ومعتذرٍ من نعمة ٍ قد أفادها
مدة
قراءة القصيدة :
8 دقائق
.
ومعتذرٍ من نعمة ٍ قد أفادها | وآخر مُمتنٌّ عليَّ بباطلِ |
فدتْ نفسُ هذا نفسُ هذا من الردى | وممن كل محذورٍ من الأمرِ نازلِ |
وكيف وأنَّى لامرىء ٍ غير فاضلٍ | من الناسِ أن يُرضَى فداءً لفاضلِ |
رأيت المُكنَّى بالحسين تحاسنتْ | أفاعليهُ حتى علا كلَّ فاعلِ |
إذا طال شكرٌ طولَ كفّيه مرة ً | ثنى الطّوْل طلابا بتلك الطوائلِ |
حباني فلم يترك فعالاً لفاعلِ | وقلتُ فلم أتركْ مقالاً لقائلِ |
بلى قد تركت القولَ في اليومِ كلّه | لغير غداً بل لي غداً في المحافلِ |
سأمجِّده من آجلٍ بعد عاجلٍ | ويمجدني من آجلٍ بعد عاجلِ |
فتًى نصبَ الشّطرنج كيما يرى به | عواقبَ لاتسمو لها عينُ جاهلِ |
وأجدى على السلطان في ذاك أنه | يريدُ بها كيف اتقاء الغوائل |
وتصريفُ مافيه إذا ما اعتبرتُه | مثالٌ لتصريفِ القنا والقنابِل |
تأمَّلْ حِجاهُ في دقايق هَزْله | تجدْه حجاه في الهناتِ الجلائلِ |
رأى خيرَها لمّا التقينا ولم يزلْ | يرى خير ما في الدسْتِ رأية َ عاقِلَ |
فأبصر أعقابَ الأحاديثِ في غدٍ | بعيني عتيقٍ من عِتاق الأجادلِ |
إذا قلّبَ الآراء في الدستِ مرة ً | رأيتَ مُجدّاً في مَخيلة ِ هازلِ |
وما كان ممنْ يصطفيها فُكاهة ً | كبعضِ الملاهي أو كإحدى المشاغلِ |
شهدتُ لقد نادْمتُه فوجدتُه | سميعاً فقيه القلب عن كل سائلِ |
أصمَّ عن الفحشاءِ والعذلِ في الندى | طويلَ التمادي في شِقاق العواذلِ |
يجودُ فيعطي ماله في حقوقه | على منهجٍ بين السبيلين عادلِ |
فإن هاجه هيجٌ من العذلِ أصبحتْ | فرائضهُ مشفوعة ً بنوافلِ |
هو النيلُ يجري في سواءِ سبيلهِ | فلا تنتحي عن قصدِهِ للمُعادلِ |
فإن كفكفتْه الريحُ عن وجه جريهِ | طما واغتدى آذيُّه في السواحل |
له راحة ٌ روحاءُ تشهد أنها | مغيضٌ لصنعٍ أو مفيضٌ لنائلِ |
جزتْه يدّ أغلتْ يديه بحقّهِ | جزاء امرىء ٍ عن حقّه غيرِ غافلِ |
ولاخملَ المعروفُ منه فإنه | تحمَّلَ منه نابهاً غيرَ خاملِ |
قصرتُ له من طولِ شكري ولم تغض | بحوري ولا ألفيتُه غيرَ طائل |
ولكنه فجرٌ بدا قبل شمسِه | ونَغْشَه قطرٍ بشّرتْ قبل وابل |
رويدَ المُكنَّى بالحسينِ رويدَه | سأجري به في المُشبهاتِ الأطاولِ |
وماذاك عن جودي وفضل مثوبتي | ولكنه عن فضله المتكاملِ |
سيضطرني حتى أكررَ مدحَه | تتابعُ كرَّاتٍ له بالفواضل |
ولم تكُ جدواه عطية َ باخلٍ | ولكنها منه سجية ُ باذلِ |
أخٌ لم يزلْ يرمي مقاتِلَ عُسْرتي | رمى اللَّه عنه قِرنه بالمقاتلِ |
أبى اللَّه أن يلقى الندى منه هفوة ً | إذا ما الندى أضحى خطيئة َ باخِلِ |
وقد زاح المزاحُ وآن جدٌّ | كجدّ الليثِ حفّتْهُ الشبولُ |
ولست بمُوعدٍ بالشر لكن | كذا تدْلي شقاشقها الفحولُ |
لك الآلاءُ عندي والأيادي | فلمْ مست تخالطُها تُبُول |
وقد سيرْتُ أنكمُ غيوثٌ | تجودُ ولا تكون لها وُحواُ |
وما من مُزْنِكم ما فيه دجنٌ | ولا من ريحكم هَيْفٌ جَفُولُ |
وإني للفتى القوّالِ فيكم | وإنك للفتى فينا الفعُولُ |
