يا نجدة َ الرومِ في بطارقها
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
يا نجدة َ الرومِ في بطارقها | وحكمة َ الروم في مهارقها |
هل فيكما نُصرة ٌ مؤزَّرة ٌ | لزاهق النفسِ أو كزاهقها |
غُيِّب عن عينه مُغَافصة ً | أفضلُ ما اعتدَّه لفاتقها |
يا حرَّ صدري على الخُطوبِ وما | تطْويه بالغيبِ من بوائقها |
أُخرجتُ من جَنَّتي مفاجأة ً | آمَنَ ما كنتُ في حدائقها |
بيْنَا استماعي هديلَ هادلها | إذ راع قلبي نعيقُ ناعقها |
فارقني قاسمٌ لطيَّته | يا لهفَ نفسي على مُفارقها |
بانَ عن العين وهو في فكري | أدْنى إلى النفس من مُعانِقها |
وكم أناسٍ مباينين غَدَوا | ألصقَ بالنفس من مُلاصقها |
يا لهف نفسي على مُوفّقها | يا لهف نفسي على مُوافقها |
كان حياة ً صفتْ بعافية ٍ | هيهات منها مَلالُ ذائقها |
هل يخلفُ البدرُ وجه سيدنا | كلا ولا الشمسُ في مشارقها |
أو يخلفُ البدرُ نور ضحكته | إذا انجلى الليلُ عن بوارقها |
أو يخلُف الغيث راحتيه لنا | كلا وأخلاقِه وخالِقها |
أو يخلفُ البحرُ ما تجيشُ به | أفكارُه تلك من دقائِقها |
فتى ً إذا ما الشواكلُ التبستْ | شقَّ الأباطيلَ عن حقائقها |
ذو شيمة ٍ لم تزل مواعدُها | في الصدق تجري على موائِقها |
واللَّه لولا تطُّيري سفحتْ | عيني دمَ القلبِ من حمالقها |
لكن على غيره البكاءُ ولا | زالت أمانيه طَوْعَ سائقها |
يرمي به العمرُ في خوالفه | وحَلبة ُ المجدِ في سوابِقها |
ويا ندامايَ لاعِدِمتكُمُ | يا صفوة النفس من أَصادقها |
طلَّقتُ من بعدكم مَناعمَ أص | بحتُ أرجِّي رِجاعي طالقها |
كأسيَ مُذ غبتُمُ معطّلة ٌ | لم تجرِ عندي على طرائقها |
غابِقُها ذاهلٌ وصابحها | عن شأنها ذاهلٌ كغابقها |
والعودُ والنايُ صامتان معاً | أو مُسعدا عبرة ٍ ودافقها |
ظعنتمُ والربيع منصرمٌ | والأرضُ تبكي على شقائقها |
فكان في ظعنكم لها شُغلٌ | على كلِّ ما محَّ من روانِقها |
ليس لبغداذَ غيرَكم شجَنٌ | ولا سوى ذكرِكم بشائقها |
صبراً جميلاً فإنها بُكَرُ ال | عيش ولا بدّ من ودائقها |
لكنَّ آصالها مُؤمَّلة ٌ | آمَننا اللَّه من عوائقها |
كأننا بالقيان تُسمعنا | مثل المها العين في أبارقها |
من كل رُودٍ إذا تضمَّنت ال | ألحانَ أَربتْ على مُخارقها |
أمانة َ اللَّه إنها زِنة ُ ال | غبراءِ مَبسوطها وخالقها |
ألا قرأتم على مؤمَّلنا | سلام صَادي الأحشاءِ خافقها |
وَقلتُمُ غير كاذبينَ له | عن آمِل النفس فيه واثقها |
ناشرِ ذكرٍ إذا التقت عُصَبٌ | حَالت به المِسكُ في مَناشِقها |
ألية ً يا أبا الحُسين بآ | لائِكَ إني لَغيرُ ماحِقها |
إن يكُن الظُّلم منك يرهَقُها | فظلمُ مولاكَ غيرُ راهقها |
كم نعمة ٍ منكِ لا يُقرّ بها | يَنطقُ عنها ذرورُ شارقها |
يا سارقَ الغُرِّ من صنائِعِه | مولاك ماعاش غيرُ سارقها |
وفائِقِ الحالِ حَشْوه شِيمٌ | يعلمه اللُّهُ غيرَ فائِقها |
أضحى يَرومُ العُلا فقلتُ له | دعْ رائقاتِ العُلا لرائقها |
يا من يُحبُّ العلا مُنافقة ً | هيهات أعيت على مُنافِقها |
فلا تُحاول خِداعَ كيِّسة | تضنُّ بالصفوِ عن مُماذقها |
ولا تخل أنها مُصادقة ٌ | أُخرى الليالي سوى مُصادقها |
لن يجمع المَال والعلا مقة ٌ | بل وامقُ المالِ غير وامِقها |
فكِلْ إلى قاسمٍ ولا يتها | وخلِّ معشوقة ً لعاشقها |
ذَاكَ الذي لم تزل شمائلهُ | أحلى من الهِيف في مَناطِقها |
خُذها كدُرِّ الفتاة منتظمَا | أوعِتَر المسكِ في مَخَانقها |
