تفسير سورة العنكبوت للناشئين (الآيات 46 - 69)
مدة
قراءة المادة :
9 دقائق
.
تفسير سورة العنكبوت للناشئين( الآيات 46 - 69)
معاني المفردات من الآيات الكريمة من (46) إلى (52) من سورة «العنكبوت»:
﴿ ولا تجادلوا ﴾: ولا تناقشوا في أمر الدين.
﴿ أهل الكتاب ﴾: المؤمنون بالكتب السماوية والرسل السابقين.
﴿ بالتي هي أحسن ﴾: بالطريقة الحسنى.
﴿ إلا الذين ظلموا منهم ﴾: إلا الذين انحرفوا عن التوحيد وأشركوا بالله.
﴿ ومن هؤلاء ﴾: ومن أهل مكة.
﴿ بجحد ﴾: يكذب وينكر.
﴿ من قبله ﴾: من قبل نزول هذا القرآن.
﴿ ولا تخطه ﴾: ولا تعرف الكتابة أيضًا (لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أميًّا).
﴿ ارتاب ﴾: شك.
﴿ المبطلون ﴾: الكافرون.
﴿ آيات بينات ﴾: دلائل واضحات.
﴿ أوتوا العلم ﴾: وهبهم الله العلم.
﴿ آيات ﴾: معجزات ماديَّة خارقة للعادة.
﴿ عند الله ﴾: في علم الله وتحت إرادته.
﴿ أو لم يكفهم ﴾: استفهام للتوبيخ لأن القرآن الكريم أعظم المعجزات وأبقاها إلى يوم القيامة.
﴿ في ذلك ﴾: في إنزال هذا القرآن.
﴿ لرحمة ﴾: لنعمة عظيمة.
﴿ وذكرى ﴾: وتذكرة بليغة.
مضمون الآيات الكريمة من (46) إلى (52) من سورة «العنكبوت»:
1 - تستمر هذه الآيات في الحديث عن القرآن الكريم، موضحة العلاقة بينه وبين الكتب السماوية قبله، وتوجه الأمر للمسلمين ألا يجادلوا أهل الكتاب - إلا بالتي هي أحسن - إلا الذين ظلموا منهم فبدلوا وغيَّروا في كتابهم، وانحرفوا إلى الشرك، كما تأمرهم أن يعلنوا إيمانهم بدعوات الرسل السابقين جميعًا وبكتبهم جميعها؛ لأنها كلها حق مصدق لما معهم.
2 - ثم تتحدث عن إيمان بعض أهل الكتاب بالقرآن الكريم بينما يكفر به المشركون الذين أنزل الله القرآن على نبيهم - عليه الصلاة والسلام - غافلين عن هذه النعمة العظيمة التي خصَّهم الله بها في تنزيل الكتاب على رسول منهم يخاطبهم به، وهو أميّ لا يقرأ ولا يكتب، حتى لا تكون لهم شبهة في أن هذا القرآن من عند رب العالمين.
3 - دروس مستفادة من الآيات الكريمة: من (46) إلى (52) من سورة «العنكبوت»:
• على الداعية إلى الله أن يتبع أفضل الأساليب وأحسن الطرق في إقناع من يدعوهم من غير مشاحنة ولا عناد، فيبدأ ببيان حقيقة الدعوة التي يدعوهم إليها، ثم يحببهم فيما يدعوهم إليه ويرغبهم في الخير الذي ينتظرهم من وراء استجابتهم، ثم يبيِّن لهم فساد ما هم عليه من العقيدة بأسلوب مهذَّب مقنع.
• يجب أن تكون مناقشة أهل الكتاب بالحسنى؛ بهدف بيان الحكمة من مجيء الرسالة الجديدة (رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ) وما بينها وبين الرسالات قبلها من صلة.
معاني المفردات من الآيات الكريمة من (53) إلى (63) من سورة «العنكبوت»:
﴿ ويستعجلونك ﴾: الكافرون يتعجلون نزول العذاب استهزاءً به.
﴿ أجل مسمَّى ﴾: وقت محدد في علم الله (هو يوم القيامة).
﴿ بغتة ﴾: فجأة.
﴿ يغشاهم العذاب ﴾: يغطيهم ويحيط بهم.
﴿ فإياي فاعبدون ﴾: فلا تعبدوا أحدًا غيري.
﴿ لنبوئنهم ﴾: لننزلنهم ولنسكننهم دائمًا.
﴿ غرفًا ﴾: منازل عالية رفيعة.
﴿ من تحتها ﴾: من تحت أشجارها وقصورها.
﴿ يتوكلون ﴾: يعتمدون ويفوِّضون أمرهم.
﴿ وكأين من دابة ﴾: وكثير من الدواب.
﴿ لا تحمل رزقها ﴾: لا تقدر على كسب رزقها.
﴿ سألتهم ﴾: سألت المشركين.