ومالي لا أقول وقد اقرَّتْ | لي الشبانُ طُراً والكهول |
وأوضاح الأغرّ مفضلاتٌ | ولكن دونَ غرتهِ الحُجُول |
وعهدُك صِغة ُ الله استُجدَّتْ | فلاتك كالخضابِ لها نُصولُ |
ولاحِظْني بطرفِكٍ لا جديداً | ولا مستكرهاً فيه فولُ |
قضيتُ من الدُّعابة ِ نخبَ لهو | وما ترك المداعبة َ الرسولُ |
يصيب مقاتلي ومعي سلاحي | وأنتم حاضرون ولا أصول |
ونِعم الجذْل للتدبير نأوي | إليه إذا تضعضعت الجذولُ |
ضمومٌ كلما انفرجتْ صدوعٌ | صدوعٌ كلما التبست شكولُ |
فدبّر لي عليك عساك تُنقى | ضميرك لي وقد ينقي الغسُولُ |
ومما اشتكي أني فريدٌ | وأن الناس كلهم بُعول |
أباتَ المالُ نسوتهم حبالي | وبتُّ وزوجتي بِكرٌ بتولُ |
ومالي زوجة إلا الأماني | مُعلّلة بلا لقحٍ تشولُ |
وقلبي بينكم عانٍ بعانٍ | عليه من روادفهِ كُبولُ |
يُقابلُ والعيونُ مُصحَّحات | ويدبر والعيونُ إليه حُولُ |
فيا لهفي ويا أسفي امثلي | لكلّ مذلة ٍ جملُ ذلولُ |
أأثْني حربتي عن كل قرنٍ | وأنتم حاضرون ولا أصول |
وأتبع نائلاً بغنى وشيكٍ | إنَّ القطر تتبعه مرقالٌ ذَمُول |
ورفّلْني ونفلْني فعندي | ثناءٌ فيك مِرقالٌ ذَمُول |
وليس معارضتي إلا زهير | ومن ابكته حَوْمَلُ والدخول |
علي أني أرى التسببَ امسى | وهي أو كاد يدركُه البُطول |
وليس يشدُّه لا كتابٌ | مُضمَّنُ عزمة ٍ فيها بُذول |
وما أنا بالمقتصر في التقاصي | ولا انت الدَّفوعُ ولا المطولُ |
وإني للمغفلُ حين يُرعى | وإنك أنت لا الراعي الغفولُ |
صحبتك جاعلا سيماك فألي | وحسبي حين تشتبه الفُؤول |
ولم أزجرْ هناك الطيرَ لكنْ | ثناؤك حين تحتفل الحُفولُ |
أرجّي من نوالِك فيضَ بحرٍ | إذا ما أنكد الوشل الضَّمولُ |
وما الراجي بمحروم لديكم | ولا المشنوءُ عندكم السؤول |
وقد سر المكارمَ ان أدلْتُم | كما سر المجمَّرة َ القفولُ |
ولا خطر التِّسحبُ لي ببالٍ | كما يتسحب الحَمقُ الجهولُ |
وما استبطأتُ طولك في عتابي | كما يستبطئ الخِرْقُ العَجُول |
وليس حُصولُ فائدة ِ حصولاً | إذا ما أخطأالغرض الحصولُ |
وما أمتن شكري وامتداحي | وهل لك من حُلى مدحي عُطول |
ألست معانَ معرفة وعُرفٍ | فكيف يغُول مدحَك من يغولُ |
عطايا تُعتفى منها العطايا | وعقلٌ تسْتَقى منه العقول |
وما ارتفعت كهمتك الثريا | ولا ألتْ كجاريك الوعولُ |
فزدني منك تقريباً وبشراً | فإن الجنسَ تتبعهُ الفصول |
وما بي نيل ما استوهبتُ لكن | حَبُّ لحُبّ ساكنها الطُّلولُ |
ولم تزل الكرامة ُ أو سواها | فروعاً تستبان بها الأصولُ |
وحَظّي بالوصولِ ليك حظي | ولكن الوصالَ هو الوصولُ |
وإذنُ الوجهِ لا الحجابِ إذنٌ | وفي الأحشاء لا الدارِ الدخولُ |
وما أفعالكم بمفعلاتٍ | وقولي في مدائحكم مقولُ |
يُتابُع في أغراضه صوبَ نبله وافرأساء الرأيُ أم عزبَ الرسولُوقد حضرتْ شمولٌو الشمولُأظنُّ الرأي ساء ولم وأنيَّوذاك النُّور ليس له أفولُأحينَ بسطتَ فضلك زال عنيكريمٌ مكن حِفاظِك لا يزولُ وحالتْ صفحة ٌ ما كان رأيٌيريني أنها أبداً تحول ايا أملي أتمرعُ بطْنَ ك | إذا كان بعضُ الصوبِ فلتَة َ نابل |
