ
واحتشاداً له من المهرجان عجباً كيف لم يكن ذاك فيه
وائتلافُ المياه والنيران عجباً كيف لم يكن ذاك فيه
واصطلاحُ الأنيس والجِنَّان أيهذا الأميرُ أسعدك اللَّ
هُ وأبقاكَ ماجرى العصران ليرى المهرجانُ فيك سُلوّاً
فله فيك أعظم السلوان إن عداه الربيعُ واستأثر النيْ
روزُ من دونه بذاك الأوان فلذكر الأمير أطيبُ نشراً
من خُزامى الربيع والأقحوان ولَكفُّ الأمير أحمدُ منه
أثراً في النبات والحيوان ولَوجهُ الأمير أحسُن مما
يكتسيه من وشيه الألوان إن عيدا يكون حَلْياً عليه
يكُ عن كل ماسواك لَغان مااستبنا فقدَ الربيع عليه
لا ولا فقدَ صوبه الهتان ماخلا من محاسن الزهرِ الغضْ
ضِ ولا من مَطايب الريحان ليس فقدُ الربيع مادمتَ حياً
ياربيعَ الأنام بالمستبان خلَفَتْ كفك الربيعَ فجادت
بنداها حتى التقى الثريَّان شَبَّب المهرجانَ لهوك فيه
فغدا من غَطارف الشبان وكذا النيروزُ رُدَّ عليه
بك شرخُ الشباب ذي الريعان ولذكَّرْتَ ذا وذاك جميعاً
سنَنَ الملك في بني ساسان عُمِرا برهة ً على دين كسرى
وهما الآن بعده مُسلمان لم يكونا ليرضَيا غيرَ دينٍ
يرتضيه الأميرُ في الأديانِ وبعزِّ الأمير في الناس عزاً
فيهم إذْ هما له موليانِ فعلا منظريهما هيبة ُ العِزْ
زِ ونور الإسلام والإيمانِ وأَحَبَّاك حُبَّ مولى شكورٍ
فهما وامقان بل عاشقان كل يومٍ وليلة ٍ فَرْطُ شوق
ونزاع إليك يطلعان فبهذا وذاك حتى لحينا
غُلة فَوق غُلة الظَّمآنِ لو أصابا إلى الغِلاط سبيلا
غالطا الحاسبين في الحُسْبان أو يُخلي عنان ذاك وهذا
سبَقا موقتيهما في الزمان ولوّد إذا هما بك حَلاَّ
لو يقيمان ثم لا يرحلان وعزيزٌ عليهما أن يكونا
عنك لولا الإزعاج يرتحلان لو أطافا هناك للدهر قسراً
حارَنا سابقَيْه أَيَّ حِرانِ ولكادا من التنافس في وج
هكَ خير الوجوه يجتمعان ولَهمَّ الوردُ المُظاهَرُ والنَرْ
جِسُ شُحاً عليك يلتقيان وإخالُ الإيوانَ لو كان يسعى
جاء سعياً إليك قبل الأذان ولوافاك كي تُمهْرِجَ فيه
غير أنْ ليس ذاك في الإمكان وحقيقٌ في الحكم أن يوجَب ال
إيوانُ حقَّ ابن صاحب الإيوان فصلُ مجدِ الأمير في المجد يحكي
فضلَ ذاك البنيان في البنيان لاتخادع فإنما يومُ نُعم
يومُ نُعْم الأمير لا النعمان لو رآه النعمان أو مِلك النعْ
مان مااستنكفا من الإذعانِ زُخرفتْ يوم نُعمه حُجراتٌ
جِدُّ موطوءة ٍ من الضيفان طال غشيانهم حراها إلى أنْيمَّنَ اللهُ طلعة المِهرجانِ
كلَّ يمنٍ على الأميرِ الهِجانِ وأراه السرورَ فيه خصوصاً
وعموماً في سائر الأزمان مارأت مثل مهرجانك عينا
أردشيرٍ ولا أنوشروانِ مهرجانٌ كأنما صوَّرتهْ
