يا ربِّ ما أطولَ البلاءَ وما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا ربِّ ما أطولَ البلاءَ وما | أكثرَ في أن بُليتُ لُوَّامي |
يلومني الناسُ أنْ حُرِمْتُ وما | ألزمني اللَّهُ غيرَ إحرامي |
كم بكَّتوني وعيَّروا أدبي | لمّا جفاني مَحلُّ إعظامي |
قالوا ألا شُغْلَ يجتبيك له | وقد رأوْا غُلَّتي وتَحْوامي |
فقلتُ لا تَعْجَبوا لأُفْهِمَكُمْ | وقد يمَسُّ القلوبَ إفهامي |
أجلَّني قاسمٌ وأكْرمني | أكْرمَهُ من أراهُ إكرامي |
همَّ بشغلي بمَعْملٍ فرأى | أنَّ أطْرافي تُجِمُّ آثامي |
وأنَّ دأْبِي يَجُرُّ لي تَعباً | يُكثِرُ بعدَ الصحاح أسقامي |
فصانَ عُمرِي عَنْ أن يُقَسِّمَهُ | بين ذنوبي وبينَ آلامي |
صافي العطايا يظلُّ يمنع إخ | ساري من أن ينوبَ إغنامي |
يدرِ رزْقِي عليَّ في دَعَة ٍ | مُنَفِّلي مالهُ وأيَّامي |
فالنفس في عيشة ٍ مُغفَّلة ٍ | تَمُرُّ لي كالشهور أعوامي |
أنفِقُ من مالهِ ومن عُمري | فيما ترى شَهْوتي وإغرامي |
سامية ٌ في مآربي هِمَمي | نافذة ٌ في هَوايَ أحكامي |
في غيرِ عيبٍ يعيبُ مَنزِلتي | وغير ريب يُريبُ إسلامي |
يا آل وهب حماة َ حَوزَتِنا | نكَّبَ عنكَمُ بسهمِهِ الرَّامي |
كم أجلِبُ العذرَ من مذاقتِه | لكم وتستشعرون إتْهامي |
أضحى اجتهادي لِنَفْيِ عيبِكُمُ | مثل اجتهادي لنفي إعدامي |