ذُكِر الأخفشُ القديمُ فقُلنا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ذُكِر الأخفشُ القديمُ فقُلنا | إن للأخفش الحديثِ لفضلا |
وإذا ماحكمْتُ والرومُ قومي | في كلام مُعرَّب كنت عدلا |
أنا بين الخصوم فيه غريبٌ | لاأرى الزورَ للمحاباة أهلا |
ومتى قلتُ باطلاً لم أُلقَّب | فيلسوفاً ولم أسوّم هِرَقْلا |
بدأ النحوُ ناشئاً فغذاه | أحدثُ الأخْفشين فانصاتَ كهلا |
وتعاصَى فقاده بيديه | أحدثُ الأخْفشَين فانقاد رَسْلا |
أيُّهذا المُسائلي بعليّ | زادك اللَّهُ بالمعالم جهلا |
أنت كالمستثير شمساً بنارٍ | ولعمري لَلشمسُ للعينِ أجلى |
لاتسائلْ به سواه من الن | ناس تجده بحضرة ِ الحفلِ حَفْلا |
قائلاً بالصوابِ يقرع فصّاً | بجواباته وينطق فصْلا |
كلّما شذتِ الفروعُ عن الأص | لِ ثناها فألحقَ الفرعَ أصلا |
وتراهُ تَدينُه كلُّ عوْصا | ءَ كما دانَتْ الحليلة ُ بَعْلا |
ياظِماءً إلى الصواب رِدُوه | يَسْقِكم بالصواب عَلاًّ ونهلا |
هو بحرٌ مِنَ البحورِ فراتٌ | ليس ملحاً وليس حاشاه ضحلا |
قلْ له يامقوّمي وسمّي | وكنيِّي ومَن غدا ليَ شَكْلا |
قد أردْتُ الإطنابَ فيك فقالتْ | ليَ غاياتُك البعيدة مهلا |
ورأيتُ اليسيرَ يكفي من الحَلْ | ي إذا النصلُ كان مثلكَ نصلا |
لك من نفسك الحُلَى اللواتي | أنفت أن يكون حلْيُكَ نَحْلا |
ولعمري ماأنت كالسيف صقلاً | حين نَنْضُوك بل مضاء وصقلا |
منظري لناظرٍ مَخْبَريُّ | لمُريغٍ لديك نقضاً وفتلا |
ذو أفاعٍ لمن يُعاديك صُمٍّ | كائنات لمن يواليك نحْلا |
تقلسُ الأرْيَ والسّمامَ ونا | هيك بهذا وذا شفاءً وخبلا |
فدعِ الشكرَ لي فلم أكسُك المد | حَ سليباً ولم أُحَلِّك عُطْلا |
أنت مَنْ لم يزلْ يُحلّي ويُكسي | كلَّ مدحٍ فلستَ تُوسم غُفْلا |
وحرامٌ عليّ عِرضُك بَسْل | أبداً مارأيت عِرضيَ بَسْلا |
فالزمِ الصّدْق إنه للفريقي | يْنِ نجاة ٌ والخَتْلُ يجزيك خَتلا |
وخِفيُّ الحديثِ يَنْمِي فيحييَ | بعدما ماتت الضغائن ذحلا |