كيف شاءت مُخيراتُ الأماني عانياً دَهْرهُ بحبِّ حبيب
وفؤادي ببُغْضِك الدهر عاني لو تراءى لجنَّة ِ الخلد صَبَّتْ
واشرأبت بجيدها الحُسَّانِ خُلِقتْ للأمير فيه سماءٌ
لم يكن بدْءُ خلقِها من دخانِ ونجومٌ مسعودة ٌ لم يُصبْها
نحسُ بَهرام لا ولا كيوان وأدُيل السرورُ واللهو فيه
من جميع الهموم والأحزان لبِستْ فيه حَلْي حَفْلتِها الدُّنْ
يا وزافت في منظرٍ فتان وأذالت من وشْيها كُلَّ بُردٍ
كان قِدماً تصونُه في الصِّوان وتبدَّتْ مثل الهَدِيِّ تهادَى
رادع الجيْب عاطرَ الأبدان فهْي في زينة ِ البَغيِّ ولكن
هي في عفة ِ الحَصَان الرزَّان كادت الأرضُ يوم ذلك تُفشي
سِرّ بُطنانها إلى الظُهران فتُحلّي ظهورَها مايواري
بطنُها من معادن العقيان وتُري فاخِر الزبرجد واليا
قوتَ حَصْباءها بكل مكان وتبوحُ البحارُ بالدُّرَ بَوْحاً
وبما أضمرتْ من المَرْجان ويرُدُّ الشبابُ في كل شيخٍ
ويدِبُّ النشورُ في كل فاني ويجوز الخريفُ وهو ربيعٌ
وتَسورُ المياهُ في العيدان وتُحيّي متونَها بثمارٍ
يانعاتٍ قطوفهُنَّ دواني وتَغنَّى الحمامُ بعدَ وجوم
بفنون اللحون في الأغصانِ وتعود الرياضُ مقتبلاتٍ
ناعماتِ الشَّكير والأفنان حِفلة ً بالأمير من كل شيءٍ
واحتشاداً له من المهرجان عجباً كيف لم يكن ذاك فيه
وائتلافُ المياه والنيران عجباً كيف لم يكن ذاك فيه
واصطلاحُ الأنيس والجِنَّان أيهذا الأميرُ أسعدك اللَّ
هُ وأبقاكَ ماجرى العصران ليرى المهرجانُ فيك سُلوّاً
فله فيك أعظم السلوان إن عداه الربيعُ واستأثر النيْ
روزُ من دونه بذاك الأوان فلذكر الأمير أطيبُ نشراً
من خُزامى الربيع والأقحوان ولَكفُّ الأمير أحمدُ منه
أثراً في النبات والحيوان ولَوجهُ الأمير أحسُن مما
يكتسيه من وشيه الألوان إن عيدا يكون حَلْياً عليه
يكُ عن كل ماسواك لَغان مااستبنا فقدَ الربيع عليه
لا ولا فقدَ صوبه الهتان ماخلا من محاسن الزهرِ الغضْ
ضِ ولا من مَطايب الريحان ليس فقدُ الربيع مادمتَ حياً
ياربيعَ الأنام بالمستبان خلَفَتْ كفك الربيعَ فجادت
بنداها حتى التقى الثريَّان شَبَّب المهرجانَ لهوك فيه
فغدا من غَطارف الشبان وكذا النيروزُ رُدَّ عليه
بك شرخُ الشباب ذي الريعان ولذكَّرْتَ ذا وذاك جميعاً
سنَنَ الملك في بني ساسان عُمِرا برهة ً على دين كسرى
وهما الآن بعده مُسلمان لم يكونا ليرضَيا غيرَ دينٍ
يرتضيه الأميرُ في الأديانِ وبعزِّ الأمير في الناس عزاً
فيهم إذْ هما له موليانِ فعلا منظريهما هيبة ُ العِزْ
زِ ونور الإسلام والإيمانِ وأَحَبَّاك حُبَّ مولى شكورٍ