وإنني مُلحقٌ بها فِقَراً | سَوابقُ الشِّعر من لواحِقها |
لا يُخطىء ُ السالكون قصدْهُم | ميلاً إلى فتنة ٍ وناعقها |
وليعدل الجائرونَ عن قُحمٍ | بمن أتاها مَحيقُ حائقها |
خِلافة ُ اللَّه في ملوك بني ال | عباسِ من خير رِزقِ رازقها |
قبيلة لستَ عادماً رشَداً | في كهلها لا ولا مُراهقها |
فالحلمُ والعلمُ في أَشائبها | والجودُ والبأسُ في غرانقها |
يكفيك أن أصبحتْ خلافَتُهُمْ | وابنُ سليمان حبلُ عاتقها |
وأن إفضالَه ونائلَه | لطالبي الفضلِ من مرافقها |
يا لك من نحلة ٍ مُعسَّلة ٍ | وحية ٍ منه في سُرادقها |
به استقامت أمورُ مملكة ٍ | عوجاءَ واستوسقت لواسقها |
كأن تصريفَهُ الخطوبَ لها | نتقُ جبالٍ عَنَتْ لناتقها |
جلتْ هناك الخطوبُ وارتفعت | شاهاتها الصِّيد عن بَياذِقها |
تُعدُّ منه لحربها قلماً | يُفرِج للرمح في مَضايقها |
ويهتدي عامِه السيوف به | من هام قَومٍ إلى مَفارقها |
أحصنُ من سورِ كلِّ عالية ِ السْ | سُور حِفاظاً ومن خنادقها |
كم نوبة يُذعَرُ الزمانُ لها | يُعدُّه أهلُه لطارِقها |
ورِشْدة ٍ كان من مَفاتحها | وغَيَّة ٍ كان من مَغالقها |
يلقى دهاءُ الرجال حيلتَهُ | أملاً بالضعف من أَحامقها |
يتركُ بالحوْل حَول حُوَّلها | وهو سواءٌ ومُوقُ مائقها |
يرمي بدهياءَ من فلائقه | في وجه دهياءَ من فلائقها |
كم زاحمَ الدهرَ فوق مَدْحضة ِ | زَلجٍ فما زلَّ عن زَحالقها |
كم أنشأ المُزَن من ندى ً وردى ً | لمعتفي دولة ٍ وفاسقها |
فأمطر البرَّ من مَغَاوثها | وفاجرَ القوم من صواعقها |
يا آل وهبٍ سمتْ بكم رُتبٌ | يقصِّرُ السُّؤل عن سوامقها |
يا عترة ً لم تزل مَمدَّحة ً | يُنكَّبُ الطعن عن خلائِقها |
فاتت فما ذمُّنا بلاحقها | كلا ولا مدْحُنا بسابقها |
يَكرمُ مخبوركم على مِحن | من الليالي ومن صوافقها |
كأنكم أنصل مهنَّدة ً | يُبدي لنا الصقلُ عن سفاسَقها |
أضحى نثا المُلك والملوكِ بكمْ | أذكى من المسك في مَفارِقها |
وفاتَ صِنديدُكم بسابقة ٍ | طالِبُها الدهرَ غيرُ لاحقها |
وازَتْ عُراها ملوك مِلَّتنا | فكنُتُم ثَمَّ من وثائقها |
فعوَّلتْ منكم هناك على | فاتقِ أحوالِها وراتقها |
واستحفظتْهُ قِوامَ دوْلتها | وما يلي ذاك من علائِقها |
وكفَّلتْهُ برفد يابسها | ووكَّلته بكيدِ مارقها |
فحطَّت الفقر عن عواتقنا | وحطَّت الهمَّ عن عواتقها |
وبيَّن الجريُ من صواهِلها | خِلاَف ما كان من نواهقها |
فلا تخافوا أَمِنتمُ أبداً | ما أينع الطَّلعُ في بواسقها |
جعلتُمُ عُرفكم مَعاقلكُم | من الليالي ومن طوارقها |
وجاعلُ العُرف من معاقله | أنجى من العُصم في شواهقها |
نعماؤكُمْ في الأنام قد طرفَتْ | عَينٌ من اللَّه عينَ رامقها |
وعصبة ٍ يحذقون مدْحكمُ | من مجدكم جاءَ حِذقُ حاذقها |
لو مدحتْ غيرَكم فحولُهُم | لقصَّر اللومُ عن شَقاشقها |
كم مِدحة ٍ لوعَدتُكُم خَرست | كُنتم سبيلاً لنطق ناطقها |
ومدحة ٍ لوعَدتكمُ كَذبتْ | كُنتم سبيلاً لصدقِ صادقها |
وكيف لا تُبرز العقولُ لكم | وصائفَ الشعر في قَراطِقها |
وفي سواكم كسادُ كاسدها | وفي ذَراكم نفاقُ نافقها |
لكنني قائلٌ لبارقة ٍ | منكم لغير صَبيبُ وادِقها |
عَدْلكِ يا مُزنة ً هجرتُ كَرى | عَينيَّ قِدْماً لِشيم بارقها |
أأتّقي الدهرَ ذا الهنات بكم | وأعظمي طُعمة ٌ لعارِقها |
تالله ما عِزَّتي لهاضِمها | فيكم ولا هيبتي لخارقها |