بدأت بمعشرٍ ليسوا عيالاً | عليك فلو بدات بمن تعولُ |
بل الثقلان كلهمُ عيالٌ | عليك لأنك الغيثُ الهطولُ |
ونحوك تُعمِل السَّفرَ المطايا | وفي أذرائك الإنسُ الحُلولُ |
كأن عفاة َ فضلك في مجال | وكيف تريث عودة ُ من يجولُ |
يردُّهمُ انهيالك بالعطايا | وما ينهالُ منك هناكُ جولُ |
فلا تتقدمُ الضعفاء منا | إلي معروفك الجُلُد الحُمول |
أفُكّه معشرٌ ولهم فضولٌ | واغللنا وليس لنا فضولُ |
كمصباحِ الكرام بني بويبٍ | أبى حسن لشانئهِ الهُبول |
وما بي أن انافسه نفيساً | وكيف يُنافسُ الحرُّ البذول |
كأنك بي اقولُ وقد اتاني | رسولُك بعدما غالته غولُ |
وتضمنُ ذاك أعراقٌ كرامٌ | تهزُّك لي وأخلاقٌ سُهولُ |
نعم وتزيدني ما أنت أولى | به ويُحقُّ فضلك ما أقولُ |
أساء الرأيُ أم عزبَ الرسولُ | وقد حضرتْ شمولٌو الشمولُ |
أظنُّ الرأي ساء ولم وأنيَّ | وذاك النُّور ليس له أفولُ |
أحينَ بسطتَ فضلك زال عني | كريمٌ مكن حِفاظِك لا يزولُ |
وحالتْ صفحة ٌ ما كان رأيٌ | يريني أنها أبداً تحول |
ايا أملي أتمرعُ بطْنَ كفّ | لعافٍ واللقاءُ له مُحول |
ألا إنَّ القصاصَ لخِيمُ سوءٍ | أبتْه لك العمومة ُ والخؤول |
فمالك في القصاص فدتك نفسي | وقدْرُتك عن منافستي يطولُ |
حلفت لتجزلنّ لي العطايا | ورأيك أنك البرُّ الوصولُ |
أما في الطّوْل جمعمك بين بريّ | وتقريبي وقد وقعَ القبول |
تحية ُ روح ندمانٍ ومجنى | فكاهاتٍ تُجَرُّ الذيولُ |
وإن نفاستى حظاً عليه | للؤمٌ في الخليفة ِ بل سُفولُ |
ولكنَّ المكانة َ منكَ حظُّ | تجورُ لها الفلاسفة ُ العُدول |
عذلتكمُ على استمرار ظُلمي | ولولا الظلم ما عذلَ العذولُ |
على أني أرى ما نلتموه | إلي لدى تأمُّله يؤولُ |
إذا ما ليلة ٌ قصُرتْ عليكم | فليس لها هناك عليّ طولُ |
وأرجو توبة ً منكم نصوحاً | وبعضُ القوم توبتهُ خُتُول |
منحتُكها مطفَّلة ً تُباري | ذبابَ السيف ليس لها نُكول |
ولو اني أشاءُ لقلت غيري | ظلامتُها جفاؤك يا ملولُ |
تشكَّى ما اشتكاه أنينُ مُضنى | وتحكى ما حكى دمعٌ همولُ |
فإن تكُ محضري كَلاّ ثقيلاً | ففي الكرماء تُحتَمل الكلول |
وما بي سلوة ٌ فأقول سيروا | فإن الريح طيبة ٌ قبولُ |
ووجهُ مثلُ بدر السعيد أمسى | وليس عليه من ليل سُدولُ |
ولستُ كمنْ له قلمٌ مطاعٌ | تُهال الرَّجلُ منه والخيولُ |
وإن عاد الرئيس لبخس حقي | غضبتُ وغضبتي أمرٌ يهولُ |
وفُكَّه معشرٌ ضعفاء مثلي | ولكنَّ كلَّهم طبنٌ حيول |
كشهريّ لديك ومعشريّ | طفلين شأنهما الوُغول |
إذا شاءا أطافا كلَّ يومٍ | بحيث يخالفُ النهمُ الأكولُ |
وكلّ فتى له وجهٌ وثيقٌ | متى ما شاء أمكنه النزولُ |
وإنا في صناعتنا لرهطٌ | ودولتُنا بدولتكم تدولُ |
طفيليون من نحلُل ذراهُ | فأمُّ طعامِه الأمُّ الثكُولُ |
ولكن خانني شركاءُ سوء | وغلّوا لا صفا لهُم الغُلول |
وإن عادوا إلى اخرى سواها | تُتبعتِ الطوائلُ والذحولُ |
وأحسبهم ستنذرهم بيأسٍ | عقول لا تباعِ بها العقولُ |
وأنت إذا المثابة ُ ظلَّلتْنا | دليلُ هُدى يلوذ به الضَّلُول |