فهما وامقان بل عاشقان كل يومٍ وليلة ٍ فَرْطُ شوق
ونزاع إليك يطلعان فبهذا وذاك حتى لحينا
غُلة فَوق غُلة الظَّمآنِ لو أصابا إلى الغِلاط سبيلا
غالطا الحاسبين في الحُسْبان أو يُخلي عنان ذاك وهذا
سبَقا موقتيهما في الزمان ولوّد إذا هما بك حَلاَّ
لو يقيمان ثم لا يرحلان وعزيزٌ عليهما أن يكونا
عنك لولا الإزعاج يرتحلان لو أطافا هناك للدهر قسراً
حارَنا سابقَيْه أَيَّ حِرانِ ولكادا من التنافس في وج
هكَ خير الوجوه يجتمعان ولَهمَّ الوردُ المُظاهَرُ والنَرْ
جِسُ شُحاً عليك يلتقيان وإخالُ الإيوانَ لو كان يسعى
جاء سعياً إليك قبل الأذان ولوافاك كي تُمهْرِجَ فيه
غير أنْ ليس ذاك في الإمكان وحقيقٌ في الحكم أن يوجَب ال
إيوانُ حقَّ ابن صاحب الإيوان فصلُ مجدِ الأمير في المجد يحكي
فضلَ ذاك البنيان في البنيان لاتخادع فإنما يومُ نُعم
يومُ نُعْم الأمير لا النعمان لو رآه النعمان أو مِلك النعْ
مان مااستنكفا من الإذعانِ زُخرفتْ يوم نُعمه حُجراتٌ
جِدُّ موطوءة ٍ من الضيفان طال غشيانهم حراها إلى أنْ
أشكلوا من حُلولها القُطان حُجراتٌ متَيَّمَاتٌ بناها
من فضول المعروف أكرمُ باني لم يكن يبتني المساكن حتى
يتقن المجدَ أيَّما إتقانِ فأُذيلت فيها تهاويلُ رَقْمٍ
قائماتٌ بزينة ِ المُزْدان ثم قام الكماة ُ صفَّين من كُلُ
لِ عظيمٍ في قومه مَرْزُبان كلهم مُطرقٌ إلى الأرض مُغضٍ
وعلى سيفه هنالك حاني هيبة ً للأمير مامنْ عرتْهُ
بِمِلوم ملامة الهَيَّبانِ بسطَ العُذرَ أنَّ ذاك مقامٌ
مثلُه استَوْهل الجريء الجَنانِ وتجلَّى على السرير جبينٌ
ذو شعاع يجول دون العيان يُمْكِنُ العينَ لمحة ً ثم يَنْهى
طرفَها عن إدامة اللحظانِ فله منه حاجبٌ قد حماه
كلَّ عينٍ ترومه بامتهانِ عُقِدَ التاجُ منه فوق هلالٍ
ليس مثلَ الهلال في النُّقصان بل هو البدرُ كلّلته سعودٌ
طالعاتٌ في ليلة ٍ إضحيانِ فاستوى فوق عَرْشِه بوقارٍ
وبحلم من الحُلوم الرِّزان وأصاخت له السماواتُ والأرْ
ضُ ومن فيهما من السكانِ ثم قام المُمجَّدون مثولاً
ضاربين الصدورَ بالأذقانِ ليس من كبرياءَ فيه ولكن
كلُّ وجه لذلك الوجه عاني فَثَنَوا سؤدد الأمير وعَدُّوا
فيه آلاءه بكل لسانِ حين لم يجشموا التريُّد لا بل
ماتعدَّوْا ماحصَّل الكاتبانِ جَلَّ مايحْمِلُ السرير هُناكم
منه واسمٌ نُقله الشفتان فقضوْا من مقالهم ماقضوْه
ثم آبوا بالرِّفدِ والحُمْلانِ بعدما أرتعُوا الأنامل فيما
لاتعدَّاهُ شهوة ُ الشهوان من خِوان كأنه قِطع الرَوْ
ض وإن كان في مثال خوانِ فوقه الطيرُ في الصِّحافِ وحاشا
ذلك الذي من جفاء الجِفانِ مارأى مثله ابنُ جُدعانَ لابل