﴿ سخر ﴾: ذلَّل وهيَّأ.
﴿ فأنَّى يؤفكون ﴾: فكيف يصرفون عن توحيده وعبادته.
﴿ يبسط ﴾: يوسع.
﴿ ويقدر له ﴾: ويضيقه على من يشاء لحكمة يعلمها سبحانه.
﴿ ماءً ﴾: مطرًا.
﴿ فأحيا به الأرض ﴾: فأخرج به الزرع والثمار.
مضمون الآيات الكريمة من (53) إلى (63) من سورة «العنكبوت»:
1 - توجه الآيات تحذيرًا إلى المشركين الذين يستعجلون بعذاب الله مستهزئين به وتهددهم بأن هذا العذاب سوف يأتيهم فجأة (وقد كان؛ حيث هزموا هزيمة منكرة في غزوة بدر، وكانوا كثرة والمؤمنون قلة)، ثم يكون عذاب جهنم في الآخرة الذي يحيط بهم من كل جانب.
2 - ثم تحث المؤمنين الذين لاقوا أشد أنواع الإيذاء في مكة على الهجرة بدينهم إلى الله، غير خائفين من موت ولا فوات رزق، وتطمئنهم إلى تعويض الله لهم بما أعده الله لهم في الآخرة من منازل في الجنَّة.
3 - ثم تنتقل الآيات إلى التعجيب من حال أولئك المشركين الذين يعترفون بأن الله وحده هو خالق السموات والأرض، ومسخِّر الشمس والقمر، ومنزِّل الماء من السماء، ومخرج الزرع والثمار من الأرض الجامدة.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة: من (53) إلى (63) من سورة «العنكبوت»:
• في إمهال الله الظالمين وعدم التعجل بعقابهم وتأجيل ذلك للآخرة امتحان للمؤمنين، وفتح لباب التوبة، واستدراج للظالمين؛ ليزدادوا فسادًا، وفيه فرصة لأن تأتي ذرية صالحة من هؤلاء الظالمين تعبد الله وتحمل رسالة الإسلام للعالمين.
• الهجرة من أرض الكفر إلى أرض الإيمان إذ لم يستطع المؤمن عبادة ربه في أرض الكفر.
• تكفل الله سبحانه وتعالى بأرزاق جميع مخلوقاته، وهو عليم بهم، وما عليهم إلا السعي كما أمر الله.
معاني المفردات من الآيات الكريمة من (64) إلى (69) من سورة «العنكبوت»:
﴿ لهو ولعب ﴾: غرور ولذائذ تنقضي سريعًا وتزول وعبث باطل.
﴿ الحيوان ﴾: الحياة الدائمة الخالدة المليئة بالحيويَّة.
﴿ الفلك ﴾: السفن.
﴿ نجَّاهم إلى البرِّ ﴾: أنقذهم من الغرق وخلصهم من أهوال البحر.
﴿ وليتمتعوا ﴾: تهديد لهم؛ لأن متاع الدنيا زائل ونهايتهم إلى النار.
﴿ حرمًا آمنًا ﴾: بلدهم مكة مصونًا عن السلب والنهب، وأهله آمنون.
﴿ يتخطَّف الناس ﴾: يقتلون ويؤسرون.
﴿ لنهدينهم سبلنا ﴾: يهديهم الله ويرضى عنهم ويأخذ بأيديهم إلى طريق الفلاح.
مضمون الآيات الكريمة من (64) إلى (69) من سورة «العنكبوت»:
1 - توضِّح الآيات أن الدنيا دار لهو ولعب وغرور ولذائذ فانية، وأن الآخرة هي الحياة الباقية المليئة بالحيويَّة.
2 - ثم تذكر أن المشركين إذا ركبوا في السفن دعوا الله وحده؛ ليخلصهم من أخطار الغرق وأهوال البحار، ولكنهم بعد ذلك يشركون بالله ويؤذون رسوله والمؤمنين به، ويعبدون الأصنام أو الجن أو الملائكة.
3 - وتذكر المشركين بنعمة الله عليهم بهذا الحرم المكِّي الآمن الذي يعيشون فيه، والناس من حولهم في خوف وقلق، ومع ذلك فهم يشركون به؛ فكان عقابهم جهنَّم.
4 - وتختم السورة بوعد أكيد من الله بأن يهدي المجاهدين في الله الذين يريدون أن يخلصوا إليه، ويؤكِّد لهم أنه لن يتركهم وحدهم، بل يأخذ بأيديهم ويجازيهم على صبرهم وإحسانهم خير الجزاء.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة: من (64) إلى (69) من سورة «العنكبوت»:
فضل الله سبحانه وتعالى على أمة العرب بإنزال القرآن الكريم بلغتهم على رسولٍ منهم، مع الإنعام عليهم بنعمة الأمن في وطنهم مكة حيث كان الناس من حولهم يعيشون في خوف وقلق.