نادمْتُ بدرَ السماءِ في فَلكْه
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
نادمْتُ بدرَ السماءِ في فَلكْه | أجْزِلْ بِحظّ الوليّ من مَلِكهْ |
نادمْتُهُ والحُظُوظُ نافِرة ٌ | فاصْدَدْتُ وحْشِيَّهُنَّ في شركه |
مِنْ بعدِ ما خاسَ بي وأسْلَمَنِي | طوْعاًإلى الدهرِ ضامِنُو دَرَكَهْ |
هَتَفْتُ للدهرِ باسمِ قاسِمهِ | فانْهَزَمَ الدهرُ وهْو في شِكَكهْ |
القاسمِ القاسم الرفّاد إذا | أيأسَ ضَرْعُ المُدِرّ من حَشَكَهْ |
أبي الحسين الذي به حَسُن السْ | سُلْطانُ وابيضَّ بعدما حلكهْ |
فتى ً له منظر ومختَبَرُ | صاغَهُما اللَّهُ من حُلى فَلَكهْ |
حديثُ سنّ كبيرُ معرفة ٍ | مُحْتَكٌ قبل حين محتنِكهْ |
يعارَك الحُول الأريبَ بهِ | ليث تُفادي الليوث من عَركه |
صِيغَ الحجا من سُكُونِه صِيغا | راقتْ وصيغَ الذكاءُ من حَرَكهْ |
يجمعِ ضدَّيْنِ من جلالته | في كل قلب ولُطْف منسلكهْ |
مستحْكمُ الرأي غيرُ مُخْدَجِهِ | مُصَمّمُ العزمِ غيرُ مُرتَبكه |
قد حاز ما في الشبابِ من أنقِ ال | حُسْنِ وما في المشيبِ من حُنَكه |
فهو رضيُّ العين حين تُبْصِرُه | والرأي عَفواً وبعْدَ مُعْتَركه |
جاهِرْ به المُلْكَ والملوكَ معاً | ولا تُسَتّرْهُ خوف مُنْتَهكه |
أخُو فعالٍ كأنَّ زُهْرَ نُجو | مِ الليلِ مطبوعة ٌ على سككه |
مُشْتركُ الحظ لا محصَّله | مُحَصَّلُ المجد غيرُ مشتركه |
منتهَكُ المالِ لا ممنَّعه | مُمَنَّعُ العِرضِ غيرُ منتَهكه |
يحلُو على سَمعه السؤالُ وما | زالتْنَعَمْحُلْوة ً على حَنَكه |
كأنما القْطُر من ندى يده | والبرَقُ من بِشْرِهِ ومن ضَحَكه |
لم يجْعَلِ الغدْر للوفاءِ أخاً | مُذْ كان في فَتْكه ولا نُسُكه |
طبيعة ً لاتزالُتُخْلِصُها ال | أيَّامُوالتّبر عِنْد مُنْسبكه |
كم حسناتٍ له مُشهَّرة | أسِرَّها ما استطاع من مَلَكِه |
صيَّرني جودُهُ إلى فُسح ال | عيشِ فأغنيتُ طالبي مُسكه |
في منزلٍ بر كلّ بادية | من صَحْنِهِ والبحار من بركه |
تَصْبَحُني فيه كُلُّ شارقة | جَدْوى حثيث النوالِ مُدَّركه |
أُقاتِلُ الحرَّ في غلائلهِ | والقُرَّ في خَزّهِ وفي فَنكِهِ |
لو دونيَ البحرُ جاء نائلُهُ | أسْبحَ من فُلكه ومن سَمَكِه |
يا بنَ عُبَيْد الإلهِ يا بنَ أبي القا | سمِ شافيَ السلطانِ من نُهَكه |
يا بنَ الوزير السَّديد منزَعُهُ | برغْمِ أنفِ العِدا ومؤتفكه |
يا بنَ الذي أصبحَتْ مآثرُهُ | من ضحكاتِ الزمان بعد ضُحَكه |
الجامع الشملَ بعدَ فرقته | والواصلِ الحبلَ بعد منْبتكه |
شكريك فرض ولست بالغه | ولستُ في حالة ٍ بمُتَّرِكه |
خُذْها تهادي إليك طائعة ً | مثلَ تهادي الغدير في حُبَكُه |
نُعْماك في منزلي مخيمة ٌ | والشّعرُ في نَصّه وفي رَتَكه |