مارأى مثله بنوالديَّانِ ثم سام الأميرُ سوم الملاهي
وخلا بالمُدامِ والنُّدمان لاالمدامُ الحرامُ لكن حلالٌ
سُورُ نارٍ يحُثّها طابخانِ شارك الخمرَ في اسمها ليس إلا
أن أداموه مثلها في الدنان وحكاها في اللون والريح والطع
مِ ولطفِ الدبيب في الجُسمان فهو لاخمرَ في الحقيقة لكن
هو خمرٌ في الظن والحسبان لم تُلْحه النارُ التي طبختْه
بل أفادته صِبغة َ الأُرجوان وقيانٍ كأنها أمهاتٌ
عاطفاتٌ على بنيها حواني مُطفِلاتٌ وما حملن جنيناً
مرضعاتٌ ولسن ذات لَبانِ مُلقماتٌ أطفالهَنُّ ثُدِياً
ناهداتٍ كأحسنِ الرمان مفعَماتٍ كأنها حافلاتٌ
وهي صفرٌ من دِرَّة ِ الألبان كلُّ طفلٍ يُدعى بأسماءَ شتى
بين عودٍ ومِزْهَرِ وكِرانِ أمُّهُ دهرَها تُتَرجمُ عنه
وهو بادي الغنى عن الترجمان غير أن ليس ينطِقُ الدهرَ إلاَّ
بالتزامٍ من أمهِ واحتضان أوتيَ الحكمَ والبيانَ صبيا
مثل عيسى ابن مريمَ ذي الحَنانِ فتراه يفري الفَري بلفظٍ
قائم الوزن عادلِ الميزانِ لوتُسلَّى به حديثة ُ رُزءٍ
لشفي داءَ صدرها الحَرَّانِ عجباً منه كيف يُسلي ويُلهي
مع تهييجه على الأشجان يُذْكر الشجوَ مُسليا عنه والسلْ
وانُ ممَّا يكون في النسيان فترى في الذي يُصيخُ إليه
أمِراتِ المحزون والجَذلانِ لو رقا المُخبتين أصغوا إليه
ولجرُّوا له ذيول افتتانِ يعتري السامعين منه حنين النِّي
ب فرَّقتهنَّ بعد اقترانِ أو حنِينُ العُوذِ الروائم بالدهْ
ناء أفردتهنّ من جيرانِ فكأنَّ القلوبَ إذ ذاك يَذْكرْ
نَ عهودا لهنَّ في أوطانِ فنفثن السماعَ في أذْنِ خِرق
أريحيّ عليه ثَرِّ البنان وتَغنَّته بالمدائح فيه
كلُّ غيداء غادة مِفتانِ ذاتِ صوتٍ تَهزُّه كيف شاءتْ
مثلَ ماهزَّتْ الصبا غصنَ بان يتثنى فينفُضُ الطلَّ عنه
في تثنِّيه مثلَ حبِّ الجمان ذلك الصوتُ في المسامِع يحكي
ذلك الغصنَ في العيون الرواني جَهْوريٌّ بلا جفاءٍ على السَّمْ
ع مشوبٌ بُغنَّة ِ الغِزلان فيه بَمٌّ وفيه زِير من النَعَ
مِ وفيه مَثالثَ وَمَثاني فتراهُ يَجل في السمع حينا
وتَراه يَدقُّ في الأحيان رخَّمتْهُ ورقرقته وضاهَى
فعلَها الأحمران والأسمرانِ فهو يحكي ترقرق النِّهي في الري
ح لعينيْ ذي غُلَّة صديان يلِجُ السمعَ مستمرا إلى القله يمَّنَ اللهُ طلعة المِهرجانِ
كلَّ يمنٍ على الأميرِ الهِجانِ وأراه السرورَ فيه خصوصاً
وعموماً في سائر الأزمان مارأت مثل مهرجانك عينا
أردشيرٍ ولا أنوشروانِ مهرجانٌ كأنما صوَّرتهْ
كيف شاءت مُخيراتُ الأماني عانياً دَهْرهُ بحبِّ حبيب
وفؤادي ببُغْضِك الدهر عاني لو تراءى لجنَّة ِ الخلد صَبَّتْ
واشرأبت بجيدها الحُسَّانِ خُلِقتْ للأمير فيه سماءٌ
لم يكن بدْءُ خلقِها من دخانِ ونجومٌ مسعودة ٌ لم يُصبْها
نحسُ بَهرام لا ولا كيوان وأدُيل السرورُ واللهو فيه
من جميع الهموم والأحزان لبِستْ فيه حَلْي حَفْلتِها الدُّنْ
يا وزافت في منظرٍ فتان وأذالت من وشْيها كُلَّ بُردٍ
كان قِدماً تصونُه في الصِّوان وتبدَّتْ مثل الهَدِيِّ تهادَى
رادع الجيْب عاطرَ الأبدان فهْي في زينة ِ البَغيِّ ولكن
هي في عفة ِ الحَصَان الرزَّان كادت الأرضُ يوم ذلك تُفشي
سِرّ بُطنانها إلى الظُهران فتُحلّي ظهورَها مايواري
بطنُها من معادن العقيان وتُري فاخِر الزبرجد واليا
قوتَ حَصْباءها بكل مكان وتبوحُ البحارُ بالدُّرَ بَوْحاً
وبما أضمرتْ من المَرْجان ويرُدُّ الشبابُ في كل شيخٍ
ويدِبُّ النشورُ في كل فاني ويجوز الخريفُ وهو ربيعٌ
وتَسورُ المياهُ في العيدان وتُحيّي متونَها بثمارٍ
يانعاتٍ قطوفهُنَّ دواني وتَغنَّى الحمامُ بعدَ وجوم
بفنون اللحون في الأغصانِ وتعود الرياضُ مقتبلاتٍ
ناعماتِ الشَّكير والأفنان حِفلة ً بالأمير من كل شيءٍ
واحتشاداً له من المهرجان عجباً كيف لم يكن ذاك فيه
وائتلافُ المياه والنيران عجباً كيف لم يكن ذاك فيه
واصطلاحُ الأنيس والجِنَّان أيهذا الأميرُ أسعدك اللَّ
هُ وأبقاكَ ماجرى العصران ليرى المهرجانُ فيك سُلوّاً
فله فيك أعظم السلوان إن عداه الربيعُ واستأثر النيْ
روزُ من دونه بذاك الأوان فلذكر الأمير أطيبُ نشراً
من خُزامى الربيع والأقحوان ولَكفُّ الأمير أحمدُ منه
أثراً في النبات والحيوان ولَوجهُ الأمير أحسُن مما
يكتسيه من وشيه الألوان إن عيدا يكون حَلْياً عليه
يكُ عن كل ماسواك لَغان مااستبنا فقدَ الربيع عليه
لا ولا فقدَ صوبه الهتان ماخلا من محاسن الزهرِ الغضْ
ضِ ولا من مَطايب الريحان ليس فقدُ الربيع مادمتَ حياً
ياربيعَ الأنام بالمستبان خلَفَتْ كفك الربيعَ فجادت
بنداها حتى التقى الثريَّان شَبَّب المهرجانَ لهوك فيه
فغدا من غَطارف الشبان وكذا النيروزُ رُدَّ عليه
بك شرخُ الشباب ذي الريعان ولذكَّرْتَ ذا وذاك جميعاً
سنَنَ الملك في بني ساسان عُمِرا برهة ً على دين كسرى
وهما الآن بعده مُسلمان لم يكونا ليرضَيا غيرَ دينٍ
يرتضيه الأميرُ في الأديانِ وبعزِّ الأمير في الناس عزاً
فيهم إذْ هما له موليانِ فعلا منظريهما هيبة ُ العِزْ
زِ ونور الإسلام والإيمانِ وأَحَبَّاك حُبَّ مولى شكورٍ
فهما وامقان بل عاشقان كل يومٍ وليلة ٍ فَرْطُ شوق
ونزاع إليك يطلعان فبهذا وذاك حتى لحينا
غُلة فَوق غُلة الظَّمآنِ لو أصابا إلى الغِلاط سبيلا
غالطا الحاسبين في الحُسْبان أو يُخلي عنان ذاك وهذا
سبَقا موقتيهما في الزمان ولوّد إذا هما بك حَلاَّ
لو يقيمان ثم لا يرحلان وعزيزٌ عليهما أن يكونا
عنك لولا الإزعاج يرتحلان لو أطافا هناك للدهر قسراً
حارَنا سابقَيْه أَيَّ حِرانِ ولكادا من التنافس في وج
هكَ خير الوجوه يجتمعان ولَهمَّ الوردُ المُظاهَرُ والنَرْ
جِسُ شُحاً عليك يلتقيان وإخالُ الإيوانَ لو كان يسعى
جاء سعياً إليك قبل الأذان ولوافاك كي تُمهْرِجَ فيه
غير أنْ ليس ذاك في الإمكان وحقيقٌ في الحكم أن يوجَب ال
إيوانُ حقَّ ابن صاحب الإيوان فصلُ مجدِ الأمير في المجد يحكي
فضلَ ذاك البنيان في البنيان لاتخادع فإنما يومُ نُعم
يومُ نُعْم الأمير لا النعمان لو رآه النعمان أو مِلك النعْ
مان مااستنكفا من الإذعانِ زُخرفتْ يوم نُعمه حُجراتٌ
جِدُّ موطوءة ٍ من الضيفان طال غشيانهم حراها إلى أنْ
أشكلوا من حُلولها القُطان حُجراتٌ متَيَّمَاتٌ بناها
من فضول المعروف أكرمُ باني لم يكن يبتني المساكن حتى
يتقن المجدَ أيَّما إتقانِ فأُذيلت فيها تهاويلُ رَقْمٍ
قائماتٌ بزينة ِ المُزْدان ثم قام الكماة ُ صفَّين من كُلُ
لِ عظيمٍ في قومه مَرْزُبان كلهم مُطرقٌ إلى الأرض مُغضٍ
وعلى سيفه هنالك حاني هيبة ً للأمير مامنْ عرتْهُ
بِمِلوم ملامة الهَيَّبانِ بسطَ العُذرَ أنَّ ذاك مقامٌ
مثلُه استَوْهل الجريء الجَنانِ وتجلَّى على السرير جبينٌ
ذو شعاع يجول دون العيان يُمْكِنُ العينَ لمحة ً ثم يَنْهى
طرفَها عن إدامة اللحظانِ فله منه حاجبٌ قد حماه
كلَّ عينٍ ترومه بامتهانِ عُقِدَ التاجُ منه فوق هلالٍ
ليس مثلَ الهلال في النُّقصان بل هو البدرُ كلّلته سعودٌ
طالعاتٌ في ليلة ٍ إضحيانِ فاستوى فوق عَرْشِه بوقارٍ
وبحلم من الحُلوم الرِّزان وأصاخت له السماواتُ والأرْ
ضُ ومن فيهما من السكانِ ثم قام المُمجَّدون مثولاً
ضاربين الصدورَ بالأذقانِ ليس من كبرياءَ فيه ولكن
كلُّ وجه لذلك الوجه عاني فَثَنَوا سؤدد الأمير وعَدُّوا
فيه آلاءه بكل لسانِ حين لم يجشموا التريُّد لا بل
ماتعدَّوْا ماحصَّل الكاتبانِ جَلَّ مايحْمِلُ السرير هُناكم
منه واسمٌ نُقله الشفتان فقضوْا من مقالهم ماقضوْه
ثم آبوا بالرِّفدِ والحُمْلانِ بعدما أرتعُوا الأنامل فيما
لاتعدَّاهُ شهوة ُ الشهوان من خِوان كأنه قِطع الرَوْ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ابن الرومي) .

شجوُ قلبي من سائر الخلق شاجي

لَعَمْرُك ما الدنيا بدارِ إقامة ٍ

يا أخي يا أخا الدماثة والرقة

أبو سليمان لاتُرضَى طريقتُهُ

من كان من طالبي الأنباء يسألني